.. استراحة الجمعة ..
عبدالمنعم شجرابي
*** دخولي إلى الصحافة وإن كان من باب الرغبة إلا أن الصدفة لعبت فيه دوراً فساقني ( الوعد واللاوعد ) إلى المهنة التي إن وضعوا أمامي كل المهن عن يساري وهي عن يميني لاخترتها أو بمعنى أدق أعدت اختيارها
*** لا أدري في المشوار الذي تجاوز الأربعين عاماً كم كتبت من المقالات وحررت من الصفحات ولا كم أجريت من الحوارات ودونت من التقارير ولا كم سافرت للتغطيات براً وبحراً وجواً داخل السودان وخارجه
*** الكتابة اليومية ( عذاب لذيذ ) أدمنته أخرجت فيه قلبي ( للعام والعامة ) تنفست بالحروف ( وكبيت ) عقلي على الورق
مترحلاً ما بين السياسة .. والرياضة .. والفن .. في رحلات بالصحف المتخصصة تحت قيادة أساتذة أجلاء وزملاء مثابرين .. والطموحين من التلامذة
*** تحت ضغط العمل تأتي الطرفة فينفجر المكان بالضحك .. التكشيرة تفرض نفسها مرات .. الأنفاس تعلو وتهبط .. الإيقاع يسرع ويبطئ .. الزنقة تحصل والانفراج يتم .. فكرة تموت وأخرى تولد تجعلك ( تنط زي المجنون )
*** تكتب لنفسك فيقرؤك الآخرون .. مؤيد رأيك موجود ومعارضك ( قاعد )
باحترامك له يحترمك فيزيد احترامه لك
*** يا أستاذ مناداة جميلة والنقاش فيما تكتب أجمل .. الوصايا لذيذة .. زمنك ليس ملكك .. ومكتبك ما حقك .. وباب منزلك مفتوح .. وأوعك أوعك أن يسمع المتصل عليك ( هذا الرقم لا يمكن الوصول إليه حالياً )
*** علمتني الصحافة أن أصدق نصف ما يقال وأكذب نصفه حتى تستبين الحقيقة كاملة بالبحث والتدقيق .. علمتني الصحافة احترام الآخر .. علمتني الصحافة أن القارئ قد يكون أذكى وأشطر من الكاتب .. علمتني الصحافة أن أسمع أكثر مما أتكلم .. علمتني الصحافة الانضباط مع نفسي لأرفع درجات انضباطي بالشارع العام ومجالس المدينة .. علمتني الصحافة التعامل بالموضوعية والعقلانية والانحياز للحق .. علمتني الصحافة الصبر والمثابرة والنظر بعيداً .. علمتني أنكم مداد قلمي وبارك الله في القلم الذي أقسم به رب العباد
جمعة مباركة وكل جمعة وانتو طيبين
