.. أضرب وأهرب ..
عبدالمنعم شجرابي
*** الإذاعي الرقم والمعروف بالخلق ( والدين ) الشاكر ( الحامد ) الأستاذ علم الدين حامد سأل يوماً أخي وصديقي الزميل جمال عنقرة :
شجرابي ده زول كويس ولا كعب؟ في ناس كتار بيقولوا لي بيشبهك والملاحظة هنا أن السؤال جاء على ما جاء عليه وبأخلاق السائل وإلا كانت الصيغة شجرابي سمح ولا شين طالما سؤاله مربوط بالشبه ..
المهم هنا أن جمال عنقرة مشكوراً جاء بعلم الدين إلى مكتبي واضعاً حجر الأساس لصداقة قوية بيننا سبقه إعجاب مني ومتابعة منذ سنوات لبرنامجه الإذاعي ( صالة العرض )
*** أذكر ذلك اليوم وكأنه عيد وأنا أدخل الإذاعة لأول مرة برفقة الأستاذ علي الحسن مالك يرحمه الله متجولاً في استديوهاتها وصالاتها ملتقياً بالأسماء الرنانة وعلاقات توثقت لاحقاً مع الفاتح الصباغ ( وفطور الجمعة ) .. حمدي بدر الدين ( وليالي المقرن ) وذو النون بشرى ( شلة الأحباب ) ومن بعدهما ( العمرين ) عمر الجزلي وعمر عثمان ( وقريبي ) المدير العام محمد طاهر ورفيقي في مباريات الهلال المدير صلاح الدين الفاضل والزميلين الرشيد بدوي وعبدالرحمن عبدالرسول والأخوات نجاة كبيدة وسكينة عربي ونايلة العمرابي ومحاسن سيف الدين ويسرية محمد الحسن والمدير العام محمد خوجلي صالحين رئيس لجنة الشكاوي بمجلس الصحافة والذي دخلت عليه مستأنفاً قرار لجنة الرصد تغيير اسم عمودي من ( أضرب وأهرب ) إلى أي اسم آخر
وقال ضاحكاً حقيقة الاسم ده نواياه مخيفة لكن الإنسان يحاكم بفعله لا باسمه وانصفني وأصبحنا أصدقاء
*** اخترت يوماً العمل بالصفحة الفنية فكانت محطتي شجرة الإذاعة وتحت ظلها يلتقي الإذاعيون والفنانون والشعراء وتقام البروفات فأصبحت جزء من اسمي قبل أن تجتث من جذورها بأمر المدير العام عوض جادين صباح يوم جمعة وبرنامج الأطفال يغني
( اوعك تقطع صفق الشجرة عشان ما يجينا جفاف وتصحر )
*** الإذاعة التي ربطتني بها الروابط وكغيري أعرف تاريخها ومحتوياتها من تلاوة وتفسير وفن وثقافة ودراما وتوثيق كان حزني أكبر على تدنيس الدعامة لها والحزن أكبر وهم يرتعون فيها أياماً وأسابيعاً وشهوراً
*** هنا أمدرمان كانت أمس كل شبر في الوطن وخبر تحريرها هتاف شق عنان السماء ونزل برق ورعد وأمطار فرح على البلاد
*** الإذاعة كانت للحرب ( صالة العرض ) عرض فيها الدعم السريع ( سلوكه القبيح ) وعرض الجيش نفسه بطلاً والدعم ( تحت البوت ) وفي ( صالة العرض ) شاهدنا الجيش ( يعرض ) والدعم وما ملك ( معروضات )
ولا زال العرض مستمراً
..
