بالواضح
فتح الرحمن النحاس
لم يكن في إستطاعة الهالك حميدتي حينما أعماه الحلم بحكم السودان وحينما وصل إلي ذروة (الغدر والخيانة) وحرك قواته لقلب نظام الحكم، لم يكن في إستطاعته معرفة حاضر وماضي ومستقبل وطن (ولود) وشعب (معلم) أنجب آلاف العقول وسمع وقرأ لبروف عبد الله الطيب، وتصفح طبقات ود ضيف الله، وتعالج عند الجراح العالمي عمر بليل وانحني مبجلاً العلماء الزراعيين الأفذاذ الذين صنعوا مشاريع الجزيرة والمناقل والرهد ومحطة أبحاث وادمدني، وافتخر بالعالم الفيزيائي محجوب عبيد والحبر يوسف الترابي وعون الشريف وطرب لتلاوة صديق احمد حمدون ومدائح حاج التوم من الله وأولاد حاج الماحي…ومن كانوا حول الهالك لم يذكروه أن الجهل لايحكم أهل العلم والمعرفة، وأن الرتب المثبته علي كتفيه ماهي إلا (مكرمة) من الرئيس البشير لم ترقد علي كتفيه بعد أن توفرت لها (تغطية) من الشهادات العلمية العسكرية لتكون لها قيمة..!!
*ومن كانوا يتحلقون حوله ويعبئون له كؤوس (النفاق)، لم يلفتوا إنتباهه بأن في السودان عشرات الجامعات والكليات العلمية والمعاهد العليا، التي يتخرج منها مئات الألآف من حملة المعارف والعلوم، وهم الأقدر علي إدارة السودان وليس رعاة الإبل (الخلويين) ولا المرتزقة الملاقيط اللصوص…وهم لم يحدثوه بأن كل رؤساء السودان العسكريين تخرجوا من (الكلية الحربية) عنوان سيادة وعزة الوطن ومصنع ضباط وجنود جيشنا البواسل، ولم يذكروه بأن مايرتديه من زي عسكري لن يجعله في مقام إبراهيم عبود ولاجعفر نميري ولا البشير ولا البرهان.. ولا توفيق أبوكدوك ولا اورتشي ولابقية رموز الجيش الخالدين في ذاكرة الأمة…ولم يذكروه أن أمواله التي افتتح بها (سوقاً خاصاً) به لبيع وشراء الذمم (الخربة) والولاءآت (الموسمية)، لايمكن أن يرتادة الوطنيون الشرفاء الذين يمثلون (الغالبية العظمي) من الشعب..!!
*ذهبت أحلام الهالك مع الريح وغاصت في (العدم)، ومن كانوا حوله من العملاء والمنافقين تلقنوا (الدرس الصعب) علي يد الشعب والجيش، ولم يبق لهم غير هذا (الصراخ)، في كل حين يتقدمهم فاشلهم الأكبر (حمدوك)، فلا طاب لهم مقام ولا اتحفهم سعيهم في (إستجداء وتحريض) اطراف خارجية لإلتهام الوطن…ذهبت أحلامكم ياهؤلاء ولحقت بأحلام الهالك في العدم، فاهنأوا بجرابكم الفارغ ورصيدكم الوافر من الفشل ..!!
سنكتب ونكتب…!!!
