ابراهيم الشيخ .. الخروج الثانى

ابراهيم الشيخ .. الخروج الثانى

ما وراء الخبر
محمد وداعة

رجع الاستاذ الشيخ وزيرآ بعد ستة اشهر من الاستقالة
و لم نشهد ان تزحزح الذين وصفهم بالمتهافتين و الانانيين ،
ما لم يقله الاستاذ الشيخ ان المجلس المركزى للحرية و التغيير ، ارتهن و رهن بلادنا للنفوذ الاجنبى ،
فى 3 فبراير2020م ، قدم ابراهيم الشيخ استقالة من كل مناصبه السياسية و التنفيذية ، و قال فى الاستقالة ( تحياتي ومودتي لكل الذين التقيتهم في مسار العمل العام أولئك الذين اعتز وافتخر بصحبتهم من نماذج وطنية ساطعة ومحبة لهذه الأرض ومتجردة وحتى الآخرين الذين راهنت عليهم وخيبوا رجائي فيهم تهافتا وانانية منعتهم من التعالي على شح النفس وضيق الذات لهم مني التحية والدعوات ان يغادروا اسقامهم فهم من يقعد بهذه البلاد وهم الأعلى صوتا هنا وهناك (لعمري ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن اخلاق الرجال تضيق) ، و جاءت قائمة المناصب التى استقال منها الاستاذ ابراهيم الشيخ كما يلى (عضو المكتب السياسي وعضو المجلس ألمركزي لحزب المؤتمر السودانى، عضو المجلس المركزي القيادي لقوى الحرية والتغيير ، الناطق الرسمي للمجلس ألمركزي ، وعضو لجنة السلام والاتصال بالسيادي والوزراء ) ، و بناءأ على الحيثيات التى سردها الاستاذ الشيخ ، لم يتوقع احد ان يتراجع عن الاستقالة و يعود لكل مناصبه السابقة و يزيد عليها تولى وزارة الصناعة فى حكومة حمدوك الثانية ،
رجع الاستاذ الشيخ وزيرآ بعد ستة اشهر من الاستقالة ، و لم نشهد ان تزحزح الذين وصفهم بالمتهافتين و الانانيين ، الذين طلب منهم فى استقالته ان يغادروا اسقامهم ، واصفآ لهم بانهم من يقعد بهذه البلاد ، هؤلاء و بلا شك هم من اصلوا ( القعود ) بالبلاد ، بل زادوا الوضع سوءآ ، و على الاقل يزعم الاستاذ الشيخ انهم سبب خروجه الثانى ، و بالرغم من ان الخروج الثانى ليس رسميآ حتى الان ، الا انه استند هذه المرة على حيثيات تتعلق بحزب المؤتمر السودانى ، قال الشيخ فى الخروج الثانى فى رده على الاستاذ حمدنا الله احمد خليل ( يزداد يقينى بعد مقالك ان بوصلتى ليست معطوبة و ان خلاص روحى فى الطريق الذى اخترت و ان شرايين الحزب تتكلس ، و ان حزبنا الذى اردناه خيارآ معافى دخل فى نفق الشلل و الشطط و التزمت و التطرف و الغلو ) ، الى ان يقول ( لا يهمنى الحزب يبقى ام يفنى ، يهمنى وطنى و شعبى ، هم من نزرت لهم حياتى ) ، و يقول ( الحزب كان وسيلتى لخدمة شعبى و ليس غايتى ، ربما كان بالامس نافعآ ، اما اليوم فلا اراه كذلك ، فلا تعجب من اجتراحى الطريق الثالث هذا ، اختاره بكامل وعيى و ارادتى ) ،
لم يفصح الشيخ عما هو الطريق الثالث ، و لكن بالتأكيد فهو قناعة جديدة ، و لا شك انه يفارق حزبه ، بعد ان يأس من اصلاحه ، وهذا اكتشاف متأخر لما ظللنا نقوله منذ اكتوبر 2019م ، قلنا ان الحرية و التغيير تنكبت الطريق ، و ان احزابها كما وصفها الاستاذ الشيخ ، انانية و مصالحها ضيقة و محاصصاتها مشينة ، و ان هذا ناتج من طبيعة التركيبة التى جبلت عليها احزابها ، و انها سقيمة لا تدرك ان حال البلد واقف ، و ان اساليبها فى التعاطى السياسى و التنفيذى لا تناسب المرحلة ، و انها لا تكترث لارجحية توازن القوى فى العملية السياسية ، و لا تمتلك اى معلومات عن اوضاع البلد رغم انها فى سدة الحكم ، ما لم يقله الاستاذ الشيخ ان هذه القوى التى تتسمى بالمجلس المركزى للحرية و التغيير ، ارتهنت و رهنت بلادنا للنفوذ الاجنبى ، و لذلك فلا عاطفة تحركها ، و لا ألم اسرة شهيد او جريح يحزنها ، و لا التدهور الاقتصادى يهمها ،
التحية لابراهيم الشيخ على محاولته تحرى الحقيقة ،

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x