شرطة شمال كردفان وتأمين الموسم الزراعي… نقطة وسطر جديد

ابقلم: الزين كندوة

_ حسنا فعلت لجنة الأمن بولاية شمال كردفان، عندما فكرت بشكل جاد في تكوين قوة أمنية مشتركة لتأمين الموسم الزراعي منذ فترة هطول الأمطار ومراحل الزراعة، وحتى فترة الحصاد، من قوة عسكرية ضاربة، تم تزويدها بالعتاد والصلاحيات الإجرائية وفق القانون، ولقد تم تخصص عدد ثلاثون عربة دفع رباعي َمجهزة ومزودة بكل مستهلكاتها، ومدججة بالسلاح الحديث ، لمنع اي تعدي جنائي على الزراعات أو على المراعي في آن واحد …

_ ولعل حديث اللواء شرطة حقوقي عثمان محمد الحسن دينكاوي، كان واضحا فيما يتعلق بدور هذه القوة المشتركة التي تلقت جرعات تدريبية عالية جدا بالتأكيد ستعينها على تنفيذ دورها الحساس للغاية، وبالطبع لحساسية القضية تم تقسيم هذه القوة لعدد أربعة محاور، وكل محور برئاسة ضابط عظيم، له اتصالات مباشرة بلجنة الأمن اذا دعت الضرورة لاتخاذ إي قرار أو تنفيذ إي إجراء طارئ …

_ في تقديري الإجراء المتعلق بتشكيل هذه القوة العسكرية هو إجراء سليم ومفيد لحفظ الأمن ، ولقد جاء في وقت حساس اكثر من اي وقت مضى، وهذا ان دل يدل على سلامة القراءة والرؤية الثاقبة، ووضع( اطلس جغرافي) لتحليل مواقع الضعف الأمني بالولاية، وأهمية الاطلاع على المناطق الأكثر هشاشة وسيولة أمنية فظيعة، كان من الممكن أن تسبب في تهتق النسيج الاجتماعي للولاية المتماسك اصلا، ما لم توضع التدابير الأمنية اللازمة والصارمة….

لذلك اني أتصور ان الصراع حول الموارد بين المزارعين أنفسهم من جهه. والصراع مابين الراعي والمزارع من جهه أخرى، لقد أصبح مخيف ويعتبر من مهددات تماسك النسيج المجتمعي، ويعطي مؤشرات للحروب القبلية سوي كان داخل الولاية، أو في حدودها مع الولايات الأخرى ، وبالطبع ان المهام التي ستقوم بها هذه القوات المشتركة، تعتبر مهام وإجراءات منعية للجريمة، فضلا عن إنها ستساهم في إظهار هيبة الدولة، وهذا مطلوب بالضرورة، لانه هذا السلوك سوف يخلق لنا تصالح مابين الشرطة، وبعض المجتمعات التي لديها بعض التحفظات على اداء بعض أفراد الشرطة في بعض المحليات، لذلك اني اعتقد هذا الإجراء يعتبر نقطة وسطر جديد في تأسيس علاقة إيجابية جديدة مع المجتمعات الريفية، التي ظلت لا تكلف الدولة اي فاتورة سوي طلبها بحماية مزارعها، أو ثروتها الحيوانية، لذلك اني اقول يجب أن يستمر عمل هذه القوة المشتركة الي مابعد الحصاد، ويتم توجيهها فورا لتعمل مع لجان فنية مشتركة لترسيم الحدود، بين ولاية شمال كردفان والنيل الأبيض، وبين شمال كردفان وجنوب كردفان، صحيح ترسيم حدود الولايات هو شأن قومي، ولكن من حق إي الولاية ان تبادر وتشرح أين توجد مشكلتها بالضبط، لان معظم الصراع حول الموارد والصراعات بين المزارعين والرعاية في منطقة الباجة الحدودية مع النيل الأبيض، وفي باجة البريصات ومجرور وياسين، وكذلك المناطق الحدودية على شريط ولاية جنوب كردفان..
عموما اني اعتقد ان تشكيل هذه القوة المشتركة يأتي في إطار بسط هيبة الدولة، والمحافظة على أمن المواطن أين ما كان وكيف ما وجد ، لذلك حفظ الأمن يأتي أيضا بتحقيق العدالة التي تبدأ بالمتحري بقسم إي شرطة، لذلك اقترح على السيد مدير الشرطة السيد دينكاوي ان يوجهه بحصر المتحريين بالولاية وتأهيلهم الأكاديمي ورتبهم، ومهم جدا اعداد كشف نقل للمحليات ويكون كل سنتين ، مع إقامة دورات تدريبية لهم، ومنحهم حوافز وبدلات مجدية لهم، وهذا المقترح يأتي في سياق لان بعض المواطنين صوتهم بدأ يعلوا شديد ، ويقلون سرا وجهرا بأن( تعمير) المتحريين بأقسام شرطة المحليات يحتاج لمعالجة فورية من مدير الشرطة دينكاوي ، صحيح بعد أفراد الشرطة استوطنوا وامتلكوا منازل في بعض المحليات وصارت لهم أسر مستقرة ، وهذا شئ وحق طبيعي، ولكن الغير طبيعي ان يظل المتحري في محلية لاكثر من خمسة او عشرة سنوات…

عموما اني اقول إصلاح العملية الأمنية لا تتجازا أبدا ..
لذلك من المتوقع بان تكون الإجراءات الجديدة المتعلقة بتأمين الموسم الزراعي تتمدد وتصبح منهج، وتكون بمثابة نقطة وسطر جديد، حسب الخطط الاستراتيجية للشرطة في بسط هيبة الدولة..

ودمتم،،،،

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x