(تأملات) .. جمال عنقرة..أحمد هارون .. أنصروه بالمنهج

(تأملات) .. جمال عنقرة..أحمد هارون .. أنصروه بالمنهج


مجرد فكرة الاحتشاد لنصرة مولانا أحمد محمد هارون، والمطالبة برفع الظلم عنه، فكرة عظيمة، لن ينتقص من قدرها الجليل أن كان تدشينها أدني مما كان ينبغي أن تكون عليه، ويكفي رواد الفكرة فضل السبق والوفاء، ولقد أوحي لي المشهد بفكرة أري أن وقعها سيكون أطيب عند مولانا، وشجعتني عليها كلمة ابنته يوم التدشين، ومن بعدها كلمة عمها العالم الجليل البروفيسور الطاهر محمد هارون، وشجعني عليها أكثر النفرة التي يقودها حاليا أحمد هارون وهو خلف القضبان، لصيانة وترميم سجن كوبر، وتحسين بيئاته كلها، والفكرة تقوم علي إحياء منهج أحمد هارون في العمل العام عموما، وبصفة خاصة تجربته في ولاية شمال كردفان، تجربة النهضة والنفير، وهي التجربة التي تجلت فيها عبقريات أحمد هارون المتفردة، ولئن كان أهل السودان كلهم في حاجة إلى إقتفاء أثر أحمد هارون، فنحن الكردافة، كل الكردافة، أولي به منهم جميعا، أولي بها أولا لأننا أهل هارون وعشيرته، ونحن أولي بتجربته من غيرنا، ثم أنا في كردفان أهل ريادة وقيادة، ويكفينا أنا رغم ما يحيط بنا من ابتلاءات وفتن، لا زلنا معصومين منها كلها، ثم أنا قد جنينا خيرات منهج أحمد هارون، وقطفنا ثمارها، ولا نحتاج إلى من يحدثنا عنها، وفضلا عن هذا كله، فإن نصر السودان الأكبر انطلق من ديارنا الغرة، وبين أيدينا تجربة المهدي الإمام عليه السلام.
أهم ما في تجربة أحمد هارون أنه تجرد من كل الإنتماءات الجانبية، بما في ذلك الإنتماء السياسي لحزب المؤتمر الوطني الذي قدمه للحكم، صحيح أن أحمد هارون كان رئيس المؤتمر الوطني في الولاية، لكنه لم يقدم أحدا لأنه منتم للمؤتمر الوطني، ولم يعزل شخصا لأنه معارض للمؤتمر الوطني، أو مخالف له، بل أبعد كثيرين من الذين كانوا يحكمون ويتحكمون باسم الحزب والحركة الإسلامية، وصار بعض هؤلاء يكيدون له كيدا، ويتربصون به، بل إنهم سعوا لإسقاطه عبر الكلية الشورية للمؤتمر الوطني، الأمر الذي دفع عموم أهل كردفان الآخرين للاحتشاد والدعوة لقيادة مسيرة تحاصر مقر مؤتمر الشوري، وتعاهدوا علي تقديمه مرشحا باسم أهل كردفان إذا لم يقدمه المؤتمر الوطني مرشحا له. فما احوجنا إلى إحياء هذه الروح القومية الوطنية التي كادت أن تندثر في زمن صار الناس فيه يتنادون ويتناصرون باسم القبلية والجهوية، والعنصرية، وغيرها مما يفرق ولا يجمع.
ونحتاج في نصرة أحمد هارون لإحياء منهجه في الزهد والطهر، والتجرد، ويكفيه فخرا أنه بعد كل هذه الصولات والجولات في ميادين الحكم المختلفة، لم يترك لأبنائه بيتا يسكنون فيه، ولا سيارة يمطونها، ولا فتات مال يسيرون به حياتهم، ومعلومة الدعايات والاشاعات التي أطلقها البعض بعد سقوط النظام السابق، ويكفيه فخرا أن مال النفير وجدوه كله مدخورا في بنك حكومي لم يصرف منه قرشا واحدا، وكان من فضائح أحد ولاة الثورة أنه زعم يوما أنه وجدا مالا ضخما مجنبا باسم أحمد هارون، فكانت خيبته بجلاجل عندما علم أن هذا هو مال النفير، وأن أحمد هارون لم يتصرف فيه، بل لم يكن له فيه حق التصرف.
ولئن لم يكن في وسعنا استنفار جديد لمواصلة إنشاء المشروعات التي خطط لها أحمد هارون، أو استكمال التي تركها في لمساتها الأخيرة، فدعونا ننفر لصيانة بعض ما اعتراه الإهمال، ولا بد من الإشادة هنا بالشباب الذين نفروا لصيانة طريق الصادرات، فخر إنجازات أحمد هارون العظيمة، فك الله أسره، ونصره علي من عاداه، ووفقنا علي إقتفاء أثره.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x