تعطيل العدالة

تعطيل العدالة

منصة
أشرف إبراهيم

  • الظلم ظلمات وليس هنالك أفدح ظلماً على المرء من أن تقيد حريته ويظل في الحبس لقرابة الثلاثة أعوام بين أربعة جدران دون محاكمة أو إتهام واضح بين يحاكم بموجبه أو يبرأ ويطلق سراحه، هذا بالضبط الظلم الواقع على الدكتور عبد الرحمن أحمد الخضر الوالي الأسبق والرجل الإنسان والذي لايعلم أحد من الناس ماهي جريرته ليكابد هذا الحبس المتطاول دون أي محاكمة أو أسباب ومبررات مقنعة.
  • تم القبض على الخضر في عهد حكومة الحرية والتغيير ولجنة التنكيل والظلم التي كانت تبطش دون رداع أو ضمير فقط تقودها الخصومة السياسية الفاجرة مع أن منسوبيها جميعاً كقيادات حزبية ورجال أعمال وأصحاب مهن مختلفة كانوا طلقاء يمارسون حياتهم ويأكلون من خشاش الأرض ويمارسون العمل السياسي بل والتنفيذي وقد أشركتهم كلهم الانقاذ التي ينتمي لها الخضر وإخوانه في مراحلها المختلفة في الجهاز التنفيذي والتشريعي ولكن كانت الفترة الإنتقالية التي حولوها إلى إنتقامية فرصة لكشف زيفهم وأكاذيبهم وتعريتهم أمام الرأي العام ليحاكمهم التاريخ بالشعارات الكذوب التي اتضح أنهم كانوا يرددونها للمتاجرة للمزايدة السياسية فقط ولا يؤمنون بها.
  • ولكن مايستغرب له ذهبت حكومة الحرية والتغيير بغبينتها وشرها ما الذي يجعل الدكتور عبد الرحمن الخضر يبقى في السجون حتى اللحظة ولا يحاكم ولا يطلق سراحه في مخالفة صريحة لحقوق الإنسان والقوانين المحلية والدولية وللأخلاق قبل ذلك كله.
  • أستوقفتني الحملة التي أطلقها أخوان وأصدقاء الرجل ومحبيه وعارفي فضله بضرورة إطلاق سراحه، والحقيقة أن هذه الحملة كان يجب يخرج فيها مواطني و ولاية الخرطوم وولاية القضارف لأن للخضر أفضال وخير وفير على أهل الولايتين اللتين تولى شأن الحكم فيهما مقدماً تجربة جديرة بالإحترام والتقدير والتوقف عندها، أنجز فيها مشروعات التنمية والطرق والجسور والبنى التحتية والمواصلات وقطار الخرطوم ودعم الشرائح الضعيفة من خلال وزارة التنمية الإجتماعية وكل مؤسسات الولاية وهنا أعني الخرطوم على نحو أخص كان الخضر يتفقد الفقراء فيها ويزورهم ليلاً ووصل الدعم الإجتماعي في عهده لكل مستحقيه ولم يكن “الزمان مسغبة” كالعهد البائس الذي يطأون فيه جمر المعيشة ورمضاء الفقر والعوز والحاجة الآن.
  • ولكن الخراب الآن لم يقتصر على الإقتصاد فقد طال النفوس والوجدان السليم وقيم الوفاء وفتت آصرة التأخي وأصبحت نصرة المظلوم والحقيقة من النوادر ويبقى الخير فيمن استمسك بهذه القيم مِن مَن تداعوا لنصرة الخضر في الحملة التي تم تدشينها بالخرطوم والوقفة الإحتجاجية التي شهدتها مدينة كسلا الوريفة وأهلها الأوفياء نصرة له ومطالبة بحقه في الحرية والعدالة، الشعارات التي أفرغها نشطاء السياسة من مضامينها النبيلة ومن محتواها العميق.
  • في عهد الحرية والتغيير الأغبر دونت بلاغات في مواجهة الخضر بحجة تملكه أراضي في الخرطوم والنيل الأبيض التهم الملفقة والتي لن تصمد أمام أي محكمة لأنها لاتقف على ساق فالخضر “لاخان ولاسراق”، تشهد صحائفه البيضاء بالتجرد والنزاهة والتعب والبذل و”السهر والقهر” في خدمة الناس، كل الناس من رعاياه في الولاية الأكثر سكاناً وتمددت حتى باتت سوداناً مصغراً ورغم ذلك كوفئ بالحبس والظلم والحيف.
  • بذل الفريق القانوني للدفاع عن الدكتور الخضر كل الوسع في إتباع الإجراءات القانونية لإطلاق سراحه ولكن يبدو أن هنالك عقبات ومتاريس متعمدة ونوجه في هذا الإطار مناشدة للسيد رئيس مجلس السيادة وكل الجهات العدلية ونقول لهم بأن تعطيل العدالة وتأخير المحاكمة ظلم فالمتهم برئ حتى تثبت إدانته والخضر لم يُكفل له حقه في أن يحاكم حتى يبرأ أو يدان بالقانون، أطلقوا سراح الرجل أو قدموه للمحاكمة لأن الظلم ظلمات يوم القيامة.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x