مولانا ومولانا .. الميرغني والجد .. هل يقودان السودان إلى بر الأمان؟

مولانا ومولانا .. الميرغني والجد .. هل يقودان السودان إلى بر الأمان؟

تأملات
جمال عنقرة

لم أسعد بقول قريب مثل سعادتي ببيان مولانا السيد محمد عثمان الميرغني، كبير أهل السودان، ومرشد الطريقة الختمية، وزعيم حزب الوسط الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل الأخير بشأن الوضع السياسي الراهن، والذي رسم فيه خارطة طريق وطنية قومية واضحة لا لبس فيها ولا غموض، واسعدني أكثر أن جاء البيان قبل ساعات من انطلاق مواكب الكرامة التي دعا لها شيخ المشائخ الشيخ الطيب الجد، قائد ركب مبادرة نداء أهل السودان، الذي انتظم في مسيرته الغالب الاعم من أهل السودان، ويكاد يتطابق تماما ما دعا له الحسيب النسيب مولانا السيد محمد عثمان مع شيخنا الجد، ولذلك حرصت علي كتابة هذا المقال استبق به مسيرة اليوم التي اتوقع ألا يكون لها مثيل في الزمن القريب، وهي مسيرة لا بد أن يكون لها ما بعدها، وأعتقد أن ما قال به مولانا السيد محمد عثمان، والذي تطابق مع ما قاله مولانا الشيخ الطيب الجد، يرسمان ملامح خارطة طريق ما بعد مواكب الكرامة، وقد وضعا كل أهل السودان علي جادة الطريق المستقيم، ولعل المستفيد الأول في ذلك يكون الأخوة في المكون العسكري، الذين لا أشك مطلقا في وطنيتهم، ولا في انتمائهم وانحيازهم إلى خيارات أهل السودان الراسخة الأصيلة، لكنهم ظلوا يعانون من تشرذم، وتشظي القوي الوطنية السودانية، بالإضافة إلى ما يتعرضون له من ضغوط إقليمية ودولية، تضعهم أمام خيارات أحلاها بطعم الحنظل، ولكن أن تتطابق دعوة الزعيمين العظيمين، وأن تلبي هذه الدعوة أشواق كل الوطنيين السودانيين فذلك أكبر دعم يمكن أن تجده القيادة العسكرية لإستكمال مسيرة الثورة، وتحقيق التحول السلمي الديمقراطي دون املاءات أو شروط، ودون الانحياز لجهة علي حساب جهات أخري.
ومولانا السيد محمد عثمان الميرغني رغم أنه مرشد طريقة واحدة من بين عشرات الطرق الكبيرة في السودان، ورغم أنه زعيم حزب محدد يعتبر أحد الأحزاب التاريخية الرئيسة في الساحة، لكن لا أحد يشكك ولا يطعن في قومية مولانا السيد محمد عثمان، وله في ذلك مواقف معلومة ومشهودة، ولا تكاد تمر أزمة ببلدنا إلا وكان السيد محمد عثمان أسبق من كل الزعماء الآخرين في الدعوة إلى موقف قومي وطني، أما مولانا الشيخ الطيب الجد، فعلي الرغم مما راج في مرحلة من المراحل من زعم بسيطرة الإسلاميين علي المبادرة، إلا أن تداعي، وتنادي أهل السودان بما لم يسبق له مثيل، مسح عن المبادرة كل شبهات الانحياز، ولم يعد في الساحة وعاء أشمل منها، وسوف يري الناس اليوم بإذن الله تعالي كيف يخرج أهل السودان استجابة لنداء أهل السودان الذي يرعاه مولانا الشيخ الطيب الجد.
ولقد دعا مولانا السيد محمد عثمان في بيانه إلى التوافق علي وثيقة خلاص وطنية مستمدة من إرثنا التاريخي، وأعلن رفضه وتحذيره من أي مواثيق أو دساتير تطمس هوية بلدنا وقيمها الإسلامية، ولعل الإشارة واضحة إلى مشروع دستور نقابة المحامين التي تسعي قوي إقليمية ودولية إلى فرضه علي أهل السودان، واقترح مولانا الميرغني دمج كافة المبادرات المطروحة حاليا وتكوين لجنة من هذه المبادرات، تجلس مع لجنة خبراء قومية يتم تشكيلها من الأكاديميين تقدم اقتراح حكومة قومية لإدارة الفترة الإنتقالية، ويفضل إسناد رئاستها ووزرائها إلى كفاءات وطنية مستقلة، علي أن تلتزم بإقامة إنتخابات عامة ونزيهة خلال فترة لا تتجاوز العامين.
وبهذا يكون مولانا الشيخ الطيب الجد، قد جمع الوطنيين من أهل السودان علي صعيد واحد، ووحد هدفهم، ومسعاهم، ورسم مولانا السيد محمد عثمان الميرغني لهم خارطة طريق الخلاص، ولم يبق غير أن تتجرد كل القيادات الوطنية والسياسية والحزبية الأخري من كل القيود التي تحول دون وحدة الصف الوطني، ولينتظموا جميعا صفا واحدا للعبور تحت مظلة الزعيمين الجليلين، مولانا السيد محمد عثمان الميرغني، ومولانا الشيخ الطيب الجد، بإذن الله الناصر النصير.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x