نظرة فاحصة لشرق السودان..

نظرة فاحصة لشرق السودان..

تحبير..
د.خالد أحمد الحاج..

وحدة المصير السوداني تقتضي أن نعيد قراءة الواقع، وأن نقلب أسباب الوحدة الوطنية وأوجه التماسك المجتمعي، يمكننا أن نقرأ الواقع من خلال التوزيعات السكانية ومدى التناغم والانسجام فيما بينها باعتباره المعول عليه في توحيد الوجدان، فضلا عن دراسة الواقع البيئي الذي يمثل أهم ركائز الوحدة الوطنية.
لكي تتشكل الصورة الذهنية القائمة على قاعدة السكان بصورة أعمق ينبغي أن تتم دراسة الواقع السوداني من خلال التوزيعات السكانية التي تتحكم في المشهد الحياتي، عليه قررت البدء بشرق السودان كنموذج يمكن أن أبلور من خلاله رؤيتي، على أن أواصل القراءة ببقية الولايات والأقاليم لاحقا إن أمد الله في الآجال.
بنظرة عميقة لواقع ولايات شرق السودان الثلاث القضارف كسلا والبحر الأحمر ومن واقع البيئة بتضاريسها المتباينة، والمناخ بتغلباته التي لها تأثير على الوجود البشري، والحرف السائدة التي تعكس أوجه النشاط المعتادة، وظروف تطويرها لخدمة أكبر قدر من الوجود السكاني، علاوة على القيم الاجتماعية والثقافية والمعرفية السائدة، أستطيع القول بأن حظوظ وفرص نجاح الشرق في تعميق صلة السكان بالأرض تكاد تكون كبيرة وهائلة، فالشرق واعد، ويتوقع أن يزدهر وتحدث به طفرات تنموية، من واقع الثروات التي يحظى بها المكتشفة والتي تجري الدراسة حولها من خلال المسوحات الجيولوجية ذات الصلة بالمعادن التي يحظى بها الشرق، وفرص التنمية التي عمادها القوى العاملة والطاقة بأنواها المختلفة، فضلا عن الفرص الممكنة لتنويع طرق الإنتاج التي تقود لزيادة فرص التنافس الذي يقود لإنعاش الاقتصاد القومي الذي يمر بأصعب مراحله، ويحتاج إلى حلول جذرية.
ما نتج عن هذه الحرب من آثار سالبة على العديد من مناطق السودان خاصة المتأثرة بالحرب قد ضاعف من مسئوليات الولايات والأقاليم الآمنة في القيام بمسئولياتها تجاه قضايا الوطن والمواطن المغلوب على أمره.
ويعتبر شرق السودان أحد أهم المناطق التي أكدت على أنها جاذبة وداعمة لمشروع السلام المجتمعي من خلال التنوع الذي تمت إدارته بصورة طيبة من قبل الحكومات المتعاقبة رغم بعض الهنات الناتجة عن الأزمات التي مرت وتمر بها البلاد بصورة عامة.
من ناحية أخرى فإن وجود غالبية المكونات السكانية بولايات الشرق جانب لابد من التركيز عليه، والتوقف عنده مليا، فضلا عن قدرة النظام الاجتماعي القائم على خلق قاعدة اجتماعية عريضة مسنودة بلحمة وتماسك مجتمعي قوي العرى وممتد الصلات، وإدارة رشيدة للتنوع، كل ذلك قد فتح آفاقا واسعة لشرق السودان ليقود مشروع الوحدة الوطنية بالتناغم والاتساق مع بقية الأقاليم والولايات.
ويكفي أن الاهتمام بالبنية التحية بحاضرة ولاية البحر الأحمر قد أتاح للولاية أن تكون في المقدمة، لتصبح العاصمة الإدارية للسودان في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها الوطن الحبيب والتي اقتضت ذلك، مع الوضع في الاعتبار للبحر الأحمر كمعبر مائي استراتيجي، والذي يعتبر أحد أهم أسباب الجذب الاقتصادي والسياحي للولاية.
لا يخفى عليكم الاهتمام المتعاظم بتطوير وترقية قطاع السياحة بولاية كسلا التي تعتبر من الولايات الجاذبة سياحيا، فضلا عن تطوير القطاع البستاني، وحتى تكون قادرة على أداء هذا الدور ينبغي أن تجد الاهتمام المطلوب من المركز في استكمال خارطتها الموجهة، وترقية نزلها السياحية مع ضرورة العمل على تنويع مصادر الإنتاج.
المعروف عن ولاية القضارف أنها إحدى أهم ولايات الإنتاج وركائز التنمية، وهي ولاية زراعية بالمقام الأول، فاتساع رقعتها الزراعية، وإمكانية تنويع محاصيل الصادر بها يمكن أن يساهم بقدر كبير في تمكين الدولة من مد العديد من الأسواق العالمية العالمية بما تحتاجه من منتجات زراعية، وتمكين الثروة الحيوانية التي تحظى بها من أن تعين الدولة على تجاوز الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، إن عولجت مشاكل الزراعة فضلا عن معوقات العمل بالحرف الأخرى فإن الأزمة إلى الاقتصادية إلى اضمحلال.
على العموم هذه قراءة أولية مجملة، وبمزيد من التحليل وبحث فرص التنمية المتوازنة والمستدامة يمكن أن نخرج برؤية تدعم الجهود المبذولة من قبل صانعي القرار في اتخاذ القرارات التي تخدم الصالح العام.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x