حميدتي – حلم العودة لأعلى النفق

حميدتي – حلم العودة لأعلى النفق

الطريق الثالث

بكري المدني

لا أرى جديدا في موقف السيد نائب رئيس مجلس السيادة فريق أول محمد حمدان دقلو من خلال التصريحات التى أطلقها في مؤتمر الإدارة الأهلية لجنوب كردفان مؤخرا، فالسيد حميدتي منذ 11 أبريل كان مع الأحزاب السياسية التى وصفت نفسها بقوى التغيير إضافة إلى رسائله المستمرة لشباب الثورة، وقد ترجم ذلك بالموقف الشهير بعدم اعترافه بمجلس فريق أول عوض بن عوف، بل مضى حميدتي أكثر من ذلك بالتواصل وقتها مع قوى الحرية والتغيير بشهادة مسجلة للأستاذ خالد عمر (سلك)، واجتمع فعلا بقادة من قوى الحرية والتغيير، ولقد قابلت القوى السياسية والشبابية خطوة حميدتى تلك بتحية أفضل منها وهي تعلق صورة كبيرة له أعلى النفق المؤدي لأرض الاعتصام وعليها عبارة (حميدتي الضكران الخوف الكيزان).
وفي خطوة أخطر ساهم حميدتي في ضرب قوات هيئة العمليات التابعة لجهاز الأمن والمخابرات الوطني، وهي قوات نخبة كان ينظر لها على أنها من عناصر إسلامية خالصة.

كان حميدتي يريد الذهاب على طريق التغيير حتى نهايته ولكن أحداثا وأشخاصا وربما سوء تقديرات قطعت عليه المسير وأكبرها عملية فض الاعتصام التى يحمله كثير من الثوار وزرها، بينما يعدها هو فخ نصب له بمكر، ولقد حاول الرجل جاهدا بعد فض الاعتصام تجديد ثقة الثوار فيه، وصرف على ذلك صرف من لا يخشى الفقر، ولكن جاءت النتائج ضئيلة جدا مقارنة بالجهد وأصبحت قيادات قوى الحرية والتغيير تتفادى الوصل به وعلى رأسها الشيوعي، والذي قال كبيره المهندس صديق يوسف يوما لحميدتي (إن هاجمتنا قوات الحركات فسوف يتصدى لها جيشنا الذي تقوده أنت)!

المواقف المتنكرة لبعض قوى الحرية والتغيير للفريق أول دقلو وموالاتها للشباب في الشارع جعلت الرجل يشارك في 25 أكتوبر بقوة وفي تقديره أن تخليص هذه القوى السياسية من السلطة ربما يضعفها ويمكنه مع الرئيس الفريق أول عبد الفتاح البرهان من تشكيل نظام بعيد عن الأحزاب وبمباركة دولية وإقليمية غير أن الأمور لم تسر حسبما يشتهي الفريق أول حميدتي فقوى الحرية والتغيير عادت للشارع وهي أكثر صراحة في مواقفها الرافضة لحميدتي أما المفاجأة التي لم يتوقعها ولم يحسب لها حساب فلقد كانت في عودة نشاط الإسلاميين – على العموم -وعودة الكثير ممن منسوبيهم لوظائفهم بأحكام قضائية بعد أن كانت لجنة تفكيك التمكين قد فصلتهم، هذا غير إبطال القضاء للعديد من قرارات اللجنة المذكورة، ووفق هذه التطورات جدد حميدتي موقفه الأصل
مع التغيير والسعي نحو قوى التغيير، سياسية كانت أو شبابية، معولا على دعم المجتمع الإقليمي والدولى الرافض أبدا لعودة الإسلاميين، ويبقى نجاح حميدتى من عدمه رهينا بموقف ما تسمى بقوى الثورة منه في الفترة الجارية والمقبلة والرجل يسعى للعودة لأعلى النفق وإن مرت مياه كثيرة من تحته!

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x