أحداث القسم الشمالي .. كل شيء ولا الشرطة

أحداث القسم الشمالي .. كل شيء ولا الشرطة

تأملات
جمال عنقرة

قبل الحديث عن الأحداث الخطيرة جدا التي وقعت في قسم الشرطة الشمالي في قلب العاصمة القومية الخرطوم، محل الرئيس بنوم والطائرة بتقوم، والتي لم ينشغل بها الشعب ولا الحكومة ولا الإعلام ولا القوي المدنية ولا العسكرية، ولا الحرية والتغيير المركزية،ولا الكتلة الديمقراطية، ولا نداء السودان، ولا الرباعية، ولا الثلاثي، ولا اي مكون بالقدر الذي تستحقه، لا بد أولا أن نقرأ معا بيان إعلام الشرطة الذي يوضح حقيقة ما جري، فيقول بيان الشرطة:

  • بتاريخ الأحد ٢٠٢٣/٣/١٢م وفى إطار الحملات الراتبة التى تقوم بها مباحث شرطة ولاية الخرطوم للحد من الجريمة اشتبهت شعبة مكافحة سرقة السيارات فى عربة هونداي تسير بدون لوحات كان بها شخصان تم إستفسارهما عن أوراق العربة وافادا بأنهما ضباط برتبتى العميد والعقيد يتبعان للجبهة الثالثة تمازج وأن العربة تتبع لهم ، تم إحضار العربة لشعبة مكافحة سرقة السيارات بالخرطوم ٢ وأثناء التحرى معهما حضر المدعو (م ح.ج ) و برفقته اربعة اشخاص وأفاد بأنه لواء بالحركة وقام بتهديد قائد الحملة وطلب الإفراج الفورى عن الشخصين والعربة مستخدما العنف اللفظي و البدنى مما أدى لإشتباك بالأيدي بينه وبين قائد القوة وعلى الفور تم القبض عليهم ووجه رئيس الشعبة بفتح بلاغ فى القسم الشمالي الخرطوم وأثناء ترحيلهم للقسم قام المدعو ( ح.ج) الإمساك بمقود العربة مما أدى الى إنحرافها عن الطريق و لكن تمت السيطرة عليه و احضاره للقسم.
  • بقسم شرطة الخرطوم شمال تم فتح بلاغ في مواجهته بواسطة قائد القوة تحت المواد ( ٢٠/١٣٠) و(٩٩/١٠٣) من القانون الجنائي وبلاغ اخر تحت المادة ٢٦ أسلحة حيث ضبط بحوزة احدهم مسدس بدون ترخيص ، و اتضح فيما بعد ان المتهم مصاب في رجله من جراء مقاومته للقوة و بناء عليه تم تحرير اورنيك (٨) جنائي طبي و إسعافه الى المستشفي و تلقى العلاج اللازم ، .
  • تم إرسال البلاغات المدونة للنيابة التى وجهت بالإفراج عن المتهمين بالضمان العادي وتم الإفراج عنهم بالضمانة المصدقة
  • تجمع عدد من عناصر حركة تماذج امام القسم و أثناء مغادرتهم بعد الضمانة قام احدهم بإطلاق عدد من الطلقات النارية في الهواء بصورة عشوائية وغادروا الموقع .
    هذا وقد تداولت بعض المواقع هذه الحادثة بصورة غير صحيحة و بمعلومات تعوزها الدقة و التجرد ، عليه تناشد شرطة ولاية الخرطوم المواطنيين والجهات المعنية أخذ الأخبار والمعلومات من مصادرها.
    هذا هو بيان الشرطة بلا زيادة ولا نقصان، وهذه هي الأحداث الخطيرة التي وقعت بدون رتوش.
    وقبل الحديث عن الفعل نفسه، والذي كما أشرت في مطلع المقال كان يستوجب وقفة قومية وطنية شعبية ورسمية، نتحدث عن الجانب الأكثر خطورة في التعاطي مع الخبر، وأبدا أولا ببعض الجهات المنسوبة للصحافة والإعلام، والتي نشرت الخبر علي أنه تعد من قوات الشرطة علي ضباط في حركة كفاح مسلح، وأعتقد أن هذه الجهات لا ينفع معها التحذير المهذب الذي ورد في بيان إعلام الشرطة، هؤلاء كان – ولا يزال – يجب فتح بلاغ في مواجتهم تحت مواد تهديد الأمن والسلامة الوطنيين، والحرب ضد الدولة.
    ولو سكتنا عن استهداف بعض المتظاهرين للشرطة السودانية، ومقارها لا يمكن أبدا أن نسكت عن مثل هذا التحدي السافر علي قوة شرطية تقوم بواجبها تجاه حماية الأمن الداخلي للوطن والمواطنين في قلب العاصمة التي لم تعد آمنة.
    وليس انحيازا للشرطة، وهو انحياز، لا انكره، بل أفخر به، ولكنه قبل كل شيء حرص علي أمن الوطن والمواطن، وبعد أن دخل بعض قادة الجيش في الصراع السياسي دون أن يمتلكوا اسلحته، وبعد أن زجوا بالقوات المسلحة في معركة لا ناقة فيها ولا جمل، رغم أن قواعد الجيش من ادناها حتى أعلاه لا تزال قابضة علي جمر القضية، صارت قوات الشرطة تتحمل عبئا ثقيلا في سبيل حماية أمن وسلامة الوطن بمهنية واحترافية عاليتين، وظلت تدفع ثمن هذه المهنية والاحترافية دماء عزيزة، من منسوبيها الكرام، ورغم أني أحمد للشرطة مهنيتها العالية التي تعاطت بها مع أحداث القسم الشمالي، ومعلوم أنه كان في مقدور الشرطة إبادة تلك المجموعة المعتدية، ولو فعلت ذلك لما عاب عليها أحد ما فعلت، ولكن أن تمر هذه الأحداث الخطيرة هكذا دون وقفة حاسمة، وحازمة، فذلك يجب ألا نسكت عليه، وما دام الذين بيدهم الأمر مشغولون بالاطاري، وورشة القاهرة، وسلام جوبا، والتطبيع مع إسرائيل، ومن يشارك في الحكومة القادمة، ومن لا يشارك، فعلي جماهير الشعب السوداني التي تدفع ثمن كل العبث والهراء الذي يجري، أن تدافع عن الشرطة التي لا تزال قابضة علي جمر المسؤولية، ولا تزال تعمل بمهنية واحترافية وفدائية، وتقدم التضحيات لتحقيق “الشرطة في خدمة الشعب”
    وتلك دعوة لكل الوطنيين السودانيين للخروج دفاعا علي الشرطة، دفاعا وحماية لأمن الوطن والمواطن، وأول الدعوات نقدمها لزملاء المهنة من الصحافيين والإعلاميين، لتوجيه كل ادواتهم لقيادة حملة نصرة الشرطة، ونرجو أولا من الزملاء الذين روجوا لمعلومات مغلوطة، ومضللة عن أحداث القسم الشمالي أن يعتذروا عن ذلك صراحة، ولنخرج معا نصرة ودعما لمهنية واحترافية الشرطة السودانية، حماية لأمن بلدنا وشعبنا. والله الحافظ الحفيظ.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x