نلتقي لنرتقي ..

نلتقي لنرتقي ..

وجع ضُرس
عبد الكريم محمد فرح

مولع جداً بالأخبار والتقارير الإخبارية، أُحب صحفِيوها، أعشق أستديوهاتها
معديها ومُنفذيها، دائماً ما أشعر انها عمل الصحافة الحقيقية.
ربما أجلسُ ساعاتٍ وساعات بين نشرةٍ الى أخرى .. أكونُ فخور جداً بما يقدمه المذيعين والمذيعات السودانيين حيث تغمرني سعادة غامرة، عندما أرى وجوهم في شاشات الأخبار العالمية علي مدار الساعة .
فما يأسرني أكثر وأكثر جميلات الشاشة بالجزيرة والعربية والحدث وجميع منصات الأخبار أعرفهن جيداً ، نعم بل أعرفهن جميعاً .. فلا عجب أن هذه المعرفة والتركيز، فإنني قليلا ما تمر عليّ إحداهن ولا أعرف إسمها بل ربما جنسيتها وديانتها .. فقد أصبح الموضوع لدي أشبه بهواية أكثر من متابعة.
أتابعُ هذه الأيام بشغف ما تفعله جماعة طالبان بالعاصمة الأفغانية كابول حيث أنها عادت للحكم مرة أخري بعد هروب الرئيس أشرف غني الذي ذَكر في تصريحٍ أن وزير الدفاع أبلغه في وقتٍ مبكرٍ من ذلك اليوم أنه لا يمكن الدفاع عن كابول.
وعلق سبب مغادرته(هروبه) أنه لم يرغب في أن يمنح طالبان وأنصارها متعة إذلال رئيس أفغاني مرة أخرى وإجباره على التوقيع على شرعية الحكومة. وأردف لم أكن خائفا على الإطلاق..
برضو منطق ..!!؟
المهم غايتو .. أن أكثر ما يلفتُ إنتباهي في هذه التغطيات والأخبار المتواترة أن قناتي العربية والحدث قد أوفدت اللبنانية الجميلة صاحبة الحضور الطاغي كريستيان بيرسي، ولعل هذه الفتاة التي تنحدر من أُصول مسيحية في قرية تقع أقصى شمال لبنان، أنها قادرة علي شد أنتباهك وملئ أي فراغ بالشاشة في إبهار بصري مكتمل الأركان، الا أنها دائماً ما تكون وراء الحدث دقيقةً حاضرةً ولا أنسى قبل أشهر أنها غطت أحداثَ الغزو الروسي على أوكرانيا كمراسلة حربية.
مما زاد غرابة الموقف لديّ وأنا اتابع أن هذه الشابة التي قطعت كل هذه الأميال من دُبي عاصمة المال والإعمار لتغطية أحداث تتسمُ بالعنف الأكبر تجاه جماعة متشددة تريد أن تحكم لتُأسس لنظام يقوم على الشريعةِ الإسلامية، فكيف ستتعامل مع الوضع هناك ؟! وكيف ستعامل تلك الشقراء المتبرجة مع أحداث كابول العنيفة. لكنها وفي الحقيقة كذّبت كُلَ مخاوفي وتوقعاتي عِند أولِ ظهور لها وهي ترتدي عَبأة فضفاضة وخماراً أسوداً ، محجبةً تسر الناظرين .. فلم يبقى لها أثر من مسيحيتها وشعرها الأشقر وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من مجتمع كابول ، بل حتي أنها كانت تواصل تغطياتها من قلب الإحتجاجات ومن أمام القصر الرئاسي. لمن تتنكر كريستيان ولا خالفت المعتقد والتقليد، بل أنه فقه الضرورة التي جعلها سفيرة حرفٍ وكلمةٍ بعيداً عن الدين والحدود الجغرافية مثلها مثل شيرين أبو عاقلة التي كانت مثال للانسانية والعطاء اللا محدود وماتت على ذلك .
تُرفع القبعات للسفراء الصحافة والإعلام أين ما كانوا وأين ما تسارعوا للكلمة والخبر، بهذا وذاك يكون للصحفي وعمله ومثابرته قيمةً تَرفعُ من شأنه وشأن الآخرين ..
وللصورة حديثٌ آخر ..

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x