مهرجان الفجيرة الدولي للموندراما مُلتقى فنون العالم

مهرجان الفجيرة الدولي للموندراما مُلتقى فنون العالم

دهاليز

علي مهدي

ولأوّل مرة في العالم العربي.. الفجيرة تستضيف المؤتمر العالمي للهيئة الدولية للمسرح أكبر منظمة عالمية للفنون

المؤتمر العام السادس والثلاثين للهيئة الدولية للمسرح ينعقد بعد غياب في الفجيرة.. ينظر في الكثير أهمّها مشاهد الفنون في ظل تقاطعات الدنيا السياسية

عُدت يا سادتي أمشي إلى جوار النور بعد أن تجاورنا لسنوات، والبحر أمامي يملأ الآفاق ماءً من فوق، وماءً من تحت، وماءً يغيب في الأعماق. فتنظر المشهد وكأنك تمني النفس بأن لا يغيب، ولتشهد من عنده الفتوحات الكبرى، والتحوُّلات الممكنة في تاريخ الفنون العربية والأفريقية والآسيوية في المنطقة، والجغرافيا لا ترسم حدوداً بلا أسباب موجبة لها، هي الأصل، لكن أماني المبدعين بلا حدود، تذهب في كل الأوقات، وفي كل الاتّجاهات، متحدية المشاق، وتنظر بالتقدير كله للمبادرات، خاصةً إذا ما كانت تحمل فيها بذور الخلق المتقن. ما مشيت الى ذاك.
البحر إلا وحُظيت من عنده باللطيف منها التصاوير، تسعد وأن بنيتها في الخيال تمازج لواقع ممكن غير بعيدٍ، وقد حدث، وكنت فيه جالساً مُشاركاً ومبادراً ومنظماً بالقدر المستطاع، وأحياناً رسول وسفير لوجهات في العالم الغربي البعيد، أو في أطراف افريقيا التي نحب ونعشق، وآسيا ببعدها، وبعض قُربها. تمشي بعدها في الواقع، كما تكون في الأحلام، سابقة لكل الاحتمالات.
وتلك حقيقة المشاوير إليها، المدينة الأحب بين المدن (الفجيرة ودبا الفجيرة)، ويوم تطالع دهليزي تقترب أيام الحدث ، أو قل الأحداث الكبرى في المنطقة. وقد عرفت عنها الإمارة البهية بأهلها، ولع بالفكر والفنون والثقافة، ولها برامجها الثابتة في جدول وأجندات المشهد الثقافي الإقليمي والدولي، وقد عملت كثيرًا مع الأحباب من اجل برنامج ممتد ظل التحضير له يبدأ مع انتهاء حفل الختام للبرنامج الذي يسبقه. ولأنها الإمارات الدولة والفجيرة الامارة التي نحب ونعشق، تنمو فيها الأفكار بلا تردُّد، فتمشي مع الفكرة الآن، وقد خرجت منها المدينة المحبة للفنون (دبا الفجيرة) تدخلها أي وقت تختار، تلقاك بالترحيب، فذاك من بعض حسنها.
يوم تلقيت الدعوة كنت في طريقي لمدينة أعرفها وتعرفني كنت إلى (بيروت) ذاهباً أسعد وأشارك في الدورة الثانية لمؤتمر الفكر العربي وهو واحدة من الأنشطة الإقليمية والدولية وهي تحتفي بي عضواً ومؤسساً وفي شراكة بين رأس المال العربي والفكر، وليس لي في المال منه الكثير.
ووصلتها الفجيرة في الظهيرة، والناس في الطرقات والشوارع الفسيحة تُعلن الترحيب، وتلك الدورة الثانية لمهرجان الفجيرة الدولي (للموندراما). وكتبت في نشرتها التي تصاحب فعاليات المهرجان، عنه فن المشخصاتي، هكذا نظرت لها التعابير المغايرة من عندي، ثم طالت جلستي هناك، واصبحت جزءاً من واحد من أهم مهرجانات فن (الموندراما) في العالم.
مهرجان الفجيرة الدولي للموندراما، تحت الرعاية السامية لسيدي صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الفجيرة. وفيه ومن البداية كان الحضور العالمي ، حضورا مقصودا لذاتك، وفي الدورة الأولى، وهي إشارات لها ما بعدها، وإذا نظرت ثم نظرت بعدها في الدورات التاليات، تجد التطور والترقية ثم التجديد واتساع الفكرة الأم، المؤسسة التي استوعبت معنى الرعاية ليصبح ملتقىً إقليمياً، نعم، وعالمياً لا بالحضور فقط، لكن بالبرامج التي اتّسعت دوائر المشاركة فيها، دول ومنظمات وهيئات ووسائل إعلام مرئي ومسموعة، تربط الفجيرة وبحرها الجميل المتّسع مع الدنيا الكبيرة. ولأن الأسباب تترجم ما بعدها، اتسعت عندهم برحابة صدرهم، ثم إدراك ووعي لتقاطع السياسات بالفكر المستنير، اتّسعت الدائرة، لم تعد فرصاً للعروض التمثيلية فقط، مشت أكثر لحوارات مع مبدعي العالم، ثم زيارات متبادلة بين الفجيرة والمنظمات الإقليمية والدولية في مقراتها، وحضورها للفعاليات، ولأنها المدينة الأجمل، لم تخلع عنها لباس عرسها الوطني، تدثّرت بكل ما هو تقليدي وشعبي، وحفظت تراثها وفنونها الشعبية، تقدمها في كل الأوقات لضيوفها، فصارت هي المرجعية الأولى، والأكثر مصداقية في فنون العرب، وتماشت مع فرص الحوار مع الآخر، فلم تتوقّف في التداخل مع ثقافات الدنيا، وانتقلت بفنونها نحو العالم. فكانت ليالي الفجيرة في (باريس) في معهد العالم العربي نظّمت واحدة من أكبر الأنشطة والبرامج الثقافية العربية تشهدها مدينة النور (باريس) نيابةً عن اوروبا الحضارة والثقافة المعاصرة، كنت شاهداً، كيف تحدث يومه في الافتتاح شيخ الشباب سمو الشيخ راشد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام يخاطب الاحتفال الكبير بفكر ووعي لأهمية التعاون وبناء الشراكات المستنيرة مع ثقافات الدنيا كلها.
وغنت يومها باريس بالعربية، ورقصت وأكلت من مطبخ يراهن على العسل الجبلي الصافي كالذهب، صنعته أيادي السيدات الفضليات بمحبة ودراية وعرفة بالغة الدقة.
وأعود لها الفجيرة أكثر من مرة اسعد وأشارك بعض الأوقات في دورات مهرجانها الدولي لفنون الموندراما تصاحبه الأنشطة المتعددة والمتنوعة في برامجه، وكنت الأسعد بالحضور مُشاركًا في الملتقيات العلمية والورش التي تنظم في إطاره بمشاركة واسعة من مبدعي المسرح العربي وحضور عالمي، ووقفت يومها في المدينة الأحب نيويورك وغيرها من مدن الغرب الأقصى والأدنى تحكي عنها فعاليات المهرجان، فكانت العروض المتميزة في برنامج المهرجان ولأنها المهرجان والفجيرة الأحب، كان ولأول مرة لقاءً كبيرا بين الاتحاد الدولي للمُمثلين IFA والفجيرة الهيئة وإدارة المهرجان وكان ذاك الاتفاق الإطاري بينها المدخل بعدها لكثير من مراكز الثقافة العربية أهلية ورسمية جددت فرص التعاون.
ولأنها تفتح أبوابها الأسبوع المقبل، حيث تشهد المدينة الأحب افتتاح واحدة من أهم الدورات في تواريخ المشهد الثقافي العربي والإقليمي والدولي خاصةً وهي تأتي بعد انتهاء الجائحة التي باعدت بين فنون العرض والجمهور وبين المبدعين واللقاءات الممكنة.
الخميس القادم وفي حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الفجيرة، وولي عهده الأمين صاحب السمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، وسمو الشيخ راشد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام.
وجمهور عريض ظل ينتظر هذه الفعاليات المتجددة هي في كل دورة تفتح آفاقاً أرحب لفنون الأداء، وفن المشخصاتي وجد عندها الرعاية والاهتمام ، ومنها انطلقت فنون العرض العربية إلى الفضاءات الدولية، ثم في الفجيرة ومهرجاناتها المنتظمة شهدت فنون العرب بناء شراكات واسعة على المستوى الإقليمي والدولي، فمنها خرجت المشاركة الأوسع في أكبر منظمة عالمية للفنون الهيئة العالمية للمسرح ITI يونسكو، نعم عرفتها العواصم العربية قبلاً، ولكن فرص الحوار فيها تتجدّد الآن وهو موضوعي في دهليزي القادم، منها الفجيرة وهي تستقبل نيابة عن العالم العربي ولأول مرة انعقاد المؤتمر العالمي بكل تفاصيل الإعداد والتحضير والتي امتدت لسنوات بالرعاية التامة السامية، والدعم بلا حدود، ليمكن أكثر من أربعمائة مبدعي مسرحي مشاركين في فعاليات الدورة السادسة والثلاثين، وهي تأتي بعد انتهاء الجائحة التي منعت الجميع من التواصل واللقاءات المُباشرة.
دهليزي يشرح التفاصيل والاستعدادات الرسمية التي تُبذل لتجعل الانعقاد ممكناً مع الجودة وحُسن الأداء، والنتائج التي ننظر لها بالتقدير والاحترام.
الفجيرة في مهرجانها الدولي للموندراما وهو يفتتح يوم الخميس السابع عشر من فبراير الذي يمضي على عجل، يشهد عروضاً متنوعة. والمسرح السوداني يعود بقوة، وغدا شارك قبلها بدورات على خشبة المسرح بعرض متميز ، ثم حضور علمي وتقني وفني وإعلامي كبير في كل الدورات.
يقدم الدكتور سيد أحمد الكاتب والمخرج، عملاً ننظر له بالتقدير، من تمثيل الفنانة المبدعة إسلام مبارك، بطلة فيلم (ستموت في العشرين) ونثق أن العرض سيحقق نتائج طيبة، وحضورا لمسرح السودان بعد غياب لفضاء الفجيرة الدولي.
دهليزي يحتفي بعودة واحد من أهم المهرجانات العربية والدولية.
ثم يُبشِّر بانعقاد المؤتمر العالمي الأكبر للفنون في خواتيم فبراير هذا، وهو يحتفي بالتواريخ المجيدة للحضور السوداني في الفضاءات العربية والأفريقية والدولية.
سلمتوا،،،

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x