ورحل قمر زمان الأغنيات ؟؟ عن وطن القماري ..

ورحل قمر زمان الأغنيات ؟؟ عن وطن القماري ..

ضل الغيمة

الفاتح بهلول

رحيل النوارس هو الأفجع والأكثر ألماً و صلاح حاج سعيد أحد تلك النوارس التي إستطاع كل محب أن يجد من أوكارها أريح سكن .. لاسيما قمر زمان الأغنيات السودانية التي أظهرت جمالها الآخاذ صاحبة الصوت الندي كنداوة نسمات الصباح الراحلة ليلى المغربي في أشهر تجربة توثيقية عبر الكاسيت حيث كان البوم قمر الزمان بمثابة غيمة ظللت كل بيت سوداني وعلى خلفية لابد لدمعة حزن بأن تنهمر لحظة سماع نبأ رحيل المرهف صلاح حاج سعيد عبر تغريدة لديكشنري الاغنية السودانية الاستاذ عوض أحمدان فكان خبر رحيله فاجعة وسط محبي اشعار مبدعنا صلاح بعد رحلة طاف من خلالها على محيط الإبداع حيث أفرد اشرعة من الاشعار الرصينة المتسمة بجمال النظم وعمق المعاني التي تلامس الوجدان من اول قافية لها بيد أن إتكاءة شاعر المودة بمثابة موعد قطعه لصاحبه ابو السيد بعد ثنائية الخلود التي شكلاها فكان مخاضها شفيف الأغنيات التي لامست وجدان الشعب السوداني وبالتالي ليس بغريب أن يكون نبيلآ حينما شدى به مصطفى متغنيآ
وبقيت اغني عليك …
غناوي الحسرة والاسف الطويل
وعشان اجيب ليك الفرح …
رضيان مشيت للمستحيل
ومعاك لآخر مدى …
فتيني يا هجعة مواعيدي القبيل
بعتيني لي حضن الاسى …
وسيبتيني للحزن النبيل
فأي حزن وأسى تركه صاحب اللهفة و الشوق والشجون على قلوب احست أن اشعار شاعرنا الكبير قد أضحت لسان حال قلوب ولهى أرقها سهاد مسافة اللهفة و الشوق و الشجون ، دعونا نتفق أن صلاح حاج سعيد إمتداد لجيل عباقرة الاغنية السودانية من لدن خليل فرح و العبادي وصالح عبد السيد ابو صلاح و عبيد عبدالرحمن وعمر البنا فكل واحد منهم له مدرسته لكن تجمعهم الكلمة الرصينة والنظم البديع الممشوق بصدق المشاعر لكن صلاح حلق بعيداً بأشعاره مع طيور ما بتعرف ليه خرطة فمن غير صلاح يستطع أن يرسم لوحة تتحدث عن نفسها لتقول عارفني منك* لا الزمن بقدر يغير قلبي عنك * لا المسافة ولا الخيال تشغلني عنك* وبقدر ما كانت أمدرمان نقطة إنطلاق للمبدعين ؟ فإن الخرطوم قد كانت نقطة إنطلاق لشاعر المسافة واللهفة و الخوف والسكوت لم يكن صلاح حاج سعيد شاعرآ وحسب بل كان بمثابة مدن منسية مشدود على وتر التباريح والشجن .. مشدود على حروف الكتابة ومقدود غنا .. ومكتول صبابة و فيه حظ النيل سكن … خبروني بالله عليكم من غير صلاح يستطيع أن يعبر بهذه الطلاقة سوى صلاح ؟ من غير صلاح يكتب سطوة محاسنك و عزة هوانا و وعدى فات و عينيك مدن و وكتبت ليك و وانا في قساوة الموحش الزمن المكهرب بالحريق ودي ليك الريح بعرفو و لقيتو واقف منتظر التي إختار لها قفلة الأولى في نوعها بلاكنو اه يخلق من الشبه أربعين فهل يا ترى ساحتنا الفنية موعودة باربعين صلاح أم سيكون فريد عصره حتمآ إنه فريد عصره لأنه صاحب عبقرية تجلت في كتابات وصف المحبوب حينما نظم قائلآ ؟؟
وكتبت لابيني بينك ..
ريدة لا قصة غرام
وإخترت ليك اجمل حروف ..
وأصدق فواصل نادره في لغة الكلام
لا قصدي الهو معاك بي كلمات غنا ..
لاشعري ليك مرجيحة من شعر الغمام
كتبت ليك والله يا قمر الزمان ..
شان جيتيني بي زمن المحنة
وشفت في عينيك حس اهلي القدام ..
من خلال شلالات الإبداع هذه يتضح مليآ ان الراحل المقيم صلاح حاج سعيد عبارة عن بركان من الإبداع تفجر في أربعينيات القرن الماضي وعلى خلفية ذلك رحيل الشاعر الكبير صلاح حاج سعيد بمثابة فاجعة أصابت الوسط الفني بإعتباره آخر ايقونات الاغنية السودانية التي رفدت المكتبة بخوالد الأغنيات فلترقد بسلام و لتهنئ بجنة عرضها كعرض السموات والأرض.. إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x