زي ما كنا أول

زي ما كنا أول

.. أضرب وأهرب ..
عبدالمنعم شجرابي
*** منتصف الثمانينات وبلا مقدمات هبت عاصفة بالإعلام الرياضي ( والنار ولعت ) بين الزملاء وازدادت سعيرا ومع كل صباح يتصاعد اللهيب والدخان ووصل الخلاف إلى ( الجسم الفئوي ) فأصبح كتلتين متوازيتين إتحاد النقاد الرياضيين وإتحاد الصحفيين الرياضيين مما زاد نيران الصراع واقترب شهر رمضان دون حديث عن وقف لإطلاق النار ولا ( هدنة ) وكلمة هدنة أساساً ( مدهونة ) ومحفوظة في ( سحارة ) بغرفة متهالكة بمنزل قديم بقرية خلوية يأتي أهلها بالدواب إلى سوق الجمعة بالمدينة البعيدة ليبيعوا ويشتروا ويقتضوا
*** جاء رمضان المعظم والناس تنصرف من الزفة ( ياحليلا ) تحرك المرحوم محمد أحمد ملاح ( طيب الله ثراه ) بعربته ( السوبارو ) إلى بيوت الصحفيين ( بيت بيت ) وواحد واحد وبلا ترتيب حسن عزالدين .. النعمان حسن .. ميرغني أبوشنب .. محمد أحمد دسوقي .. طلحة الشفيع .. أحمد محمد الحسن .. عوض أبشر .. عدلان يوسف .. محمود هساي .. قمر الدولة الفكي وآخرين سقطوا من ( الذاكرة القديمة ) رحم الله الأموات ومتع الأحياء بالصحة والعافية وما ترك صحفي رياضي إلا ودعاه لتناول الإفطار ثاني أيام رمضان بمنزله العامر بالشجرة ليتفاجأ بعضنا ببعض فكانت المصافحة ( فرض ) والعناق ( سنة ) والتجاهل حرام
*** بعد الإفطار نجح ود ملاح بحنكته وحكمته في نزع فتيل الأزمة وفرض الصلح في جلسة لم أشهد لها مثيلاً في الصراحة والوضوح ( وجلد الذات ) أحسب أن البلاد تحتاج لمثلها الآن ومن الشجرة طلعنا أخوان ( زي ما كنا أول ) وعاد الصفاء والمحبة والإخاء
*** دعوة الصلح هذه جاءت بعدها دعوات التهاني والمباركة ومن دعوة رئيس المريخ المرحوم عبدالحميد الضو حجوج ولدت أخريات وكل دعوة ميلاد لأخرى ومن وقتها صار لرمضان طعم ومذاق خاص للرياضيين بالتصافي والتلاقي والجمال ليتني وبعد المشيئة ونحن نعيش أيامه الزاكيات الطيبات أكتب المحفوظ في ذاكرتي من مواقف وطرائف وذكريات
..

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x