جزوة المقاومة

جزوة المقاومة

تحبير

د.خالد أحمد الحاج

تخوض المقاومة الفلسطينية هذه الأيام أشرس المعارك ضد عدو غاشم متجبر تدور رحى هذه المعارك ما بين قطاع غزة المحاصر والمناطق المحتلة القريبة من القطاع، تجدر الإشارة إلى أن الشعب الفلسطيني الأعزل ظل في حالة تصدي مستمر لهجمات العدو المنظمة، في ظل رفض وتعنت تجاه أي خطوة لإحلال السلام بإقامة الدولتين، وقد ذاق الفلسطينيين ألوانا من القهر، وصنوفا من التنكيل وسط صمت دولي لم يكن مستغرباً على الولايات المتحدة الأمريكية التي ظلت تستخدم حق الفيتو لتفويت الفرصة على الفلسطينيين في إقامة دولتهم. هذه المرة حملت المواجهات ملامح مختلفة رغم شراسة جيش الاحتلال الإسرائيلي المدجج بترسانة من الأسلحة المميتة تحت سمع وبصر الغرب، إلا أن ما قامت به المقاومة كان فوق التصور، حيث كبدت العدو خسائر فادحة، لأول مرة يشعر الإسرائيليون بالرعب من ردة فعل أشاوس المقاومة الذين وحدوا رايتهم لصد العدوان، ورد الصاع صاعين لمن ارتكبوا الفظائع بحق العزل، سحلا وقتلا وترويعا وقهرا للنساء والأطفال والشباب وكبار السن بمعنى أنه لم يسلم أي فلسطيني من هذا الجبروت، والأنكى سعي دولة العدو لطمس هوية بيت المقدس مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وثالث الحرمين الشريفين وما حولها. رد المقاومة الفلسطينية على قطرسة دولة الكيان الصهيوني بهذه البسالة المشهودة تأكيد على أنه لم يتبق لليهود سوى التسليم بخسارة هذه المعركة والقبول بالتفاوض الذي يعيد الحقوق إلى أهلها. تضامن دول العالم الإسلامي مع أشقائهم الفلسطينيين هو المطلوب في هذه المرحلة الحرجة وهو رد طبيعي على إعلان أمريكا بتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة لدولة الكيان الصهيوني ضد العزل والمستضعفين، وهي بذلك لا تصلح لتكون طرفاً بالحل مستقبلاً لأنها اختارت أن تساند من لا يستحق على حساب صاحب حق أصيل. موقف أمريكا المساند لدولة العدو ليس بالجديد، فهو جزء من السياسة الخارجية التي أعلنتها الولايات المتحدة الأمريكية منذ الاحتلال في عام ١٩٤٨م. المقاومة هذه المرة أعدت جملة من المفاجآت، كان المتوقع أن يتعامل الغرب مع الأزمة بشيء من العقلانية، تحسباً لأي مخاطر يمكن أن تقع، وإن كان صمت العديد من الدول الغربية يفسر بأنه لصالح دولة الكيان التي حاولت أن تجمل صورتها بالسعي للتطبيع مع الدول العربية، لتقطع الطريق على المقاومة وإفقادها أي سند في محيطها مستقبلاً.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x