عظة واعتباراً

تحبير
د. خالد أحمد الحاج

  • التعبير العفوي الذي صدر عن كافة قطاعات شعبنا الذي تجلى في أبهى مظاهره بعد الأحداث الأخيرة التي وقعت بولاية النيل الأزرق، وأكد بذلك أن ما يجمع بين مكوناته لا مقارنة بينه وبين ما يفرق بينهم، ويقود إلى شتاتهم وانفراط عقدهم الذي يسعى له البعض، إن كان ذلك عن طريق تسعير نار القبيلة، أو ببث خطاب الكراهية.
  • خيرا فعلت ولايات البلاد المختلفة أن سيرت قوافل دعم ومساندة لولاية الوحدة والسلام وعبرت بصدق عن قيمة نبيلة خص بها المولى عز وجل هذا الشعب الشهم المقدام، وهذا ديدن كل الحادبين على وحدة السودان، والداعين لأن نفوت جميعا الفرصة على أصحاب الأغراض.
  • أسباب الوحدة والسلم الاجتماعي مزروعة في هذا الشعب بالفطرة، ولكي نصل للأهداف المرجوة يلزم أن نحصن أنفسنا بالوعي الكافي، وأن نستفيد من هذا التعدد الذي يبدو أن أعداءنا قد استغلوا فيه هشاشة بنائنا الاجتماعي، فعملوا على تفتيت وحدتنا بضرب النسيج الاجتماعي الذي يمثل مصدر قوتنا.
  • تحتم علينا أخلاقنا، وما جبلنا عليه من قيم نبيلة، أن ندعم الخيار الداعي لبناء استراتيجية وطنية يستلهم منها أهل التشريع بعض المبادئ التي يمكن أن تضمن بالدستور الدائم، بينما معالجة الأزمات تحتاج إلى قراءة موضوعية متأنية تلامس عمقها، على أن تكون مسورة بمثل الخيرية التي جاءت في كتاب الله الكريم:(كنتم خير أمة أخرجت للناس) والتي جبل عليها أهل السودان.
  • متى نستفيد من الدروس ونعتبر بالنتائج لنخرج من ذلك، ونحن أكثر تعافي؟ متى يصطدم أعداء الوطن بصلابة شعبنا الذي عرف نقاط ضعفه، وعمل على تلافيها، أرجو ألا تتكرر أخطاء الماضي، لنقول بصوت واحد لا لإثارة القبلية، لا لإشعال فتيل الفتنة بإثارة خطاب الكراهية.
  • السودان في مفترق طرق إن لم ندركه قبل فوات الأوان سيسقط في الهاوية، بإعمال الوعي بتجرد ونكران ذات والتزام وطني سنتجاوز الصعاب، علينا الاستفادة من الطاقات المهدرة لبناء وطن كاد أن يكون أثرا بعد عين.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x