وجـــــع الوطـــــن

وجـــــع الوطـــــن

شـــــوكة حــــــوت

ياسرمحمدمحمود البشر

ما ضاقت بلاد بأهلها مثلما ضاقت أرض السودان على سعتها بأبنائها ضاقت أرض السودان بأهلها يوم أن ماتت الخصوبة فى رحم التربة وتحولت المشاريع العظيمة الى أرض بور بلقع ضاقت أرض السودان بأهلها يوم أن رفعت شعارات جوفاء وفارغة المحتوى والمضمون من دون أن يتبعها بيان بالعمل ضاقت أرض السودان بأهلها يوم أن تعطلت المصانع وتوقفت ماكينات التنمية ضاقت أرض السودان بأهلها يوم أن ولى الأمر لغير أهله وتقدم الصفوف الرجرجة والدهماء وظن كل روبيضة أنه سيدا يمكن أن يمسك بمقاليد الأمور فى البلاد.

ضاقت أرض السودان بأهلها يوم أن حزم العلماء والمفكرين والصادقين من أبناء الشعب السودانى حقائبهم وإنتشروا فى أرض الله يبحثون عن ذرة الإنسانية التى عجزوا عن الحصول عليها فى وطنهم السودان وفضلوا العيش فى المنافى على مضض وهم يعلمون علم اليقين أن أرض السودان هى أحب أرض الله الى قلوبهم لكنهم أخرجوا منها إخراجا وتظل أرواحهم معلقة بها رغم كل الأشياء ضاقت أرض السودان بأهلها يوم أن قدم أبناء الشعب السودانى خلاصة جهدهم وأبحاثهم فى دول المهجر بعد أن عجزوا أن يجدوا أنفسهم فى وطنهم حينما تم التضييق عليهم بدواعى تنظيمية وسياسية وجهوية وأيدولوجية وكانت النتيجة أن فقد السودان خبرات يصعب جمعها فى القريب المنظور.

ضاقت أرض السودان بأهلها يوم أن أصبحت السياسة مهنة لمعظم الشعب السودانى ضاقت أرض السودان بأهلها يوم أن تكاثرت الأحزاب السياسية وفاق عددها المائة حزب سياسى وبلغ عدد الحركات المسلحة أربعون حركة مسلحة وجميعهم غايتهم واحدة يريدون أن يحكموا ويجلسوا على كرسى السلطة من دون برنامج أو رؤية أو هدف ضاقت أرض السودان بأهلها يوم أن تحول الشعب السودانى الى شعب فقير فى وطن غنى بكل الموارد الطبيعيةالتى تمكنه من أن يكون أغنى الدول.

ضاقت أرض السودان بأهلها يوم أن ضعفت نفوس المسؤولين الذين جاءوا على حين غفلة من عمر الزمان وحولوا موارد البلاد الى مصلحتهم الشخصية وحرموا المواطنيين من أبسط حقوقهم التى نص عليها الدستور (الإنتقالى) لأكثر من ستين عام فهل يعقل أن يحكم السودان بدستور إنتقالى لفترة ستة عقود من عمر الزمان ضاقت أرض السودان بأهلها يوم أن أصبح المواطن السودانى يبحث عن لقمة العيش فى مشقة وضنك فى وطن به كل خيرات الأرض ضاقت أرض السودان بأهلها يوم أن إتفق السودانيين أن لا يتفقواعلى كل شئ ولعب بهم وعليهم شيطان التفاصيل.

نـــــــص شـــــوكة

عندما يزداد وجع الوطن ويبلغ به اليأس مبلغ فمن المؤكد أن بطن السودان ستستفرغ ما تبقى من أبنائه فى كلاجئين فى دول الجوار ويتفرقون فى المنافى وستمتلئ بهم معسكرات النزوح ولحظتها ستغتصب الحرائر والماجدات ويتيم الأطفال وتترمل النساء ويقتل بعضنا بعضا لأتفه الأسباب وستعم الفوضى كل أرجاء البلاد وستتقزم حدود السوان لتنحصر ما بين دنقلا الأبيض وسنار.

ربــــــــع شـــــوكة

لا تقتلوا أسودكم لتأكلها كلاب غيركم.

yassir.mahmoud71@gmail.com

من الأرشيف بتاريخ
١١ يوليو ٢٠١٩

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x