نعم لدولة الجلابة ولا لدولة الهمباتة

نعم لدولة الجلابة ولا لدولة الهمباتة

بقلم :مبارك الكودة


اختزال مواطن شمال السودان بكل تاريخه الطويل وعطاءه الباذخ والممتد منذ اللحظة الحاضرة إلى مَا قبل الميلاد في هذا المصطلح الزهيد ( جلابي ) وتسمية دولته ذات التاريخ العريق التي يتهافت عليها مؤرخو العالم اليوم لمعرفة أصول الحضارة الانسانية بدولة ( ستة وخمسين ) هذا التاريخ الإجرائي الإداري الذي منحت فيه بريطانيا العظمي الحكم الذاتي للسودان السياسي بلا شك استغفالاً واستهبالاً و اختزالاً مفخخاً من ورائه مخطط
ومؤامرة كبيرة ينبغي علي أهل الشمال عموماً الالتفات اليها وتدارك عواقبها والتعامل معها بمسئولية و جدية وحذر ، ولتكن حجتنا الدامغة التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها هذا الوجود التاريخي الحقيقي والمتصل حضارةً وثقافةً بدولة مروي القديمة وممالك النوبة التي امتدت أولاهما من الشلال الاول حتي الشلال الثالث تحكم قبضتها العاصمة فرس وتليها مملكة المغرة التي تنتهي جنوباً بالقرب من كبوشية وجنوب مروي القديمة تديرها دنقلا العجوز ثم مملكة علوة وعاصمتها سوبا ، إمتدت هذه الممالك الثلاث فشملت جغرافية كل شمال السودان وشرقه ووسطه ، وإذا كان الجلابي المقصود هو ذلكم السوداني الذي هاجر غرباً وجنوباً وشرقاً وشمالاً وسكن اثيوبيا وارتريا ومصر يجلب بضاعته ويلتمس الرزق الحلال في سوق الله اكبر فهذه التسمية يعتد ويعتز بها أهل الشمال جميعهم ويحترفونها حقاً فأين العيب في ذلك وهذا الجلابي قطعاً لم يحتل دارفور ولم يقل أن السودان ملك لي من دون الاخرين رغم أنه من صنع هذا التاريخ مع إحترامي لكل السودانيين الذين وفدوا الى السودان مهاجرين من دولهم المجاورة استجابة لقوله تعالى ( ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها )
واضح جداً حجم المخطط الذي يستهدف السودان تاريخاً وهوية ، وللاسف الشديد واضح أكثر عدم إحساسنا بعظم المخطط والاستهداف ورغم التفاف الشعب السوداني حول قواته المسلحة التي لازالت تؤدي دورها بعزيمة لا تفتر إلّا أن حجم الاستهداف غائباً تماماً عن أذهان غالبية المواطنين ولو لم نتداركه بحكمة فسيحدث ما لا يُحمد عقباه ، ونسأله سبحانه وتعالى الحكمة والرشد ( يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ )

                  
        

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x