السفير هاني صلاح .. وبص الشنقيطي

السفير هاني صلاح .. وبص الشنقيطي

تأملات
جمال عنقرة

من طرائف حكاوي أهل أم درمان القديمة أن أسرة تسكن في شارع الشنقيطي، وكلما يمر بص الشنقيطي جوار منزلهم، تفتح ضلفة دولاب الملابس في غرفة النوم الرئيسة، وفي يوم من الأيام حاولت ربة المنزل معالجة هذه المشكلة، فاستدعت نجارا من السوق لإصلاح الدولاب بعد أن خرج الزوج الي العمل، وذهب الأبناء إلى المدرسة، وقام النجار بعدة محاولات لكنها فشلت جميعها، فكلما مر بص الشنقيطي أمام المنزل انفتحت ضلفة الدولاب، فقال النجار للزوجة أن هذه الضلفة تحتاج إلى وزنة من الداخل، وطلب منها أن تغلق عليه باب الدولاب وهو بداخله إلى حين مرور بص الشنقيطي، ففعلت، واغلقت عليه الضلفة، وذهبت إلى المطبخ لإعداد الطعام، فتاخر بص الشنقيطي، وكان الجو حارا، فحاول النجار أن يفتح الضلفة من الداخل، فلم تطاوعه، نادي علي الزوجة لتفتحها من الخارج، فلم تسمعه، فلما اشتدت عليه السخانة خلع قميصه، ولما اشتدت أكثر خلع بنطاله، وفي هذه الأثناء عاد الزوج من العمل، وفتح الدولاب ليغير ملابسه، فوجد النجار علي ذاك الحال، فقال له النجار “طبعا لو قلت ليك منتظر بص الشنقيطي ما بتصدقني”
أتذكر هذه القصة، واذكرها كثيرا كلما طلب منى اخ او زميل أو قريب التوسط لدي صديقي الحبيب السفير المصري في السودان السفير العظيم هاني صلاح، وهم يعلمون أنه لن يرد لي طلبا مثل هذا، وانا اعلم أنه لا يرده، ولكن ما لا يعلمونه أن الذين يطلبون مني ذلك لو توسطت ل10% منهم لتجاوزا المئات في الشهر الواحد، بين قريب وزميل، وصديق وصهر، وجار، ومعارف، وحينها لن يصدق أحد أنني “منتظر بص الشنقيطي”
وهذا بالطبع لا ينفي أنني في بعض الأحيان استثني بعض الحالات الخاصة جدا، وأكثرها لشخصيات عامة لهم حقوق علينا وعلي المجتمع، ولا أفعل أكثر من أن أحول رسائلهم إلى سعادة السفير، فيستجيب فورا، ويطلب منهم مقابلة أحد موظفي السفارة أو القنصلية، فيفعلون وتقضى لهم حوائجهم، معززين مكرمين، ولعل الناس قد قرأوا ما كتبه الفنان الكبير ابن عمي الحبيب معالي السفير علي مهدي نوري الأمين العام للهيئة الدولية للمسرح في حق معالي السفير العظيم هاني صلاح، وفاء وعرفانا لخدمته لمجموعة من اهل الفن والفنانين، من الذين وصلهم كبيرهم وعزيزهم علي مهدي بالسفير العظيم هاني صلاح، ولا يزال اهلي الكردافة الناس القيافة في كل شئ يتبادلون الرسالة الصوتية المميزة لنجم الثقافة والتراث السوداني الأستاذ خالد الشيخ حاج محمود وزير ثقافة كردفان الأشهر، باسمه، وباسم عموم الجوابرة، وباسم ال جدنا حاج عثمان، عمدة بارا ورفيق جدنا الأمير النور بك عنقرة منذ أن كان قائدا لحامية بارا قبل المهدية عندما كان اميرلاي في الجيش التركي المصري، ولم تنقطع الصلة، وظلت ممتدة حتى اليوم مع أحفاده، ال كشولا، واهلهم واصهارهم في الأبيض وأم درمان، وفي غيرهما، وليت كل الذين وصلنا بينهم وبين معالي السفير العظيم يفعلون مثلما فعل الوفيين الفنان علي مهدي، وخازن تراث الثقافة والفنون الأستاذ خالد الشيخ حاج محمود.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x