فقدنا الصحفي الذكي الشاطر محمد عبد الحميد

فقدنا الصحفي الذكي الشاطر محمد عبد الحميد

يوميات

محمد فرح عبدالكريم
. الصحافة السودانية منذ النشاة اعتمدت علي المواهب والذكاء الفطرى والرغبة في تحريرها اى منذ عهد روادها الأوائل لم تكن هناك معاهد او فصول لدراسة الصحافة وابننا محمد عبد الحميد ولج هذا المجال بهذه الالية حيث يتمتع بذكاء وموهبة فطرية في وقت وجيز خبر كل دروبها وعرف كيف تُصنع الصحيفة، دخل مطبخها حيث أصبح طباخاً ماهراً بل سكرتير تحرير لا يشق له غبار ويشار اليه كعمالقة الذين سبقوه أمثال الأستاذ الراحل حسن الرضى كاقدم واعرق واحسن سكرتير تحرير في تاريخ الصحافة السودانية.
الأستاذ طلحة الشفيع العبقري البارع والذى تعلمنا منه الكثير في الاخراج والإثارة الصحفية كما هو مبدع ومعلم في الخطوط وخاصة (المنشيت) ومن الخطوط التي لا انساها وانا محرر معهم في صحيفة المتفرج التي أسسها الدكتور كمال شداد عندما الموردة فازت علي الهلال 2_1كتب منشيت (موردة تعبان تهزم هلال المستريحين) حيث كان بالموردة لاعب اسمه جنينه تعبان وكان يكتب في جريدة الصحافة عمود تحت عنوان (اتفرج يا سلام) متعه الله بالصحة والعافيه، كما ذكرت في أول المقال ان الصحافة السودانية منذ النشاة اعتمدت علي أصحاب المواهب والأذكياء والراحل محمد عبد الحميد يعد واحد من هؤلاء العباقرة حيث لُقب بالشيطان وما ادري سبب هذا اللقب.
عندما أصدرت صحيفة المنتخب كانت لي تجربة في اختيار الصحفيين المهرة، كما أعلنها الجنرال والإداري القدير الراحل حسن ابو العائلة قائلاً اللاعب لو مشى قدامنا بعرفه بلعب ولا ما بلعب، وهنا اضرب مثلا عندما حضر رمضان احمد السيد لمكتب صحيفة المنتخب الرياضية ليعمل بها عام 1985م كأول صحيفة يلتحق بها حيث كان يحمل معه مادة للنشر مدعومة بصور للاعبى فريق الهلال سلمها لعادل كرار مدير التحرير اطلعت عليها وقال لي أن هذا الشاب صاحب هذه المادة له الرغبة أن يعمل بالصحيفة في الحقيقة أُعجبت جداً بالمادة رغم أنه أظهر فيها حبه وتعصبه الشديد للهلال، والصور الحديثة والأنيقة للاعبى الهلال وعلمت انه اشتراها من حر ماله وعند طباعة العدد ليلا حضر بالمطبعة، واستلم نسخة من العدد الذى نشرت به مادته وكان يحرص علي ذلك دائماً رغم بعد المسافة من سكنه والمطابع وتحدثت لعادل كرار أن هذا الشاب الجديد لحرصه ومتابعته للصحيفة بالمطبعة وحضوره المبكر للمكتب حيصبح له شأن كبير في الصحافة الرياضية السودانية ومن ديك وعيك لرمضان احمد السيد الذى شغل الناس وملأ الساحة.
وفي نفس وذات المنهج ومنذ أن صعد شابٌ بالطابق الأول لعمارة الإمارات بالسوق العربي وهو مكتب صحيفة المنتخب الرياضية حيث تطورت وازدهرت ونالت شرف أول صحيفة متخصصة يومية في السودان. هو شاب نحيف طويل شديد سواد الشعر أصفر اللون، يحمل معه مادة عن رابطة المسالمة. وواصل علي هذا الحال حتى لفت نظر السيد العقيد م ابو القاسم كشة الرياضي المطبوع وسكرتير النادى الخرطوم وكاتب عامود راتب بصحيفة المنتخب. وقد همس لي خلي بالك من الولد الجديد لأنو عنده مستقبل زاهر في الصحافة الرياضية وفعلا جلست معه وعرفته من حينا المسالمة مكان سكنه. ياسر قاسم عوض عمه الفاتح عوض رئيس رابطة المسالمة وجار قطب المريخ يس النعيم لم اسأله عن شهادات مدرسية وتعليمية حيث أصبح من المحررين لاحظت همته ومواظبة في الحضور لذلك تم تصعيده من أخبار رابطة المسالمة لمتابعة أخبار وتدريبات فريق المريخ ومناشطه وفي فترة وجيزة أصبح يعتمد عليه وأذكر مرة يوم عطلة لم يحضر أحدا من المحررين ولا اى مصمم لمكاتب الصحيفة ورغم ذلك صدرت الصحيفة صباح اليوم وعلمت بأن ياسر قاسم هو الذى قام بكل شئ حتى التصميم وخرجت في ثوب ممتاز وفعلا صدق كشة بما تنبأ به وكان ذلك ياسر قاسم الاعلامي الشامخ الذى ملأ سماء صحف دولة الإمارات لامعاً وبرقا ورصين الحرف والكلمات.
واخيراً نقول الموهبة والابداع هي في الأساس للعمل الصحفي ونقول اللهم ارحم عبدك الراحل الاستاذ الصحفي الذكي محمد عبد الحميد رحمة واسعة واسكنه فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وانا لله وانا اليه راجعون.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x