مريسة تام زين

مريسة تام زين

وجع ضُرس
عبد الكريم محمد فرح

ويُحكى أنه وبإحدي الإنديات تعمل (تام زين) كمساعد فدادية في بيع الخمور البلدية في راكوبة متهالكة بفعل الإهمال والمشاجرات التي يفتعلها السكارى وبقايا التبغ والسجائر .
و تام زين ساقي من طراز فريد فهي تعمل بكل جدية لتخدم مرتادي الحانة وتراقب مستهدفةً ما يعجزُ عن شُربه بعض الزبائن، فتتناوله بسرعة وتجمعه في إناءٍ خارج الراكوبة.
وبعد نهاية الدوام أي قرابة الفجر، تبيع تام زين تلك البقايا للناس المقطوعة وعاوزين يتموها بثمن بخس
وفي تجرد تام يعلم الجميع أن هذا العرقي عبارة عن كرتة لكن القُحة ولا صمة الخشم .. فالجميع عاوز يفك  زنقة .. وتام زين ما طمعانة لأنه دخل إضافي ..
صارت بقايا هذه المريسة مشهورة جداً في سوق وبورصة ومجتمعات الندامى، حتى أن لها رواد يفضلونها عن غيرها .. ويشربونها بكل شوقٍ ومُدام.
وحين ضاق العيش بالناس إذا بعامل اليومية وينادي صاحبه .. الشغل كيف وهل اليومية مغطية ؟؟ فيجيب الاخر :
(أريتو يجيب مريسة تام زين)….
ويفهم كل منهم ما يدور برأس الآخر .. فأصبحت مثلا لسوء الحال الذى لا يغني عن السؤال ..
في الأيام الأولى لثورة ديسمبر عندما كانت الثورة ثورة والديسمبرون أصيلين بعيداً عن الأشتباك والغضب ومآلاتها .. تبنت قوى الثورة من مواطنين ولجان مقاومة الخروج بمسارات وبيانات تُحدد مسبقاً من تجمع المهنيين الذى أفل نجمه سريعاً بعد ان حل الأب مكان الأبن وحضر بدله بكل سلاسة ، قوى إعلان الحرية والتغيير التي إنقسمت بعد ذلك لمجلس مركزي وجماعة الميثاق الوطني. ويلا لز …
لجان المقاومة إنشقت في نفسها مراراً وتكرارا وتبرت من كثيرين بكل أريحية، لكنها ما زالت تتبنى الحراك بالكمية وليس بالنوعية .. حيث كافرة بالأحزاب بجميع مجالسها مركزية كانت أم ميثاقية ، تسعي لجان المقاومة في مجمل حديثها وبيانتها انها أقرب لصوت الشعب وهذه حقيقة ولكن لا يخفى علي الجميع أن عدداً كبيراً من الفاعلين بتنسيقيات لجان المقاومة هم في الأصل كوادر الأحزاب السياسية او بخلفيات حزبية. والأصل ما ببقي صورة، بالأسبوع الماضي خرجت الحرية والتغيير بموكب يمثل الاحزاب السياسية المنضوية تحت لواء الحرية والتغيير فرع المجلس المركزي ، مما أثار حفيظة لجان المقاومة فلم تُعلن عن هذه المواكب بل قاطعتها وأصبح الحب من طرف واحد.
مما زاد الطين بلاً أن هنالك بعض المجموعات أعترضت هذه المواكب وضربت بعد من كوادر الاحزاب مما لحق بالكثيرين الأذى والاصابات ، فهذه المجموعات سواً كانت ضمن قوة نظامية أو جسم هلامي أو منظم أو طرف تالت ذي ما بقولوا الجماعة .. فأنه العبث بعينه.
الشاهد في الأمر حقيقةً أن هذا الجو العبثي لن يفضي الى شيء غير المزيد من التناحر، دون مكتسبات وهدر لارواح وموارد، سئمنا من ضياعها فلن يتم سلام ومصالحة دون أن يتفق الشارع ولجانه وأحزابه ومواطنيه وعسكره من شايعهم وكديستهم زاتها الى كلمة سوا .. فنحن نشهد كل يوم أنقسام داخل جسم معين وراية جديدة حتى أصبحت المسميات مثل محلات المنقة بالخرطوم، ملك المنقة .. ملك ملوك المنقة .. سحر المنقة .. المنقة والتغيير .. الحرية والمنقة .. غاضبون عن المنقة
وحيجينا يوم كل زول حيطلع موكب ليمثل نفسه .. ورغم كل التناحرات والرايات المرفوعة شرقا وغربا وحالة التشظي العامة وكل شخص غاضب وساخط على الآخر والله الكلام ده ما بجيب مريسة تام زين ..
الصورة .. ابقوا الصمود

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x