بالأماني السندسية

بالأماني السندسية

وجع ضُرس
عبد الكريم محمد فرح
برغم حبلِ اﻷماني المبتور .. أنا سعيد .. سعيدٌ جدا .. وبرغم هذا الشرخ العظيم بين واقعي وأحلامي .. أنا سعيد ..
كيف ﻻ أكونُ سعيداً ؟! وقد أنعم الله علي بكل شيء في رأسي .. أفكاري .. أمد اليه يدي فيكون حاضراً فتحمله الأمنياتُ بجسرٍ ورديٍ ربما تتحقق وربما لا ….
أهرب اليك فتكون ملاذي الآمن .. أحكي عن نفسي فأنا بارعٌ في التعريف بنفسي ودواخلي صادق في كل شيء يخصني وقصاصة صغيرة كتبتُ عليها حروف .. ترجمتها لمعة وبريق أعين أطفالي نحو المستقبل وابتسامة خبيثة لرفيقتي .. تقول لقد ظفرتَ بنا .. فأرد عليها بإبتسامة ماكرة .. بلى أنا من استحوذ عليكم فتنهرني بنظرة … وتقبض بأصابعها الواهنة على معصمي وتسألني بفظاظة .. ألم يئن موعد قهوتك ؟ فأقول إيجاباً وعيناي ﻻ تغادران حوائط منزلنا القديمة التي لا يُصلحها الدّهان ولا الصّباغ، حوائط عملاقة ملتصقة ببعضها ثم ببيت الجيران، الذي دائماً ما اعتقدت أنه جزء لا يتجزأ من منزلنا .. أحب كل صباح أن أتتبع صمودها كيف تقف هذه الحوائط وهل تنتظر غيابنا وحضورنا .. زواجنا اطفالنا .. ربما طال انتظارها ولم تيأس منا ولم نقنع نفسنا بوهنها فهي تشمخ واقفةً لما يفوقُ المئة عام ..
لا تزورنا الطيور بمنزلنا ربما صباحاً لا أدري ولا أهتم .. لا نسمعها كثيرا .. لم يهتم أسلافي لوالدي بالشجر وتربية الحيوان كانوا متمدنين قبل أن تأتي المدينة اليهم وتضِرب بأضنابها ويخنقهم السوق .. لا اعرف معني للطيور الا في الأُغنيات وهجراتها وانواعها .. وأعتقد أن هذه الكائنات السعيدة التي ﻻ يقلقها اﻻ شيء واحد فهي تخشى أن يبح صوتها فتفقد رنين نشيدها .. يخطر ببالي سؤال فأطرحه علي نفسي ..
أتُفضل أن تكُون عصفوراً مُغرداً تحمِلُك الأمنيات على أن تكون إنسانا تعيسا قابعا في جوف .. (ما بتتجازف) ؟؟!!
فتجيبني صوت من داخلي أُفضّل أن أكون .. أنا كما أنا ..
فتقول رفقية الدرب أيها اﻷناني المغرور كم تحب نفسك !! كم طلبت مني أن لأراقب الحليب وهو على النار وتكرر أن لا أغفل بعيداً ، لم يسبُق لي أن أطفأت النار، غالباً ما ينسكب عليها الحليب بعد أن يغلي ويغلي ويخرج من فوق الاناء ..
فهذه حياتي التي أخشى فيها على كُل من حولي من وهمي اللذيذ القاتل .. الذي أتحدى كل العالم بل كل شخص أن يمتلك مثل وهمي وسعادتي ..
الصورة :
لا فؤادي يشوف عداوة
لا شقاوة ولا مظنة
أصلي يا روحي الصفية
لسه حافظ للوصية
وسعدى يرجع لي تاني
بالاماني السندسية ❤

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x