زيادة فلكية

زيادة فلكية

تحبير
د.خالد أحمد الحاج

  • عندما تعلن المدارس الخاصة بولاية الخرطوم وبعض الولايات عن زيادة في الرسوم الدراسية عبارة عن أرقام فلكية، فإن استقرار العملية التعليمية لا يعدو أن يكون سوى في حكم المستحيلات.
  • مهما كانت المبررات فإن المدارس الخاصة بذلك تقرر أن تقطع شعرة معاوية التي تربطها بمن سعوا للاستئناس بنورها ليحرقوا بنارها.
  • بمقارنة بسيطة بين دخل رب أسرة لا يتجاوز مئة ألف جنيه، هب أن بالأسرة خمسة تلاميذ فهل بمقدور هذه الأسرة توفير مبالغ كهذه؟ علما بأن كل مدرسة خاصة قد حددت رسومها، دون أن توحد المدارس الرسوم ؟
  • هذه القرارات صادمة ولا مبرر موضوعي لها، وقد تعجل بانهيار قطاع التعليم الخاص إن لم يعاد النظر فيها.
  • ربما لا يتأثر بهذا المتغير أبناء وبنات رجال الأعمال، ومن هم على شاكلتهم، ومن هم في المهاجر، وغيرهم من الشرائح التي لا تتأثر بالزيادات، ولا تأبه بمثل هذه القرارات، كم يكون عدد الطلاب الذين يقعون تحت طائلة الفئات أعلاه، مقارنة بغيرهم من الشرائح التي دخلها أقل؟
  • الذي أود أن نتوقف عنده مليا كرد فعل من وزارة التربية والتوجيه أن تحسم هذه المسألة وبسرعة، أتمنى ألا يفهم من حديثي على أن لي موقفا شخصيا مع التعليم الخاص حاشا لله وكلا من ذلك، ويشهد الله تعالى أن الذي دفعني لذلك المصلحة العامة.
  • من أين لأسر دخلها محدود لا تعرف كيف توفق بين احتياجاتها اليومية الملحة، وتحديات كهذه، إلا إن كان بين يديها عصا سحرية ؟
  • تدهور الاقتصاد السوداني لا يجب أن يعمي البصيرة، لا يجب أن ترمي المؤسسات الخدمية بثقلها على المواطن، إن دفع اليوم مضطرا فمن يضمن لنا أن يدفع غدا أو بعده؟
  • لا يعقل أن تصل الرسوم في بعض المدارس الخاصة لنصف مليار، فهل أجرت هذه المدارس مسحا أوليا لتتعرف من خلاله على استجابات أولياء الأمور ؟
  • قلنا قبل الآن إن أي ارتفاع في أسعار المحروقات سيؤثر بالسلب على المواطن، وها هي المؤشرات تلوح في الأفق، فهل ستقف الجهات المختصة مكتوفة الأيدي إزاء هذه الزيادات، أم أن هنالك إجراءات احترازية ستتخذ لطمأنة المواطن بأن الدولة إلى جانبه، ولن تتخلى عنه:
  • الرئة التي يتنفس بها الشعب يمثل التعليم أحد أهم ركائزها التي لا يمكن غض الطرف عنها، عليه فإن تحديات التعليم في الإجلاس والكتاب المدرسي وتهيئة البيئة مقدور عليها، بيد أن الزيادة الفلكية في الرسوم الدراسية التي تناقلتها وسائط التواصل الاجتماعي اليوم لا يمكن للغالبية الوفاء بها، فكيف سيكون المشهد بعد شهر ونصف من الآن عندما تفتح المدارس أبوابها؟

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x