رحلوا الأشقاء الأوفياء الأصدقاء الخيار الثمانية من دارهم بحي العمدة بأمدرمان

رحلوا الأشقاء الأوفياء الأصدقاء الخيار الثمانية من دارهم بحي العمدة بأمدرمان

يوميات

محمد فرح عبد الكريم

مهما كتب الكتاب والشعراء وأصحاب الروايات عن هذه المدينة الباسلة التى اسمها أمدرمان وعن أهلها الاماجد لم يوفوها حقها من الصفات الحميدة الجميلة وكذلك سكانها الافاضل الذين قدموا افضل التقاليد من محبة واخاء وصداقة وود وتراحم تسببت في تكوين نسيج اجتماعى وترابط بين الأفراد والأسر بعضها ببعض شكلت لوحة فنية رائعة بألوان زاهية حلوة المذاق وفى حقيقتها بأن اغلب أهلها وذويها مبدعين بكل حارة او الشارع ما اكثرهم كما تحدث عنها الأديب الراحل الطيب صالح لسعادة ابن أمدرمان البارع اللواء مزمل سليمان غندور عاشها ومن محبيها ومريديها قال في إحدى الندوات الثقافية بمنتدى ابناء أمدرمان بالملازمين التقيت بالأخ الأديب الطيب صالح مرتين الأولى بمدرسة وادى سيدنا الثانوية بموقعها القديم في شمال امدرمان محلية كرري اولاد دفعة والثانية بلندن كنت ملحق عسكري بالسفارة السودانية وكان يعمل الطيب صالح بالإذاعة البريطانية خاطبها مرة قائلا يا مزمل انتم امدرمان هذه المدينة العملاقة بكل زقاق او حارة او شارع او لفة قصة او رواية انا في قرية بسيطة استطعت ان اؤلف خمسة روايات كانت حديث العالم لماذا لم تكتبوا عن مدينة الفكر والعلم والنور والمعرفة والرياضة والفنون وما اكثر مبدعيها
فرد مزمل اننا لا نجد الوقت الكافي للكتابة او التاليف لأنك اول من تدخل المنزل تجد خبر وفاة تخرج بسرعة لتحصل المقابر لدفن احد المعارف ومن المقابر لمستشفىي أمدرمان قبل ان تنتهي مواعيد الزيارة دي ذكرتي بالرئيس عبود خاطبه نائبه اللواء حسن بشير نصر لابد الذهاب لمستشفى الخرطوم لزيارة محمد خير وزير الخارجية رد عبود هل الوقت متاح والغفير يسمح لنا بالدخول
هكذا كان الحكام وواصل اللواء مزمل حديثه بأنهم في امدرمان يربطبهم نسيج اجتماعي قوي جل وقتهم يشاركون أهلهم الامدرمانين في السراء والضراء ولكن عندما سافر سعادته لابنته بامريكا وجد الوقت والفراغ الكافي فقد الف خمسة روايات عن تلك المدينة الحنينة لم تجد حظها من الدعاية والاعلام كذلك كانت امدر الحبيبة ومن أبنائها الأوفياء تلك الأسرة الامدرمانية المعروفة العريقة المسلحة بسلاح الاخاء والحب والمحبة والمودة والعلم والمعرفة والدين والتدين وهم يتقدمون الصفوف في الأفراح والاتراح نطلق عليهم اولاد حاج الطاهر ابراهيم بمنزلهم العامرة بحى العمدة شرق الذى تضيق ساحته الواسعة في مناسباتهم حتى الشوارع الحولهم من كثرة الحضور على قول (الأعمى شايل المكسر) فقدناهم ورحلوا عنا من هذه الدنيا الفانية الثمانية الاشقاء الاوفياء الاخيار كانوا اصدقاءاً واحباء بحق وحقيقة لكل اهل البقعة (كانوا اكثر من قرابة) مع الاعتزار للشاعر اكبرهم حاج محمد والعميد كمال والمهندس احمد وابوبكر بالجمارك وخليل وبشير لاعب الكرة الفنان عمر اجتماعي بدون حدود واصغرهم عثمان المؤدب رحلوا كانوا يمثلون ناصية كبيرة من الناحية الاجتماعية ولكن اخيرا لا نقول مايرضي الله ورسوله الكريم انا لله وانا اليه راجعون وندعو وتدعو لهم بالرحمة والمغفرة وان يدخلهم فسيح جناته بالفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ويلهم أهلهم الامدرمانين الصبر والسلوان

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x