المودر وخشم البقرة
المشهد السياسي بين التسوية
المقتدرة والقذرة والحذرة !

المودر وخشم البقرةالمشهد السياسي بين التسويةالمقتدرة والقذرة والحذرة !

رؤى متجددة

أبشر رفاي

عرف عن الامثال الشعبية بانها مواعين تعبيرية ناصعة المعاني ، وهي منتجات محسنة لحقول تجارب الوعي المعرفي الشعبي التراكمي. ..
تعبر الامثال في العادة الكلامية عن المختصر المفيد وعن ما قل ودل ، مثال الكمدة والرمدة ، الكلام لو في ما بارك الله في السكات ، العود لو مافيهو شق مابقول طق ، الزول بونسو غرضو ، اللقمة الكبيرة تشتت الضرا ، الجواد كان موجود في البيت التور ما بشرد ، ماتجيب الكلمة التتور الجمل ، اعقلها وتوكل ، القحة ولا صمة الخشم ، القلم مابزيل بلم ، الرجال مواقف والمرأة رجال ، كضاب البعيد وما عندو نديد ، سجيلك كان ماصارعتو مابخليك تجلب ، والتجلب عملية احماء استعراض في الدارة النقعة عند ثقافة المصارعة السودانية ، سيد الدين سيدك ، ماحك ظهرك مثل ظفرك ، الحاكم كان ماشافاك طاطر قدامو ، الطمع ودر ما جمع وفي رواية فحل العيوب ، حقار الرجال موييت ، فحل ما مات خواف ما مات مات المباوي ( المتردد ) ابودقنن سكين كافر للرجال الا كو ضلول للاوين العيين الحروم ، كان مسك ما تفك وكان فكيت ماتندم ( مثل يناصر الكنكشة ) النساء تلاتة مره ، نصف مره ، مره ولا مره ، والرجال تلاتة اللحدب اللكجر ، الاضيني ، حضر الاجتماع هو وول رأسه وود الرأس هو الصنقور والصنقور المنطقة المرتفعة على سطح الجمجمة تظهر بوضوح عند حلاقة الصلعة رقم واحد ، ومن الامثال جودية المرأة لو كربت الضحى وراها راجل ، احكام المثل الاخير تنطبق بالمسطرة على مشهدنا وتسويتنا السياسية وينطبق عليها كذلك ، الطول فيهن الهول ، والكابسك ما بسمع جعيرك ، الني مقبل للنار ، مثل شعبي يتناسب واحكام المحكمة العليا عند مراجعة قرارات لجنة إزالة التمكين ، ومن الامثال الشعبية التي نسقطها مباشرة على قراءة اليوم حول التسوية بأنواعها ومدارسها المختلفة المثل الشعبي ( المودر بفتح خشم البقرة) والمودرون لموضوع التسوية السياسية كثر ، الامر الذي انتهى بالجميع الى البحث عن التسوية في اي مكان بما في ذلك فتح خشم البقرة عسى ولعل يجدونها على راحة اللسان واسفله ومصرورة في الشدوق وعند مدخل الحلقوم ..
قسم الفكر السياسي المتقدم التسوية الى ثلاث مستويات تسوية مقتدرة ، تسوية حذرة ، تسوية قذرة ، لكل واحدة من تلك التسويات سمات اساسية ومرجعيات ومسارات وغايات ، التسوية المقتدرة تقوم على وضوح الفكرة وسلامة الرؤيا والرؤي وشفافية وشمول المرجعيات والشراكات على ضوء تعريفات خالية من عيوب الهيمنة والوصايا والادعاء الاجوف والاستغفال والبلطجة السياسية ، اما التسوية الحذرة فهي تسوية قائمة اساسا على مبدأ الغموض تمشى في العادة السياسية الحذرة في المنطقة الرمادية ٥٠% قابلة للنجاح والاخرى للفشل الذريع ، اما التسوية القذرة فهي تسوية قائمة على فساد الفكرة وعلى ضبابية الرؤيا والرؤى وعلى رداءة التحضير والتطبيق والممارسة ، حماقتها الغاية تبرئ الوسيلة وخاتمتها سوء المقلب والمنقلب ان لم يكن حاضرا فلاحقا ، فالواقع والنتيجة السياسية التي يعيش تفاصيلها اليوم الوطن والمواطن بلغة حسابية بسيطة هى نتاج طبيعي لمحاولة والاصرار على حل الازمة والمسألة السياسية حلها خارج اطار قانونها او عن طريق النقل والبص والشف عن كراسة الاخرين وهم انفسهم حالنها غلط .حيث كانت البداية الاولي لمسلسل التعقيد والغموض في مشهدنا السياسي اليوم كان بسبب غموض البدايات المتعلقة بالتدابير والترتيبات السياسية والتنظيمية السابقة والمصاحبة لعمليات سقوط النظام وطريقة الاستلام والتسلم او الانقلاب او المقالب التي جرت في المساحة والمسافة بين احداثيات واحداث سقطت اول وثاني وثبتت ثالث فاذا لم تفهم المعادلة من هذه النقطة المركزية من نور ومن الذي ( طفا) النور ومن الممسك الى يومنا هذا بمفتاح القفل والتوليع والتأمين الداخلي والخارجي ستظل الامور برمتها عند سر الليل وعند حالة التلييل السياسي المستمر للمشهد . النقطة الثانية :- العلاقة الجدلية والمثيرة للجدل بين المكون العسكري وقوى اعلان الحرية والتغيير المركزي من جهة وقوى اعلان التغيير التوافق من جهة اخرى ، في حين أن العلاقة بينهم لو اخذت الامور على حقيقتها المجردة وبالشفافية لكل واحد منهم اسهامه الخاص والمنفصل في اعمال الثورة دون أن ينقص من حق الاخر شيي فالمكون العسكري مساهم بالتسهيل والانحياز والحماية والاستلام الاول ، والحرية والتغيير بشقيها بسهم الكفاح التراكمي ضمن اخرين كثر ، اما ملكية الثورة فهى ملكية مسجلة باسم الشعب والشباب من غير المسيسين وادوات التسييس التخريبي والمستغرب ، النقطة الثالثة التي لونت مفاهيم التسوية السياسية دور الوجود الاجنبي والمؤجنب والتدخل الخارجي دوره في القرار الوطني وفي صناعة القرار والقرارات المصيرية تحت قناع وغطاء التسهيل والوساطة والتسويات وغيرها من اساليب اختطاف والالتفاف واضعاف مدخلات القرار والارادة الوطنية مكررة بالمسطرة تجربة السلطان عبد الحميد مع العرب في عهد الامبراطورية العثمانية حينما سئل عن جدوى خطط سكك حديد الجزيرة العربية قال لتسهيل مهمة حجيج الجزيرة العربية وفي اجابة اخرى استراتيجية لغرض سرعة نقل قوات الامبراطورية العثمانية لردع ثورات الجزيرة العربية . النقطة الرابعة :- التسوية السياسية بشكلها الحقيقي او المثير للجدل هي نتاج طبيعي لحركة المبادرات منذ أن أطلقت اول مبادرة حول ادارة ومعالجة الازمة السياسية بالبلاد ولكن للاسف الشديد ثمة أخطاء فادحة سبقت ظهور مفهوم التسوية وهي الاخطاء التي صاحبت مرحلة اطلاق وتجميع المبادرات ، ويذكر في هذا الصدد بأن الرؤى المتجددة في وقت سابق قد تقدمت بخارطة طريق كان من شأنها حماية المبادرات ومفهومها الوطني حمايتها من خطر الاستغلال والتوظيف السياسي احتكاري احتقاري واستقطابي الامر الذي ظهر بجلاء ووضوح اليوم عند محطات التجميع والتسوية .
عموما ولاجل الشفافية تقدمت الرؤى في وقت سابق بمقترحين استراتيجيين لتجميع المبادرات الاول استدعاء تجربة المجلس العسكري الانتقالي الاولى عبر لجنته السياسية بقيادة الفريق اول ركن زين العابدين التي أطلقت نداءا عاما لجميع افراد ونخب وللقوى السياسية والمجتمعية السودانية بالداخل والخارج دون عزل أو اقصاء تمشيا مع الاهداف العليا للثورة حررت بموجب النداء الشفيف المبادرات وحق المبادرة من أي قيود ووصايا وغرض سياسي وحزبي وايدلوجي ونفسي وشخصي فقد كانت الاستجابة عالية بلغت اكثر من مائة رؤيا ومبادرة كان بأمكانها لو قدر لها أن تلتئم لجنبت البلاد من الشرور والمخاطر والتحديات التي عاشت وتعايش اليوم ، ولكن للاسف الشديد أوصياء الثورة بالباطل بالداخل والخارج وغموض العلاقة الجدلية بين المكون العسكري وقحت الاولى والثانية والثالثة الاخرى ، قد اطاح بالفكرة لصالح مبادرات الوصايا والاحتكار السياسي المتطرف والانتهازي المتصرف ، اما الطريق التحرري الثاني للمبادرات الوطنية طريق تجميعها عبر نداء عام كان ينبغي ان يطلقه المجلس السيادي عبر امانته العامة مخاطبا جميع السودانيين بالداخل والخارج لمدة أسبوع ثم تضاف لها ثلاثة أيام اخرى بعدها يتم حصر المبادرات التي قدمت بالفعل ثم تقوم الامانة العامة لمجلس السيادة بأطلاق دعوة لجميع المرجعيات العلمية بالبلاد الجامعات والكليات ومراكز البحوث والدراسات للقيام بعملية التكييف العلمي والاداري والسياسي والتنظيمي للمبادرات ، ومن ثم يأتي دور الحكماء والعلماء والخبراء من جميع ولايات السودان واقاليمه لادارة مشروع الحوار الوطني حول الحقيقة والمصالحة ، ولكن للاسف الشديد لم تمض الامور بالطريقة الشفافة والعادلة التي تحدثت عنها الرؤى واخرون ، فذهبت الامور بعد انسحاب المنظومة العسكرية والامنية من العملية والحوار ذهبت لصالح اوصياء الوطن والثورة والفترة الانتقالية وظهرت معها مسألة التسويات ، لاندري هل هي تسوية مقتدرة ام حذرة ام قذرة وهل صحيح المكون العسكري قد انصاع للحرية والتغيير المركزي وتسويتها الثنائية المحتملة مقابل عدم ملاحقتهم والنحاة بأنفسهم الايام وحدها هي التي ستكشف وتستر ساقي تلك التسوية ، ومن الامثال الشعبية دم الرأس ما بخطأ الاكتاف ، وكثير من الاشياء قد تكذب وتتحرى الكذب الا الايام فهي دائما في محل صدق ومنها الايام الغالية والخالية ومن تفصيلاتها وفصلها يوم الولود ويوم الرزق الموعود ويوم اللحود واليوم الموعود …

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x