.. أضرب وأهرب ..
عبدالمنعم شجرابي
*** جلست معه في مناسبة اجتماعية على مائدة واحدة وفي اللحظة التي مد فيها الأخ الصديق الدبلوماسي السعودي أحمد الجداوي يده مددت يدي فتصادمت اليدان فسارع معتذرا بكلمة ( معليش ) ..
كانت دهشتي كبيرة لا لأن الأمر عادي ولا يستحق الاعتذار ولكن لأنه لم يقل آسف بل استعمل كلمة سودانية موغلة في ( السودانوية ) وبرر ذلك بأنها حلوة وقمة الاعتذار
*** هذه الحادثة جعلتني أبحث في أصل وفصل الكلمة ( واحكها حك ) وبرفق قطعتها إلى قطعتين الأولى ( مع ) ولا تحتاج لتفسير والثانية ( ليش ) وتقع في دائرة علامات الاستفهام أو عشان شنو؟ أو تحديداً ( ليشن ) بلسان أهلها الشايقية
*** الشاهد معليش هذه لها سحر عجيب .. قد تكون ( النيابة ) التي تشطب البلاغ أو ( المحكمة ) التي تنطق بالصلح أو ( الاتفاق القبلي ) الذي تذبح له الذبائح
*** ( معليش ) نطلع ( ونتفسح ) مع معليش ( ويلاكم ) هناك في التقاطع داك ( زحمة ولمة ) أها يا اخونا الحاصل شنو .. بتاع الأمجاد دخل في بتاع الدبدوب والحصل شنو الحصل أنو الرفرف اطفق ومنتظرين شرطة المرور ..
طيب كدي ياخوانا ( معليش ) باركوها .. أنا كمان أقول ليكم والله الراجل ده لو قال لي ( معليش ) من الأول أنا كنت مشيت يلا يا أخونا انت قول معليش
معليش وتاني معليش عشان خاطر الأخوان ديل في هذه اللحظة يصل شرطي المرور ويسارع إليه أحدهم قائلاً معليش يا جنابو الجماعة اتصالحوا
*** ياحاج أنا شايفك ما طبيعي معاي عليك الله لو طلعت مني كلمة زعلتك ( معليش ) أكون ما قاصد .. ( معليش ) اكيد ما قاصد
*** الخلاصة (معليش ) كلمة ساحرة وأحسبها أكبر ( آلية لفض النزاعات ) خاصة إذا ما استعملت في مكانها الصحيح
وتحديداً لو كانت في بداية الكلام ( ومعليش ) أنا طولت عليكم ( معليش ) تاني ما حأكون ( برّاي ) وابراكم ( زي البري ده )
..
