الرابع من رمضان … صراع الفيلة في حلبة الوطن الجريح

الرابع من رمضان … صراع الفيلة في حلبة الوطن الجريح

شوكة حوت

ياسر محمد محمود البشر

١٢ / ١٢ / ١٩٩٩ تاريخ مفصلي في عمر الحركة الإسلامية وهذا التاريخ يصادف الأثنين الرابع من رمضان من العام 1419 هجرية حينها وصل الصراع حول السلطة ذروته فقرر الرئيس المخلوع البشير أن يتغدي بعراب ثورة الإنقاذ الدكتور حسن الترابي قبل أن يتعشي به وقد سبقت هذه الفترة جملة من المؤشرات التي تؤكد حدوث شرخ داخل كيان الحركة الإسلامية حيث رفعت مذكرة العشرة لرئيس الجمهورية وبعدها قام رئيس الجمهورية بإعلان حالة الطواري وتعطيل الدستور وحل البرلمان الذي يمنح الترابي القوة التشريعية وأنقسمت الحركة الإسلامية بعد المفاصلة الي ثلاثة تيارات المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي وحركة العدل والمساواة التي قادها الشهيد خليل إبراهيم وبعدها جرت مياه كثيرة تحت الجسر مابين المنشية والقصر وفشلت الوساطة التي قادها الداعية عبدالمجيد الزنداني والقرضاوى لأنهم كانوا يرون خيرا في الحركة الإسلامية السودانية وبعدها دخل الترابي كوبر حبيسا وظل البشير في القصر رئيسا وفي هذه الفترة صعدت مجموعة من الإسلاميين شوهوا صورة الإسلام السياسي بالبلاد وقدموا أسؤا نموذج وكان الإسلام السياسى هو الخاسر الأكبر والضحية فى معادلة تجربة حكم الإسلاميين للسودان حيث تم فصل ثلث مساحة السودان وفق إتفاقية بصمت عليها حكومة الإنقاذ تحت رعاية مباشرة من أمريكا حيث كانت عين المؤتمر الوطني تنظر الي عسل أمريكا ووعودها برفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وعفو الرئيس البشير من طلب المحكمة الجنائية الدولية وفك الحظر علي أرصدة السودان المجمدة الي جانب جملة من الوعود التي كانت تحملها هيلدا جونسون ومن هذا المنطلق تم توقيع الإتفاقية بأسرع مما يتصور الذين رسموا أحرف بندوها وفوق هذا وذاك أعلن المخلوع البشير في خطاب جماهيري إعترافه الكامل بدولة جنوب السودان في حال إختار الجنوبيين الإنفصال ولو قال البشير غير ذلك لتحولت بوصلة أمريكا في تنفيذ الوعود حتي تصل لمبتغاها بتقسيم السودان والسودانيين في العصر الحديث من الداخل ولو دفعت أمريكا للمؤتمر الوطني كل مايريد فيما أنشغل الإسلاميين بتبادل الإتهامات فيما بينهم حول حركة العدل والمساواة التي زادت هجماتها علي ولايات دارفور حيث أتهم الوطني غريمه الشعبي بأن العدل والمساواة هي الجناح العسكري للشعبي علي خلفية إنتماء خليل إبراهيم لجناح المنشية .

نص شوكة

إختلف الناس أو إتفقوا حول الحركة الإسلامية يمكن القول أن هذا النظام الذي جاء من بنات أفكار الترابي ونفذه المخلوع عمر البشير ما هو إلا نظام حول السودا ن الي بركة من الدماء وجلس القادة علي جماجم الأبرياء من أبناء هذا الوطن وتمددت أرتال الأيتام وعلا صراخ الأرامل في كل شبر من أرض الوطن الذي أصبح مثل المريض الذي يحمل بعض روح وبعض جسد ولا بواكي عليه وسيسجل التاريخ أن الحركة الإسلامية السودانية قدمت أسؤا نموذج للإسلام السياسي في العالم .

ربــــــــع شــــــوكة

اليوم تمر الذكرى العشرين للمفاصلة والشعب السودانى يلفظ الحركة الإسلامية من المشهد جملة وتفصيلا ولا بواكى عليهم اليوم.

yassir. mahmoud71@gmail.co

من الأرشيف بتاريخ ٩ مايو ٢٠١٩

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x