سوداني تفاجئه أمريكا بمؤلفاته.. بروفسير عوض إبراهيم عوض

سوداني تفاجئه أمريكا بمؤلفاته.. بروفسير عوض إبراهيم عوض


بقلم :د. عبد السلام محمد خير
والأمور عصيبة تعصف بتفاؤل الناس، نصادف من تفوقوا في عملهم فلا نملك إلا أن نعجب بهم، ونتفاءل.. لكنا نحتار أيضا!..إذ لا سبيل لأن تضيف لمقامهم فضلا، ففيهم من تفوق حتى في تقديم نفسه للناس، وبنفسه- بطلته وأدائه، بل كفاحه!.. والحال كذلك ماذا بإمكاني أن أضيف لمثل بروفسير عوض إبراهيم عوض؟!.. مذيع لا يشق له غبار- هكذا عرفته.. لكن هناك من الإضافات ما يستوقف كما تكشف لي مصادفة.. هو(حالة) لشخصية سودانية طموحة تستدعي وقفة على تجربتها الكفاحية والبلاد تنقب في كفاءاتها بالداخل والخارج لتنهض.. لا خلاف على إنه صوت أنيق وقلم سخي وطلة متفائلة.. إشتهر بذلك حتى لا يكاد الناس يذكرون حضورا له في مجالات أخري.. غلب عليه وصف(مذيع) بينما تأثيره يتراءى فى محافل أخري بالداخل والخارج لا تتحرى الأضواء..إنه جدير بأن يشتهر أيضا كمهاجر وصاحب إسهامات علمية، فمؤلفاته بلغت 46 مؤلفا باللغتين العربية والإنجليزية وبعضها ترجم للفرنسية.. ويا للمفاجأة!.. مؤلفاته شوهدت في مكتبة الكونغرس الأمريكي في واشنطن!.
إنها حقا مفاجأة!..إضافات(لواحد سوداني)جديرة بالذكر.. سرني أن أفصح بها هنا في مقام للتوثيق لسيرة صحافيين وإعلاميين من ذوي البصمة، تواتروا في قائمة مفتوحة.. ما كنت سمعت بهذه الإضافات إلا حين لاقيته مصادفة فإعتبرته أحدهم، ومضيت معه!.. أفاض يحدثنى فيما فاتني ليزيدني عجبا وإعجابا، فكأني أعرفه لأول مرة!.. وهو يروي ظللت أتصور بأنه مثال لغيره ممن يعملون في صمت وإن إمتلكوا ناصية الإفصاح.. ليت مشروعا للتوثيق للحياة السودانية يتجلى وهذا وقته فيتحرى أثر من لهم أثر، بل يكرمهم.. كشف عن عطائه أكاديميا وعلميا ،بالداخل والخارج، وبأكثر من لغة، فى الإعلام ،الثقافة ،الفكر،الدين ،السياسة، أدب الرحلات، الإجتماعيات والشعر.. مؤلفاته تفوقت عددا ومحتوى وإنتشارا، فشقت طريقها عالميا حتى إنها شوهدت في مكتبة الكونغرس الأمريكي!.. قال إنه فوجئ بها لدى زيارة علمية لأمريكا نظمتها جامعة أوهايو لشخصه ونفر من الأساتذة الزائرين الذين يعملون فيها وهو من ضمنهم.. تساءل كيف وصلت إلى هذه المكتبة العريقة الأولى في العالم؟!..هي مكتبة لا تعرض إلا المؤلفات ذات التأثير، من كل أنحاء العالم.. هكذا أفاض كعهده متبسما ليضيف بلسان حال(عقبال للأتراب) ونظره نحوي مبشرا لغيره(أرجو أن أعود لأمريكا يوما فأجد مؤلفات أخرى لمؤلفين سودانيين آخرين ممن يستحقون هذا الشرف).
الشاهد على عطائه وتفوقه سيرة ذاتية فاقت الأربعين صفحة تبدو عنوانا لدقته في الرصد والتوثيق وما هو للذكرى والتاريخ وإنصاف الإنسان لنفسه.. أنه من ألف 46 كتابا حتى الآن – ديسمبر 2023، وباللغتين العربية والإنجليزية.. قالها متحسرا( لولا المآسي التي تعرضت لها البلاد لبقينا فيها وكتبنا في ظلالها بمحبة لوطننا، بصفاء لا يتاح حتى بسواحل بحر الصين الجنوبي، ولزادت مؤلفاتنا، وتضاعف قراؤنا في بلادنا ولعرف أهلنا قدراتنا حيث إن معظم قرائنا الآن من الأجانب،ولم تصل معظم مؤلفاتنا للقارىء السوداني حتى اليوم.. وأحسب أن فيما أنجزنا من تأليف وعطاء في مختلف المجالات يرجع الفضل فيه لتوفيق الله سبحانه وتعالى.. فالروحانيات هي الملهم الأول للكتابة، إكتسبناها من بيئتنا السودانية وأعانت عليها تجربتنا الماليزية الطويلة).. حديث الروحانيات وارد في مقام التوفيق لإتمام جلائل الأعمال، فالبروفسير عوض حصل مبكرا على درجة الدكتوراة الأولى وألحقها بثانية وثالثة فأستاذية بشرته بها مبادراته بالهجرة في بلاد الله الواسعة، منهمكا في إبداعات علمية وإعلامية تتالت وتوالت عبر السنوات.. ثم إنه وإنه- ما شاء الله وتبارك الله.
لدى عرضه لسيرته الذاتية غالبتني ملاحظة صريحة ناقدة:(أنت يا بروف مثال لمن هم في حاجة لإعادة إكتشاف!..تحتاج لمن يقدمك للناس على مهل وبموجب إستحقاقك الذي رصدته سيرتك الذاتية هذه، فكثير منها يبدو غير معروف، أو قل غير معلن وأنت الإعلامي)!.. إنها سيرة تقول: ثلاث دكتوراة من جامعات سودانية مختلفة التخصص، ودرجة أستاذ متخصص في الإعلام من جامعة أمريكية ، 46 مؤلفا بالعربية والإنجليزية ، تولى الإشراف الأكاديمي على عشرات الدراسات العليا في الدكتوراة والماجستير من عدد من الجامعات السودانية والماليزية والسعودية.. وهناك ما يزيد على 85 من الإعلاميين بعضهم مشاهير تخرجوا بين يديه بدرجة الدكتوراة والماجستير بعدد من الجامعات بالداخل والخارج، مشرفا أو ممتحنا.. وفوق هذا وذاك صمم مقررات لكليات إعلام في العديد من الجامعات السودانية وغيرها..ثم إنه عمل مديرا لإذاعات ومؤسسا لقناة فضائية إرتبط إسمه بها هي قناة(الأمل)التي إنطلقت عام 2010 من بين يديه ثم إعتراها ما اعتراها لتتوقف فجأة وينفض سامرها(المأمول) .. ثم تأسيسه لقناة(العالمية)التى عمل مديرا لها إلى أن غادر السودان ليعمل بجامعات المملكة العربية السعودية ..وكذلك محطة إذاعة(راديو أفريقيا)وكلاهما يتبعان لجامعة أفريقيا العالمية التي عمل بها طوال سنواته بعد العودة من ماليزيا.. من إهتماماته المتعددة إنه عضو مجلس أمناء جامعة الدلنج، وإنه أختير سفيرا للنوايا الحسنة لدى منظمة الصحة العالمية، وترجم كتبا وبحوثا عددها 7 من اللغة الإنجليزية للغة العربية،وترجم كتاب له بالملاوية إلى الفرنسية.. حاليا( 2024 ) بروفسير بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الملك خالد، بالمملكة العربية السعودية.
وللسيرة بقية تؤشر لتنوع إهتماماته وإسهاماته، فكم من جوائز وشهادات تقديرية.. تتصدرها جائزة الملك خالد عام 2017.. وجائزة التفوق في الترجمة من الجامعة العالمية الإسلامية بكولالمبور.. جائزة التفوق في مهرجان الشعر العربي والأسيوي بماليزيا.. شهادة تقدير من سفارة السودان بماليزيا لمشاركته في أسبوع الإستثمار الثقافي عام 1995..شهادة تقدير من إتحاد الطلاب السودانيين بمصر 1984..وشهادة تقدير من البيت الأبيض تسلمها من الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما..ولبى دعوات عمل بلغت 73 للمشاركة في مؤتمرات علمية داخلية وخارجية.. أسهم بمواد برامجية عديدة قدمها للإذاعة والتلفزيون والجامعات.. هناك إسهامات علمية متنوعة منها ( 22) بحثا نشرت بالداخل والخارج.. ومحاضرات بالعربية والإنجليزية بلغت 73 محاضرة حول الإعلام، حاضر ومستقبل القنوات الفضائية، الترجمة، التشريعات، التأصيل، إدارة الوقت، حاضر ومستقبل السودان، فنون القيادة فى الإعلام.
إذن من هو في الأساس ؟.. تقول بطاقته إن الميلاد بكردفان، منطقة النهود عنوان مزاج أهل السودان المعتدل، وتدرج في تعليمه الأساسي منها بدء بخلوة الشيخ محمد أبو نانا.. رب أسرة، ما شاء الله.. متواصل إجتماعيا، واسع الإطلاع.. يجيد من اللغات ثلاث-عربية وإنجليزية وملاوية، وشىء من الفرنسية..حصل على ليسانس قانون،جامعة النيلين، ألحقه بدبلوم فوق الجامعي في الإعلام- راديو وتلفزيون، جامعة الخرطوم..وكان قد نال وظيفته الرئيسية بالإذاعة السودانية عام 1984 وتدرج في مختلف الأقسام..إنتقل إلى التلفزيون عام 1990،مقدما لنشرات الأخبار ضمن ثنائية متألقة- عمر الجزلي- الدكتور حاليا،ضو البيت، سهام المغربي،إسحق عثمان،حسن سليمان، فضلا عن مشاركاته في برامج المنوعات.. بلغت جملة برامجه في الإذاعة والتلفزيون 44 برنامجا، تقديما ومشاركة في الإعداد..أشهرها في الإذاعة برنامج(الناس والحياة)750 حلقة،60 دقيقة أسبوعيا بمشاركة فرق منافسة على مدار الأسبوع.. وفى التلفزيون(ليلة سمر)سهرة 90 دقيقة بإشراف قسم المنوعات،100 حلقة.. هاجر إلى ماليزيا تلقاء ترشيح ممن لمسوا قدراته بمعهد الخرطوم الدولي للناطقين بغير العربية فأعانه ذلك على تطوير قدراته اللغوية والإعلامية والإنفتاح على العالم.. وفعلا، نال ما أراد، حصل على الدكتوراة في ماليزيا وشغل مواقع إعلامية وأكاديمية متعددة.. يعمل حاليا محاضرا في الإعلام بدرجة بروفسور بجامعة الملك خالد بالمملكة العربية السعودية.. وكان قد عمل قبلها بعدة جامعات في السودان، منها جامعة أفريقيا العالمية بالخرطوم، جامعة الجزيرة، جامعة ام درمان الإسلامية، جامعة غرب كردفان، وجامعة الوسيلة، وعدة مراكز وأكاديميات للإعلام والإتصال وإكساب الخبرات.
من خصائصه الشخصية التي عرف بها بين أقرانه الإعلاميين وأهل العلم إمتلاكه مبكرا ناصية الكلام البليغ والكتابة الرصينة،و(التبسم في وجه أخيه)..حباه الله بروح الإقبال على العمل والتحليل الموضوعي والإنتاج الإبداعي.. من قناعاته(الروحانيات ودراسة القانون وإمتلاك اللغات تعين الإعلامي على رسالته)و( إن الإبتكار لا يأتي من فراغ)..و(أن الزمن لا يعوض)..(الكتابة أولي بالزمن المتاح )..سيرة الكتاب محببة لديه، يقول: (أنا أكتب عن محبة.. الكتاب أولا، لولاه ماتعلمنا، به أسلمنا، والحمد لله.. فنحن ما شهدنا رسولا، بلغتنا الرسالة كتابا مقدسا وسنة مطهرة مكتوبة.. نحن ما عرفنا الدمقشري ولا سيبويه ولا المتنبيء إلا عبر الكتاب.. ثم إن الكتاب يعطي الإنسان مكانة، وهو سبيل البشر للخلود.. الكتاب لا يفنى أبدا برغم سطوة الإلكترونيات.. الكتاب قريحة، إلهام إنساني، إنجاب آخر- كتبي أبنائي فخاري من بعدي.. إنه ما تتركه بعد عمر مبارك، الكتاب دليله.. لا جهد على الورق يضيع)- والحمد لله قلناها معا.. واصل عرضه لتجربة إعلامي سوداني متمرس مكافح ومهاجر في فضاء مفتوح لأصل لخلاصة صريحة 🙁 إن الدكتوراة الأولى ليست نهاية مطاف).
من ثمار إهتمامه وشغفه بالكتابة والكتاب إنه تعددت درجات الدكتوراة التي أحرزها تباعا..هي، حتى الآن، ثلاث.. أولاها دكتوراة في(وسائل الإتصال الجماهيري واللغويات)عام 1997 من جامعة الملايو بكولالمبور بماليزيا .. الثانية في (خطاب المنبر كنظام إتصال جماهيري)من جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية بأم درمان عام 2008 ..والثالثة في(أبعاد الصراع السياسي حول إستقلال السودان) من جامعة الزعيم الأزهري عام2009 .. دكتوراة من بعد دكتوراة، أكرم وأنعم، فدرجة (بروفسيرشب) الأستاذ المتخصص، نالها في الإعلام 2014 بجامعة أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية.
وظل(عوض إبراهيم عوض)مذيعا شهيرا، هذه سيرته الأساسية.. تعددت درجاته العلمية وإهتماماته وإبداعاته ومبادراته الأكاديمية والثقافية والإنسانية، فإستدعت من يعرف بها الخلق جملة وتفصيلا، والله بها أعلم.. إنه مذيع تألق نجمه بالإذاعة والتلفزيون على مدى سنوات.. شهد له إعلام بلاده بتعدد إسهاماته.. يتمتع برصيد من المهنية والإحترافية والمواكبة العالمية.. شهد له جمهور المستمعين والمشاهدين تجليات إعلامية جهيرة صوتا وصورة، أخبارا وبرامج.. مجمل القول فيه لمن أراد التعريف به إن شهرته كمذيع طغت على كامل سيرته الذاتية، أكاديميا وباحثا ومؤلفا ومترجما ومتفاعلا مع المجتمع وقضاياه مما تنبىء عنه سيرته المكتوبة على (النت)تتبادلها الأكاديميات والفضاءات ولا يكاد يعرف عامة الناس منها إلا القليل، كما تراءى لي قبل أن ألتقيه مصادفة فأكتب هذا من باب التوثيق لإعلامي آخر ضرب مثلا في الوفاء والعطاء بلده ومهنته- تفانيا وإخلاصا..هم كثر، والحمد لله، ما لم يعرف من عطائهم ربما وراءه خاصية العمل بعيدا عن الأضواء.. قل هو رجاء فى فضيلة أخرى ملهمة للكافة مكمنها التواضع أمام التضحيات- يتحراها كل من خرج من بيته مهاجرا لرزقه، طاعة لله تعالي وخدمة لبلده، نيته الإحسان.. إنها فضيلة العمل الصالح في صمت، عمل علمه عند الله المتكفل بالثواب في مقام الإحسان،مضاعفا.. وله الحمد والشكر.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x