ابكوا انتوا

ابكوا انتوا

.. اضرب واهرب ..
عبدالمنعم شجرابي
*** بخضرة مدني الخضراء .. وصمود عطبرة الصامدة .. وجمال كسلا الوريفة .. وحنية كريمة الحنينة .. وحضارة سنار العميقة .. وتاريخ دنقلا التليد .. وبارتفاع جبل مرة وجبال النوبة .. بتدفق النيل .. وشموخ النخيل .. وتجذر التبلدي .. وهيبة الوطن غنى أبوغسان واستأذنكم يوماً قائلاً :
( يا أغني أنا يا تغنوا انتو !!) وتركتموه ( يغني ليكم ) ويواصل الغناء فيكم قبل أن يتغنى بكم واليوم رحل محمد الأمين و( ابكوا انتو )
*** يفضل أصحاب الذوق الرفيع ما يقدمه الرائع أبواللمين ( وجبة جاهزة ) وما علموا أن ( تجهيز ) هذه الوجبات يحتاج إلى المواد ( والبهارات ) والأدوات ( ونار المنقد ) وما يخفى هنا أن ( مطبخ ) الباشكاتب وأعني به ( بروفاته ) نار ذات لهب .. حضوراً ودقة في المواعيد .. وإلتزام ( بالجملة الموسيقية ) وانسجام كامل للآلات مع الاستمتاع ( بالفوضى المنتظمة ) ولا ولا ( لأي مفارقة ) الخلاصة كلمة بروفه عنده تعني الإجادة ممهورة بعبارة
( خلاص يلا ندي الناس )
*** كل عضلة وعصبة وكل خلية في جسد الباشكاتب مربوطة مع الآلات فهي كمنجة واكورديون وجيتار وساكس وأورغن وإيقاع أما العود فهو الحواس الخمسة لأبو الأمين وله أن يتحدث عزفاً عليه وببساطة يقول لك
( مرحب بيك اتفضل اقعد )
*** الشاهد أن أبواللمين يتصبب عرقاً وكذلك أعضاء فرقته عرق ( التربال ) الذي يشق جداول الماء في ( عز الهجيرة ) وبعد البروفه بحتاج ( المبرف والمبرفون ) ل48 ساعة راحة ( بقرار طبي )
*** فات علي القول أن الفرقة الموسيقية يختارها على طريقة ( أكل البلح ) حسب الأفضلية والفرقة أساسها وبنيانها الإجادة والمهنية إضافة لتكامل العدد والمظهر والأناقة ( وكامل الهندام ) .. والانضباط ثم الانضباط الزمني ( بشوكة الثواني ) بلا ( دقيقة تأخير ) وبعدها يغني محمد الأمين ( لنفسه ) ويطرب العشاق
*** الأخ والصديق أحمد يوسف ( حصاد ) أحسبه على قائمة المؤهلين للكتابة عن أبواللمين وقد عاش معه ( ألحانه ) وتراً وتراً ونغمة نغمة .. وليمسك الأخ الصديق د.عمر محمود خالد القلم ( ويرسم ) الباشكاتب بالكلمات فهو رفيقه في رحلة طويلة .. والعزيز اسحق الحلنقي أجزم أنه سينثر الشعر الحزين أما عن محمد الأمين ( الرقم الاجتماعي ) ورئيس جمعية قلب الجزيرة الخيرية حيث عرفته وتعرفت أكثر عليه هناك فالزميل العزيز محمد شيخ العرب هو صاحب القول الفصل ( وجميعنا في الحزن شركاء )
*** أخيراً هو وهي ( الجريدة ) التي حملها ( الأسمر ) .. و( شال النوار ) مقسماً ( وحيات ابتسامتك ) ومعه في ( الموعد ) .. ( تتعلم من الأيام ) وجميعنا يعلم أن الموت حق يدركنا ولو كنا في بروج مشيدة
رحل أبوغسان أبواللمين وداللمين الباشكاتب رحل آخر عمالقة وأساطير الطرب
غنى لكم محمد الأمين .. وابكوا انتو
..

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x