نقاط على الحروف

نقاط على الحروف

تحبير

د.خالد أحمد الحاج

لوضع الرأي العام أمام الأحداث والوقائع، وربط الجماهير بما يدور حولها من أحداث، يقع على عاتق وسائل الاتصال التقليدية والحديثة دور متعاظم في وضع الجماهير أمام الحقائق مع ضرورة الإلتزام بالمبادئ التي نادي بها علماء الاتصال وخبراؤه عند تداول الأحداث بإعمال مبادئ الصدق والحيدة والموضوعية بدقة تجعل من المادة الإعلامية مرجعية يمكن الاستناد إليها، ولا يختلف الدور الذي تقوم به موضوعات الرأي عن الأدوار التي تؤديها الموضوعات الإخبارية الأخرى في شيء، سوى أن أشكال الرأي من مقال وعمود تعمل على تحليل الوقائع وشرح الأحداث والتعبير عنها بشيء من العمق وإبداء الرأي حولها، فضلاً عن تقديم الشروح اللازمة لبعض البيانات التي تحتاج إلى ذلك. عليه فإن عقد خيمة الصحفيين بولاية القضارف لمؤتمر صحفي بدار الشرطة كان الغرض منه وضع النقاط على الحروف حول ما تم بخصوص ترحيل نازحي داخلتي الرشيد الطاهر بكر وعمر بن عبد العزيز، ولأهمية هذا الموضوع مثل حكومة الولاية في المؤتمر الصحفي الأستاذ عبد الوهاب إبراهيم وزير التربية والتوجيه المكلف مدير عام وزارة التربية والتوجيه ممثل السيد الوالي، والأستاذ عباس إدريس المدير التنفيذي لبلدية القضارف، والأستاذ عبد الكفيل العدناني مفوض العون الإنساني بالولاية، بحضور عدد من مقدر من إدارات البلدية، ولفيف من مراسلي الصحف والفضائيات، يقتضي أن يتم التوضيح حول ما تم تداوله خلال اليومين الماضيين حول ترحيل النازحين من هاتين الداخليتين، والحديث الكثير الذي جرى تناوله بمواقع التواصل الاجتماعي حول طريقة الترحيل، ولأجل أن نقف على الحقائق ونربط القراء بما تم لذلك حرصنا على حضور المؤتمر الصحفي الذي انعقد بدار شرطة الولاية ظهر اليوم الأحد ١٣ نرفنبر ٢٠٢٣م والذي خاطبه كل من ممثل الوالي وزير التربية والتوجيه المكلف مدير عام وزارة التربية والتوجيه والمدير التنفيذي لبلدية القضارف ومفوض العون الإنساني وقد انحصر الموضوع حول تعاطي حكومة الولاية مع قرار وزير التعليم العالي والبحث العلمي بخصوص استئناف الدراسة بالجامعات، ومن ضمنها جامعة القضارف، مع العلم بأن كلية الطب لديها دفعة لم يتبق على تخرجها سوى فترة قصيرة، ومع تكدس الدفعات كان لزاماً على الجامعة أن تسعى لمعالجة ذلك بوضع الترتيبات اللازمة، ولما كان لهذا القرار من آثار على النازحين الذين احتضنتهم الولاية منذ تفجر الأحداث بولاية الخرطوم فضلاً عن النازحين من ولاية النيل الأزرق وولايات دارفور التي وقع عليها ذات الذي وقع على ولاية الخرطوم من أضرار جراء الحرب. والقضارف على مر التاريخ هي ولاية الخير والبركة، والجود، وإكرام الضيف شيمة أهلها، وعند الملمات ومدلهم الخطوب تتقدم الصفوف بالدعم والمساندة يفعل أهل القضارف ذلك بطيب خاطر، وهذه جبلة فيهم، لذا كان من الطبيعي أن تكون ولاية القضارف من أكثر الولايات التي استقبلت النازحين، وتقول التقارير الأولية إن هناك أكثر من ٧٥ معسكرا إيواء توزع عليها النازحون، ناهيك عن الأسر التي استضافت أعدادا مقدرة من النازحين، وقد أكد المتحدثون أن ترحيل نازحي داخليتي الرشيد الطاهر بكر وعمر بن عبد العزيز قد سبقته جملة من الترتيبات التي روعي فيها: تهيئة دور بديلة تتوفر لها كافة الخدمات الضرورية، وكان لحكومة الولاية إسهام كبير وبلدية القضارف التي توجهت بقدراتها وكوادرها لخدمة ضيوف حاضرة الولاية دون كلل أو ملل، باعتبارهم بين أهلهم، لدرجة أن وزارة التربية والتوجيه وجهت باستيعاب أبناء النازحين بمدارس الولاية، فضلاً عن إتاحة الفرص للتلاميذ للجلوس لامتحان المرحلة الابتدائية، والأجمل أن عدداً مقدرا من هؤلاء التلاميذ قد تفوقوا وأحرزوا مراكز متقدمة، وهذا مصدر فخر واعتداد لأهل القضارف. فكيف بمن هذه شيمتهم أن يعاملوا أهلهم الذين استنجدوا بهم ألا يكرموا وفادتهم ويحسنوا معاملتهم ؟ توفير الخدمات الضرورية لدور الإيواء، علاوة على الدعم المادي والعيني، وتوفير الدواء أجندة ثابتة عملت محليات الولاية على ترتيبها بمشاركة كافة واجهات الولاية، ومنظمات العمل الإنسانى، ومساندة الخيرين. وفيما يخص ترحيل نازحي الداخليتين آنفتي الذكر فإن التنسيق بهذا الخصوص كان محكما، وأن اللجنة العليا قد احتاطت بكل ما يلزم، وغرفة عمليات البلدية عملت على سد الثغرات، ومعالجة الإشكاليات، بموافقة النازحين أنفسهم بعد اطمئنانهم على حسن الترتيب شرعت الجهات المختصة في الترحيل. يبدو أن هناك فئة معينة كان لها رأي مختلف، ولا تنظر إلى الأشياء إلا بمنظارها، لذا أخذ الموضوع منحى آخر، لا نود الخوض في ذلك، وإنما نؤكد بأن ما سمعناه من قيادات حكومة الولاية كان مثلجا للصدور، مؤكدين أن همهم الأول والأخير هو العمل على راحة هؤلاء الإخوة الكرام، وأن جهودا عديدة بذلت لاستيعابهم في مجتمع الولاية، لدرجة أن جملة من الدورات التدريبية في الحرف والأعمال اليدوية قد درب عليها بعض النازحين وكانت ناجحة بما تحمل الكلمة من معنى. تطمينات السيد مدير عام وزارة التربية والتوجيه بأن هناك أكثر من خطة موضوعة بخصوص فتح المدارس لضمان البداية الجيدة للعام الدراسي بالتنسيق مع المنظمات العاملة في المجال الإنساني، وفي ذلك تطمين لأسر الطلاب. ما يجب أن يقال إن جملة من الأرقام قد حشدت لهذا المؤتمر المهم، أعد في تقرير مفصل الإشارة إليها لاحقاً، كل الشكر لحكومة الولاية على التوضيح ووضع النقاط على الحروف.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x