يا كنوز الدنيا الضامر الأسرارأنا غير أزمة وجدى ما بى من أضرار

يا كنوز الدنيا الضامر الأسرارأنا غير أزمة وجدى ما بى من أضرار

وجع ضُرس
عبد الكريم محمد فرح

تُحاول بصعوبةٍ بالغةٍ ترتيب فوضاك الداخلية، تُكابر دوماً على أحزانك، تقول لنفسك همساً سأرتبُ قلبي بعد أن سئم الإنتظار والحنين، ولكن بوصلة القلب تتجه نحو أمدرمان لابد من حالة أخرى ولكن ذاك السرد المؤسطر في حلك وترحالك، حيث ترى أن الحرب صارت تنخرُ في العمر أهوراً عميقاً لأنه ربما ينقضى بكامله في منفى الإنتظار.
وتشير إلى أن الأقدام لا تهدأ، والتفكير لا يتوقف وربما تصل في آخر المطاف إلى نهايتها، وتخشى من أن يخون موتك غياب التفاصيل، فتخسر نصيبك الوحيد من الأمل.

وكعادتها المواسم ..
تجعلك تعيش بذاكرة لا تَنسى أبداً .. تُمارس سطواتها حينً بعد حين .. أهي العادة والترتيب ؟ أم جرسة نازح ليس إلا …
تلفحك نيران الحنين الي معالم لم تُخلق الا لك ..
يُسمع هنا صوتٌ شيخ أدريس أبكر بجامع سوق أمدرمان العتيق: صلاة القيام اثابكم الله .. ووالدى وما أدراك ما الأستاذ محمد فرح عبد الكريم في رمضان، وإصراره علي اقتيادنا جميعاً للتراويح والتهجد ولا عذر .. وسؤال المليون (ما جيت التهجد مالك) ؟ ..

صدىً يُسمع لهمهمات أولاد الحلة وازعاجنا بالنوبة في السحور ب (كلما تسمع جوطة شديدة أعرف انو سحورنا الليلة)
..
وجبنة سيدة وحرم .. وحرم التي توفيت إثر مقذوف لم يراعي أننا نُحبها وتحبُنا ونحب قهوتها ومجلسها.

وأصدقاء الأمسيات والليل وشارع النيل ومنكفات الباشمهندس صلاح أبروف لأستاذي عبد الحفيظ مريود .. مما يغضب مريود ويردُ عليه بسخرية .. خلاص يا صلاح أنا بفتكر أنو كلامك صاح ياخ

هو رمضانٌ مختلفٌ هذه المرة، أعيش فيه أُحجاتي لوحدي كنورس جريح في مدينة تُعاقر البحر وتحتضنها الجبال ..
وما بين (ما تجي تفطر معاي الليلة) وهي التي تفوز فيه الخالة العزيزة ندى، التي دائماً ما تُقنعني بتسجيل وهي (تشّكر لي في ملاحها وعصيدتها) ..
وفطور العاشر من رمضان لدفعة الجامعة الذي لا يخلو من (طعمية وطعمية)
(قوم جيب لينا حاجات للفطور) .. هكذا تعصرُني أريج معروف في عز الصيام وهي لا تعلم أن الشمس في شارع كرري (فاطرة ولا مجال للهظار) ..
وأمي المعلمةُ في كُل شيء – أماني بت فاطنة بت كنينة – وكميات الأكل غير المُهدرة التي تصنعها بسرعةٍ عجيبةٍ معللةٍ أن منزلنا هو (بيت الصِبيان) ومناكفاتنا في من هو الأفضل في صنع أي شي وأفوز ،، انا ودائماً
ولأنني عشتُ أميراً في كنف حبوبتي فاطنة بت كنينة أو فاطنة بت اللمير حيث كان والدها أحد أمراء المهدية كما زعمت ..
كانت حبوبة وكعهدها مع المواسم تشرئبُ قبل انطلاقتها وتكرس كل مجهوداتها لتحضير (حاجات رمضان) ..
تعوس الآبرى باكراً وهو ليس بالهين فقد رُشت بذور ذريعته قبيل المُولد بأيام قليلة ..
وعندما يبدأ أول أيام (العواسة) تكون هي مثل أم العروس في (القيدومات) .. تجهز منطقة الصناعة والقهوة و(غداء العواسات) ولأنها زولتي ورقة وقلم (الله يرحمها بقدر حبي لها) لابد أن أتذوق أوائل طرقات الأبري (لينة ومن النار) وأول من يحظي أيضاً ب(جك أبري مليان تلج) ..
وانا ها هنا كعزابي بأئس ،، في غرفتي المتواضعة بحي الأغاريق ببورتسودان، أستمع لرائعة عبيد عبد الرحمن ، (سليم الذوق) بصوت المخضرم جمال النحاس ليصدح

(مهما أداري هواي يهزني التذكار)

تفوحُ روائح الآبرى ضاجةً بغرفتي
وأسبُ الحرب .. والجنجويد ..

والصورة تحكي
أحد شوارع حلتنا ،، وهو يستقبل رمضان المعظم

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x