.. اضرب واهرب ..
عبدالمنعم شجرابي
*** عادت عروس ( مخضبة ) بدماء عزيزة ( ومجرتقة ) بجروح على الصدور وسيارة زفافها ( مزينة ) بالثنائيات والدوشكات ( وبخورها ) حرائق على ارتكازات ومواقع محتل جبان
*** عادت والأطفال تلهو والحرائر يزغردن والمغني يغني .. والمنشد ينشد .. والمادح يمدح .. والمساجد تكبر .. والكنائس تقرع الأجراس .. والحناجر تهتف .. والشوارع تحتفل .. وصوت رصاص الفرح يشق عنان السماء
*** عادت ليعود الهلال والمريخ والموردة .. وأبوكدوك وأبوروف وأبوعنجة وأبوسعد .. والشاطئ والربيع .. والجوهرة الزرقاء والقلعة الحمراء ودار الرياضة .. وليعود قلب الأسد ( للحرية والأحرار )
*** عادت لتعود قصائد المتغزلين فيها خليل فرح .. محمد بشير عتيف .. سيد عبدالعزيز .. أبوصالح .. عبد الرحمن الريح .. سيف الدسوقي .. عبيد عبدالرحمن .. كمال الجزولي .. علي المك .. الفاتح حمدتو والقائمة تطول
*** عادت ليعود الطرب سرور وكرومة وبرهان وزنقار .. وميرغني المأمون .. وأحمد حسن جمعة .. وإبراهيم عوض .. والجابري .. أولاد الموردة .. ثنائي الفتيحاب .. عائشة الفلاتية .. فاطمة الحاج .. وثنائي النغم .. وزيدان .. وفرق الجاز .. والعرضة والدليب التُم تُم والطار والنقارة وعلى العود تعزف جودليه بأروع الألحان
*** عادت عودة الولد الجدع .. والراجل الدغري .. والمرأة الرزينة .. ( والبت السمحة ) .. والزول الحار ( أب قلباً حار )
*** عادت لتعود الكرة والثقافة والفن والجمال وياها في كل اتجاه ( أم العيال )
*** عادت وما قالت لحظة أنها ( منطقة محتلة ) ونأبى أن نقول اللحظة أنها ( منطقة محررة ) لأنها أصلاً حرة قلعة للأحرار
*** عادت البقعة .. عادت العاصمة الوطنية .. عادت أمدرمان والجيشان يتعانقان ( جيش البطولات ) من وادي سيدنا ( وجيش التضحيات ) بالمهندسين
*** هي أمدرمان ( الكفر والوتر ) والثقافة والفنون والجمال
هي أم دُر وكفى
..
