منصة
أشرف إبراهيم
- تحتفل القوات المسلحة اليوم الرابع عشر من أغسطس بالعيد الثامن والستين بعيدها الوطني وهي لاشك تستدعي الاحتفال بها والقوات المسلحة ظلت واحدة من الركائز المهمة وعمود الإستقرار والأمن وحامية الحدود وحارسة السيادة.
- تظل القوات المسلحة ركناً لايمكن تجاوزه وهي تقدم الغالي والنفيس في حماية تراب الوطن تضحي بالروح وليس هنالك ماهو أغلى منها فداء للوطن وظلت وما انفكت تخوض معارك الشرف والكرامة وآخرها معارك الحدود الشرقية لتحرير أرض الفشقة التي قدمت فيها الشهداء ولاتزال تحرسها من تربص الأعداء.
- لا أحد يزايد على القوات المسلحة ولعل اتهامات البعض لها بالخوض في معترك السياسة إتهامات مردودة فلم يسبق أن بادرت القوات المسلحة من تلقاء ذاتها في دخول المشهد السياسي بأي صور من الصور وحتى الانقلابات العسكرية التي حدثت في تاريخ السودان الحديث منذ نوفمبر ١٩٥٨م وإلى يونيو ١٩٨٩م كانت بتدبير وترتيب مباشر من الأحزاب السياسية واستخدمت القوات المسلحة فقط كأداة وبالتالي ليس من العدل تحميلها وزر فشل الأحزاب وتصفية حساباتها السياسية وصراعاتها التي أقعدت بالبلاد والعباد.
- ولعله من ناقلة القول أن نشير إلى تصحيح مسار الحكم واستعدال الصورة والعودة للمسار الديمقراطي أيضاً تم عبر القوات المسلحة نفسها في كل المراحل والحقب، فقد إنحازت لخيار الشعب ورغبته في تغيير الانظمة في أكتوبر ١٩٦٤ وابريل ١٩٨٥ وابريل ٢٠١٩ وفي كل مرة يلجأ لها الشعب السوداني يجدها إلى جانبه وهذا واجبها الذي لم تقصر فيه ولم تتواني في القيام به.
- شيطنة القوات المسلحة والتعريض بها وكيل الاتهامات لها محض عجز سياسي وسلوك أحزاب عجزت عن القيام بدورها واقناع الشعب السوداني ببرامجها وفشلت في تنظيم صفوفها وللمفارقة القوات المسلحة وبعد انحيازها للشارع وابعادها لنظام الإنقاذ ظلت تدعو للإنتخابات حتى يقرر الشعب السوداني في أمر من يحكمه ولكن الأحزاب العاجزة ترفض هذا الخيار الذي يقود للتحول الديمقراطي وتفر من الإنتخابات فرار السليم من الأجرب ثم تأتي وتلقي باللائمة على القوات المسلحة وتتخذها مشجباً وشماعة تعلق عليها فشلها الذريع.
- تدفع القوات المسلحة فاتورة التمسك بحماية البلاد من الانفلات والإنزلاق نحو الهاوية برضا وصبر رغم كل الحملات التي تنتاشها من هنا وهناك وهذا قدرها وماقرارات قائد الجيش في الخامس والعشرين من أكتوبر التي تهاجمها سابلة الاحزاب إلا في هذا الإطار الوطني حماية البلاد من الفوضى والتي ظلت غارقة في اتونها منذ تغيير نظام الانقاذ بسبب مجموعة من الأحزاب تريد أن تحكم منفردة دون تفويض وتقصي الآخرين.
- التحية للقوات المسلحة في عيدها والتهنئة، لقائدها وضبطاها وضباط الصف والجنود وكل المرابطين في الثغور وحفظ الله البلاد والعباد وقيض لها أمر رشد حتى تتجاوز هذه المرحلة الحرجة والتحديات التي تواجه البلاد والقوات المسلحة.
