متلازمة الفوضى القادمة

متلازمة الفوضى القادمة

شـــــوكــة حــــــوت

ياسرمحمدمحمود البشر

الفرق ما بين الحرية والفوضى شعرة ولا يوجد برزخ يفصل بينهما وتبقى الحدود الفاصلة بين الحرية والفوضى أن تنتهى حرية الفرد حينما تبتدئ حرية الجماعة والحرية لا تعنى أن يكون معيار الإنحراف الأخلاقي والسلوكى هو العنوان فلابد من أن يكون هناك ضابط أخلاقى يرسم ملامح ومستقبل هذا البلد الذى يمر بأضعف مراحل تكوينه منذ دولة الفونج التى تكونت فى العام ١٥٠٥ وحتى هذه اللحظة الحاسمة والمفصلية من عمر السودان الحديث.

وما شهدته شوارع العاصمة السودانية من مظاهر تفلت لا تشبه أخلاق الشعب السودانى بصورة عامة وبعيدة كل البعد عن قيم وشعارات ثورة ديسمبر التى رفعت شعار حرية سلام وعدالة وكل من خرج الى الشارع رأى الفوضى تمشى على رجلين فى كل الطرقات وهذه المظاهر لا تمثل الحرية ولا تمثل السلام ولا تمثل العدالة فى شئ ويمكن القول أن كل الأشياء تبدأ صغيرة ثم تكبر ومن ظن أن الفوضى ستنتهى مظاهرها فهو واهم وقد تتطور إلى الأسوأ وتزداد الأمور تعقيدا وتذهب الى منح يصعب تدراكه.

فمن وقف فى قارعة الشارع العام و عطل حركة السير أمام المواطنين فقد ساهم فى هذه الفوضى ومن قاد دراجته النارية فى الإتجاه المعاكس وبصورة بهلوانية وخالف قانون الحركة فقد شارك فى هذه الفوضى ومن قام برش العابرين بالمياه من دون أسباب فليس من المستبعد أن يطلق عليهم يوم غدا الذخيرة الحية فالفوضى لا تحتاج إلى رعاية مباشرة ومن قذف عابرى الطريق بالبيض فمن المؤكد سيقذفهم بالقرنيت متى توفرت له المطلوبات والمخابرات الدولية ترصد تحركات الشارع السودانى وتخطط للفوضى الخلاقة والنار من مستصغر الشرر.

وكل من رفع صوته بصورة هستيرية وأحدث فوضى سمعية للآخرين فقد شارك فى الفوضى الخلاقة وكل من تجاوز الأعراف والتقاليد وإرتدى بنطلون ناصل وكشف عن مؤخرته من حيث يدرى أو لا يدرى فقد أحدث فوضى بصرية للآخرين مع العلم أن البنطلون الناصل هو رمز للرجل الذى تعرض لحالة إغتصاب من المساجين داخل السجون الأمريكية فهو إعلان حالة إغتصاب صامت وليس ثقافة.

نــــــــص شـــــوكــة

الحرية لا تعنى أن تتعدى حدود حريتك لتصادر حريات الآخرين والحرية تعكس مدى حضارة الإنسان ولا تخرج الفوضى المكبوتة فى العقل الباطنى وكل سلوك منحرف سيخصم من رصيد الثورة كثيرا ويشوه صورتها وتحويلها إلى مسخ مشوه وتبقى فرضية الفوضى هى الأقرب لتعم المشهد.

ربــــــــع شـــــوكــة

ما بين الحرية والفوضى شعرة .

yassir.Mahmoud71@gmail.com

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x