التكوين الأول للمدينة النائمة

التكوين الأول للمدينة النائمة

_ بابكرعطية _

نامتْ مدينتُنا علي قلبِي
ونامَ السّامرونَ السّائرونَ علي الأسَي
والليلُ نامَ علي مصابيحِ الطريقِ
ونامتِ الأشباحُ في دميَ المسافرِ
في الطريقِ الي مهاوي الجلجلةْ

بالأمسِ نامَ التائهونَ من السِّفارِ
وعادتِ الأمطارُ تهربُ عنْ مواعيدِ البذارِ
وهذِهِ الاحلامُ تروِي عنْ حكاياتِ الأسَي
والشمسُ نامتْ في حنايا المزولةْ

والليلُ نامَ علي قلوبِ البائسينَ
أكفُهُمْ للريحِ مشرعةً
تفتشُ عن نهاياتِ الدروبِ
وهذهِ الأحلامُ للوطنِ المعلّقِ
في عيونِ العائدينَ تحجرتْ
في الريحِ تسألُ
عن أوانِ الزلزلةْ

والرعبُ والأطفالُ يلتمسونَ برقاً
من بقايا الريحِ والأمطارِ
يلتمسونَ دفئاً
من بقايا الصيفِ والإعصارِ
يلتمسونَ شهداً من خلايا الحنظلةْ

يأيّها الوطنُ المدّورُ في دمايَ ترفعاً
يأيُّها المحزونُ مثلَ دواخلِي
غنّي المغنِّي في ثراكَ
خواطرَ الباكينَ واللحنَ الخرافيَّ المقاطعِ
وانهزامَ المرحلةْ

يأيُّها الوطنُ الذي فُطِرَتْ
علي تكوينهِ دعتِي
وحبُّكَ باتَ في رئتِي
وحبُّكَ عي ضميرِ العاشقينَ مِظلَتِي
حباً سنحملُهُ نعلقُهُ علي الابوابِ والطرقاتِ
احملُهُ وتحملُهُ الرياحُ بخفةٍ
لكنّه ما أثقلَهْ

يأيُّها الباكِي علي قلبِي
تحرَرْ من دمايَ الاّنَ احفرْ
في جبينِ الشمسِ دربَكَ
والدروبُ تقودُ كلَّ العابرينَ الي الوصولِ
ودربُكَ المرسومُ في دميَ الموزّعِ
يا طريقَ الشوقِ دربُكَ
في دمِي ما أطولَهْ

يا أيُّها الوطنُ الجميلُ كخاطرِي
ارسِمْ طريقَكَ في دماءِ المتعبينَ
الضامرينَ الناحلينَ من الأسَي
واعبرْ علي أجسادِنا
للرافعينَ أكفَّهُمْ للريحِ للصبحِ الجميلِ
وللعيونِ الذابلةْ

سنظلُ نحنُ علي الطريقِ
نناجزُالريحَ العنيدةَ والسكونَ
ونغزلُ الأفراحَ تاجاً للحياةِ المقبلةْ

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x