بنات بنات !

بنات بنات !

بالمنطق
صلاح الدين عووضة


وهي الدنيا..

أو كذلك هي في نظر مجنون بلدتنا – فنوُّش – كما كان يسميها..

ولم يسمها هكذا من فراغ..

وإنما اتساقاً مع فعلته فيه ست البنات…ويدلعها – اختصاراً – باسم بنات..

وبنات – أو ست البنات – هذه كانت زوجته..

ولم يكن هو مجنوناً…ولا اسمه فنوش…بيد أنه صار كذلك بعد أن فنَّشته..

بل كان ذا مالٍ…وعقلٍ…وقلبٍ رهيف..

وبسبب القلب الرهيف هذا – كما وصفه أهل البلدة – عشق ست البنات..

وفُتن بها رغم تحذيرات الناس له جراء حالها المائل..

فاستقام حالها هذا – مالياً – ومال حاله هو مالياً…وعقلياً…ونفسياً..

وجردته من كل شيء في هذه الدنيا..

وأجبرته على تسريحها بإكراه ؛ فباتت الدنيا عنده بنت بنات..

فكان إن رأى ما يشابه حاله ضحك..

ثم أطلق صيحةً أضحت سمةً من سمات جنونه : ايييه ؛ دنيا بنت بنات..

وقد تكون من سمات حكمة المجانين..

فمن أمثالنا المشهورة : خذوا الحكمة ولو من أفواه المجانين..

فربما كانت خلاصة تجربة في الدنيا أفضت للجنون..

والدنيا عند فنوش أمست بنت بنات..

أو كل ما – أو من – يشابه ست البنات هذه ويستدعي ضحكاً مجنوناً..

أو جنوناً مضحكاً ؛ لا فرق..

والآن أنظروا إلى ما – أو من – يماثل ست البنات هذه في راهن دنيانا..

فكمال عمر – مثلاً – كوز..

سواءً من كيزان الوطني…أو كيزان الشعبي…أو نواب برلمان الكيزان..

فهكذا هو توصيف البعض منا لأهل الإنقاذ..

لا فرق عندهم بين من تبع البشير – عقب المفاصلة – أو الترابي..

والبعض هذا يتحكر صكوك الثورية الآن..

وكذلك صكوك الوطنية ؛ رغم أنهم يستنجدون بغير الوطني..

ويستنصرون به في أمورهم كافة..

حتى دستور الوطن – الوطني – لا مانع لديهم من أن يصيغه لهم غير الوطني..

واييييه ؛ دنيا بنت بنات..

كمال عمر هذا – الكوز – هو عندهم الآن ثوري..

أما هشام الشواني – جريح الثورة – فهو في نظرهم كوز…ومن الفلول..

أين أنت يا فنُّوش؟..

وزملاء لنا – من أهل القلم – عارضوا الكيزان هؤلاء ثلاثين عاماً..

فإذا بكثيرين منهم فلولٌ هذه الأيام..

بينما من تماهى مع الكيزان إلى حد التمكين هم – بقدرة قادر – ثوريون..

وايييييه ؛ دنيا بنت بنات..

والذين يصنفون الناس هؤلاء – ويحتكرون الصكوك – يستقوون بالشارع..

ويقولون أن سندنا هو الشارع الثوري..

ولكن الشارع هذا – بثواره – تبرأوا منهم وقالوا إنهم لا يمثلوننا..

كما أن أحزابهم بلا قواعد جماهيرية أصلاً..

أو أحزاب الغالبية من الذين يتحدثون باسم الثورة هذه عدا حزب الأمة..

طيب ؛ من أين استمدوا قوة العين هذه؟..

أو بعبارة أخرى ؛ من أين لهم كل انعدام الحياء المخجل هذا؟..

أين أنت يا فنانيشو؟..

والله إنك – بجنونك هذا – لتبدو أعقل من هؤلاء..

وجعفر حسن يسمي شركاء التسوية – من العسكريين – المكون العسكري..

يسميهم كذلك اليوم…بعد أن نكَّس أصبعه..

وقد كان يرفع أصبعه هذا في وجوههم بالأمس ويصفهم بالانقلابيين..

اييييه ؛ دنيا بنت بنات..

ومريم الصادق يُقال لها أن حكومة التسوية – إن تمت – ستكون من كفاءات..

فتقول نعم ؛ كفاءات وطنية..

بمعنى أنها ليست مستقلة…بمعنى أنها تريد الولوج من هذا الباب مرةً أخرى..

بمعنى أنها تكاد تجن لبعدها عن كرسي وزارة الخارجية..

والمعنى – يعني – أننا نقبل بكل هذا…وبس..

نقبل من سكات بما أننا فلول…وكيزان…ولسنا ثوريين..

بل ربما نحن – في رأيهم – أسوأ من هذا..

فربما نحن عندها – وعند جعفر حسن وبقية أهل الصكوك – محض فنانيش..

فأين أنت يا فنوش؟..

وأين صيحتك التي هناك ما – ومن – يستحقها الآن بأكثر من ست البنات..

اييييييه ؛ دنيا……

بنت بنات !.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x