القضارف.. تدخلات صحية فاعلة..

القضارف.. تدخلات صحية فاعلة..

تحبير..

د.خالد أحمد الحاج..

تحتاج مكافحة الأوبئة لتضافر جهود الفاعلين في المجتمع، وتدخل المنظمات الإنسانية التي أثبتت مع الأيام أن شراكاتها مع الحكومات والمجتمعات قد نتجت عنها العديد من الإيجابيات، وينطبق ذلك على ولاية القضارف التي أكدت عبر شركاء الصحة من المنظمات الطوعية العاملة في المجال الإنساني أن مجابهة الأوبئة مقدور عليها إن أحكم التنسيق، وحددت الأولويات، ووضعت التصورات الكفيلة بإقناع المانحين بدعم المشروعات المطروحة. ما لمسته من تفاهم ما بين منظمات العمل الطوعي المساندة للقطاع الصحي بالولاية ومنظمة الهجرة الدولية التي تعتبر من كبريات المنظمات العاملة في المجالات الإنسانية بالولاية أكد على عمق العلاقات، وكشف عن أن تدخل المنظمة ليس محصوراً على الخدمات الصحية وحدها، بل تعداها إلى العديد من المجالات التنموية الأخرى، وإن تركزت حول موضوعات الهجرة ذات الصلة بالحروب والآفات والكوارث والصراعات التي تقع داخل الدول، وما ينتج عن الهجرات من آثار، فضلاً عن تركيزها على معالجة ضعف الخدمات الضرورية، فضلاً عن الهجرات الداخلية والنزوح بأسبابه المختلفة، وقد اتضح لي من خلال ورشة دور الإعلام والمنظمات في مواجهة حمى الضنك والكوليرا التي عقدت بقاعة برج التأمين الصحي بمدينة القضارف صباح أمس الأحد الموافق ١٥ نوفمبر أن وسائل الإعلام بالولاية تتموضع بصورة جيدة، ويتسم أداؤها بالفاعلية من خلال الوظائف التي تقوم بها تجاه المجتمع، قبل الخوض في موضوع الورشة أود طمأنة كل المهتمين بالعمل الإنساني بأن ولاية القضارف قد قطعت أشواطا بعيدة بهذا الخصوص من خلال الواقع المعيش، والتنسيق المحكم بين هذه المنظمات ومفوضية العون الإنساني بالولاية التي تعمل كهمزة وصل بينها والواجهات الحكومية من جهة، والمنظمات الإنسانية من الجهة الأخرى، فضلاً عن الدور المتعاظم لأجهزة الإعلام المختلفة في تمكين الشركاء والمجتمعات المعنية بالخدمات المقدمة من تعزيز للشراكات، وتحقيق أعلى درجات التفاعل، إن كان ذلك بالتعبير عن الجهود المبذولة، أو بتصويب النظر إلى ما يمكن يتم مستقبلاً، وكلنا ندرك أهمية الدور الإعلامي في استدامة التنمية، وتحريك قطاعات المجتمع لتضطلع بأدوارها والمهام الموكلة لها، التحية للإخوة بخيمة الصحفيين على تنظيم هذه الورشة المهمة بالتنسيق مع منظمة الهجرة الدولية ووزارة الصحة بالولاية بمباركة كريمة من حكومة الولاية، ومن خلال الأوراق العلمية التي طرحت بالورشة تأكد لي تماماً القدر الكبير من التفاهم بين كافة الفاعلين في مجال الاتصال بالولاية، ومع مرور الولاية بجملة من التحديات المتمثلة في الأوبئة التي اجتاحت الولاية مؤخراً، وألقت بظلال سالبة على محور التنمية المعول عليه في النهوض بالمجتمع، والآثار الاقتصادية والاجتماعية وما يمكن أن يترتب عليها من نتائج وخيمة تتضرر منها مجتمعات الولاية بشكل مباشر. حمى الضنك والكوليرا وبائيات سريعة الانتشار حال تهيأت لها الأسباب، ولم يحكم الفاعلون محاصرتها والإحاطة بها بالصورة المطلوبة. المهم في الأمر أن التنوير الضافي الذي قدم من الجهات المختصة بالولاية حول الجهود التي بذلت، والتدخلات التي تمت بالدعم الرسمي، وبمساندة الشركاء الذين مثلتهم منظمة الهجرة الدولية في هذه الورشة، والأذرع المساندة من منظمات وغيرها من الواجهات الطوعية قد أكد على أن ولاية القضارف لا هم لها في هذه المرحلة سوى محاصرة وبائي حمى الضنك والكوليرا، مع العلم بأن الولاية تستضيف لاجئين من دول الجوار ونازحين جراء الحرب الدائرة بالبلاد منذ الخامس عشر من أبريل الماضي والتي ألقت بظلال سالبة على واقع البلاد بصورة عامة والولاية بوجه خاص. كل هذه الأسباب مجتمعة جعلت من الورشة محل اهتمام رسمي وشعبي، ومن خلال العرض الجيد للأوراق التي لامست الأزمة تماماً، وفصلت في تلمس أسبابها، والحلول والتوصيات التي خرجت بها، علاوة على التفاعل الكبير الذي حظيت به الأوراق أستطيع القول بملئ الفم أن النجاح قد حالف هذه الورشة، ولم يتبق سوى تنزيل مخرجاتها لأرض الواقع، وعلى المنظمات الطوعية الوطنية الاستفادة من الفرص المتاحة، والاستعانة ببيوت الخبرة في وضع التصورات التي تمهد الطريق بينها والمنظمات الإنسانية الدولية العاملة بالولاية خدمة للمجتمع المستضيف، والإحاطة باحتياجات النازحين والمهاجرين إلى الولاية من دول الجوار، وبمزيد من التشبيك من وسائل الاتصال.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x