وجدي ميرغنى والإعلام .. الكلام جاب الكلام

وجدي ميرغنى والإعلام .. الكلام جاب الكلام

تأملات
جمال عنقرة

قرأت مقالا – أظنه الأول – في سلسلة يعتزم كاتبها زميلنا الحبيب المبدع الفنان عبد الحفيظ مريود أن يصل بها إلى الرقم خمسة علي ما يبدو، وهي حول صديقنا العزيز رجل الأعمال الوطني الإيجابي وجدي ميرغنى محجوب، وعن مؤسساته الإعلامية، ولعله يعني سودانية ٢٤ بدرجة أولي واساسية، مع ذكر مقدر إلى المؤسسة الأخري قناة النيل الأزرق، ولست بصدد الحديث عن ما ذكره الحبيب المريود، ولا الإشارة إليه من قريب أو بعيد، ولست – بالطبع – بصدد الدفاع عن ما يثار أو يمكن أن يثار من تهم، أو انتقادات للأخ وجدي ولا لمؤسساته الاعلامية، رغم أن لوجدي علينا حقوق وأفضال تستوجب الوقوف معه والدفاع عنه، وأنا رجل ضعيف أمام أهل الفضل، ومهيأ للشراء بادني أنواع الفضل، وفضل وجدي علينا عظيما، ومن عظمته أنه يتجاوز الفضل الخاص إلى العام يشملنا جميعا منسوبي صناعة ومهنة الصحافة والإعلام، ولكنني مع ذلك لا أود في هذا المقال والمقام الدفاع عنه، أولا لأن ما يثيره أخي المريود تجربة خاصة يرويها بطريقته الروائية المعروفة، وهو منا أهل بيت الإعلام، الذي أتحدث من داخله عن الأخ وجدي، لذلك لم انتظر إكمال المريود ما يود كتابته، وقد حرضني مقاله الأول إلى بعض ما أراه واجبا تجاه أخ عزيز هو وجدي، وكنت قد قلت بعضا منه له شخصيا، ولبعض العاملين معه في صروحه غير الإعلامية، وكما يقول أهلنا “الكلام جاب الكلام” وهذه فرصة لا تعوض.
في تقديري أن دخول السيد وجدي في الإعلام، وفي قناة سودانية ٢٤ بالدرجة الأولي لم يكن الغرض الأساسي منه الإستثمار في الإعلام، بقدر ما هو استثمار الإعلام في دعم مشروعاته الإقتصادية، والترويج لافكاره ورؤاه في مجال التجارة والزراعة والصناعة، والإستثمار والنهضة الإقتصادية الشاملة، ووجدي صاحب سبق وتفوق وإبداع في كل ذلك، ولكن إعلامه، وقناته الإقتصادية تحديدا سودانية ٢٤ فشلت في ذلك فشلا ذريعا، وتحولت في كثير من الأحيان إلى وبال عليه، بإستثناء المحاولات الخجولة، والاجتهادات المقدرة التي يقوم بها حينا بعد حين صديقي الحبيب الغالي الشريف طارق الشريف، ولعل السبب في ذلك أن أهداف الذين يقودون هذه القناة تختلف تماما عن أهداف السيد وجدي التي من أجلها أسس القناة، وهو رجل اريحي لا تطاوعه نفسه علي التدخل في أعمال الآخرين، حتى لو كلفته خسائر فادحة، وأحيانا كثيرة “يشتري دماغه” وفي أحيان أخري يعمل بالمثل “البلاء يتلافوه بالبليلة” ومن الابتلاءات الكبري، أن كثيرين لا يعلمون أن قناة سودانية ٢٤ قناة اقتصادية، ولكنه البلاء الأكبر الذي جعل كل أهل السودان يتركون مهامهم الأساسية ويتجهون إلى السياسة، فيفسدونها وتفسد مهامهم وصنائعهم التي تركوها من أجل السياسة.
واقولها صادقا، ولقد اطلعت علي أكثر رؤي وجدي في النهضة الإقتصادية، لا سيما في مجال الإنتاج والصادر، ولو أن سودانية ٢٤ تخصصت فقط للترويج لهذه الأفكار لكان حال السودان الإقتصادي اليوم غير هذا الحال، ولو أن قناة سودانية ٢٤ استطاعت أن تجذب ٢٥% فقط من مخصص حملات مؤسسات محجوب أولاد الإعلانية لصارت أغني قناة في المنطقة، ولما احتاجت إلى مال دعم أو تسيير من السيد وجدي، ولأعطت منسوبيها حقوقهم أضعافا مضاعفة، ولصارت قناة جاذبة لأفضل الكوادر، وبأفضل شروط عمل، ولما تخلت عن كادر مهم مثل الحبيب المريود، ولو فعلت، لاعطته حقوقه كاملة، وزادته فوقها، أو على الأقل كفته عناء كتابة خمسة مقالات متتابعات، ولكفتي شخصيا عناء كتابة هذا المقال الذي قدمته علي آخرين، أحدهما حول فضيحة الذين حاولوا الإساءة إلي الزعيم مني اركو مناوي، وفضحه، بما فبركوا، وعنوانه “مناوي .. حد الزنا وحد القذف” والثاني بشأن مبادرات السودان، عنوانه “المبادرات .. الدرب دخل الماء”

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x