حسين وعثمان .. رجلان من أهل الجنة

حسين وعثمان .. رجلان من أهل الجنة

تأملات
جمال عنقرة

رؤي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه كان جالسا مع بعض أصحابه رضي الله عنهم وارضاهم فقال لهم، سيدخل عليكم أحد أهل الجنة، فدخل رجل معين من عامة المسلمين، ثم ذكر ذات القول في مجلس آخر، فدخل ذات الرجل، فسعي سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لمعرفة ما يفعل هذا الرجل، حتى يشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه من أهل الجنة، فلما لم يجد عند الرجل شيئا يزيد علي ما يفعلون من الطاعات، سأله عن ما يميزه عليهم، فقال الرجل أنه لا يفعل شيئا، غير انه لا يأوي إلى فراشه، وفي قلبه غل علي أحد، ولعل هذا ما جعلني أجمع في هذا المقال بين شخصين عزيزين لم يكن بينهما رابط من روابط أهل الدنيا، ولا يعرف أحدهما الآخر، وقد لا يوجد بين الناس من يعرفهما معا مثلي، لكنني جمعت بينهما في هذا المقال، ليس لان فقدهما كان بالنسبة لي عظيما جدا، ولا لأنني اعرفهما كما لا يعرفهما كثيرون غيري، ولا لأن رحيلهما كان متتابعا، لم يفرق بين صعود روحيهما الطاهرتين إلى بارئهما أكثر من يومين فقط، ولكن لأني وجدت فيهما خصلة لم يمن الله بها علي كثيرين من خلقه، وهي التي جعلت رسول الحكمة البشير النذير يشهد بها لرجل من عامة المسلمين أنه من أهل الجنة، فالراحلان العظيمان، الصديقان العزيزان، الدكتور الحاج حسين محمد عثمان حماد رئيس مجلس الجالية السودانية في مصر، وأخي عثمان مجذوب بابكر صاحب مطبعة هند التاريخية في بحري، يجمع بينيهما أن قلبيهما الصافيين الطاهرين لا يحملان غلا لأحد من أهل الدنيا، ومثلما شهد كل أهل واصدقاء واصهار عثمان مجذوب واشهد معهم، أنه كان اكثرنا صفاء ونقاء، وهو الذي كان يربطنا، ويجمعنا رغم ما بنا من خلافات واختلافات، ويشهد كل أهل مصر ممن تربطهم صلات واتصالات بالحاج حسين، وهم كثر من السودانيين والمصريين، ومن جنسيات أخري عربية وغير عربية، ويشهد معهم كثيرون، وانا معهم من الشاهدين، أن الحاج حسين له الرحمة والمغفرة، كان هو أيضا اكثرنا نقاء وصفاء، وقد اصطفاه الله كما اصطفي عثمان مجذوب ” ابا شيخ سعد” لم يحمل قلبه غلا لأحد، وهما – عثمان وحسين- يذكراني بالرجل الذي جاء إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم، وشكا له أهلا يصلهم، ويقطعونه، ويعطيهم، ويحرمونه، ويحسن إليهم ويسيئون إليه، فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم “ان كنت كما تقول، فكأنما تسفهم المل” ولكن من فضل راحلينا المقيمين أنهما كانا يتحملان كل عجز فينا، ويحتملاه بحب شديد، ويزيدان إلينا في الإحسان، ولا نجد غير أن نسأل الله تعالي أن يعطيهما بفضله، افضل مما أعطونا نحن أهلهم وذويهم، وعموم الناس جميعا، فلم يكن لفضلهما حدود، ونسأل الله أن يجعل البركة في عقبيهما، وأعود بإذن الله تعالى للحديث عنهما في مقالين منفصلين، وعن بصماتهما في الحياة العامة.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x