السعودية ..بلد في سفير

السعودية ..بلد في سفير

تأملات

جمال عنقرة

لا زلت أذكر مقالا كتبته صديقتنا العزيزة الصحافية الجسورة الأستاذة أمال عباس العجب عنوانه “تنك شايل عربية” وهو علي وزن مقولة “بطن شايل كرعين” وكانت أمال تبتغي من ذاك المقال الحديث عن أزمة وقود حادة جدا ضربت السودان علي أيام الديمقراطية الثالثة منتصف ثمانينيات القرن الماضي، فلما توقفت سيارتها في كوبري أم درمان بسبب نفاذ الوقود، قالت إنها كانت تظن أن العربية هي التي تحمل التنك، ولكنها أدركت في ذاك اليوم أن التنك هو الذي يحمل العربة، كما أدرك من قبل إنسان غلبه السير بسبب الجوع، أدرك أن الرجلين هي التي تحمل البطن وليس العكس.قد يبدو هناك بعض الفارق في القياس، لكنني عندما وقفت يوم أمس اتأمل مسيرة صديقنا العزيز معالي السفير علي بن حسن جعفر، سفير خادم الحرمين الشريفين في السودان، منذ معرفتي به الأيام الأولي لمقدمه الميمون إلى بلدنا الحبيب، وحتى مساء أمس الأول حيث أكرمني بدعوة فخيمة بمناسبة مقدمي إلى مدينة الثغر العزيزة استجابة لدعوة أمير الشرق، ناظر عموم قبائل الهدندوة والعموديات المستقلة الناظر سيد محمد الأمين ترك، مرق السودان كله، للمشاركة في مؤتمر أركويت الذي أعاد التوازن والاتزان لأشياء كثيرة، فاستغل السفير ” أبو عادل” مناسبة حضوري واقام تلك الدعوة علي شرف مقدمي، الذي ازداد شرفا بحضور نفر كريم من اكارم أهل بلدنا الكريم، فلما تأملت سيرة “أبو عادل” في السودان خلال فترة قيادته لسفارة خادم الحرمين الشريفين في بلاد النيلين العظيمين، والتي اتفق مع أخي بكري المدني انها يجب أن تستمر حتى ٢٠٣٠م بإذن الله تعالي، فلما تاملت هذه السيرة والمسيرة،أيقنت أن معالي السفير بن حسن جعفر، كان – ولا يزال – قد أحسن تمثيل بلده، والتعبير عنها في أحرج مرحلة مرت بها علاقة البلدين الشقيقين، السودان والسعودية، ويكفي أبو عادل شهادة الرئيس البرهان الأخيرة في محفل الأمم المتحدة الجامع، حيث أكد علي ثقة السودان حكومة وشعبا في منبر جدة، ويأمنون له، كما يأمنون لمبادرة دول الجوار التي تقودها مصر أخت بلادنا الشقيقة، وما منبر جدة، إلا عظيم القوم سفير خادم الحرمين الشريفين صديقنا العزيز معالي السفير علي بن حسن جعفر، ومن بركات السفير الكريم، والتي هي من بركات بلده الأمين أنه خرج من براثن الفتنة، ومن أوحالها الآسنة، كما تخرج الشعرة من العجين، وشهادة البرهان خير شاهد ودليل وبرهان، ومعلوم أن كثيرين من الذين كانوا معه ولغوا في الفتنة.واسعدتني كثيرا يوم أمس الأول إشارة السفير القوية للتعاون بين السعودية ومصر في ملف السودان، والسعودية ومصر مكان ثقتنا ومحبتنا، ونأمن عندهما، علي عكس غيرهما، وأيضا كانت إشارات السيد البرهان لذلك واضحة في خطابه التاريخي القوي البليغ في نيويورك، واسعدني أكثر إنزاله أمير الشرق الناظر ترك المنزل الذي يستحقه، ولو كان يجوز، لكشفت ما وعد به أبو عادل أهل الشرق من مشروعات عظيمة، إكراما لهم، ولزعيمهم المحبوب ترك المرق.وبرغم ما كان يمتلكني من مخاوف علي مستقبل بلدنا بعد ابتلاء الحرب اللعينة، لكنني صرت اليوم أكثر اطمئنانا وثقة في عبور جسر هذه المحنة بسلام وأمان بإذن الله القادر الكريم، فجيشنا الباسل الجسور قد أحكم سيطرته علي مفاتح المعركة، ولاحت بشائر النصر بإذن الله الناصر النصير، وشعبنا قد توحدت كلمته، ولم يكتف بنصرة الجيش بالموقف فقط، ولكنه خرج شيبا يقاتلون صفا واحدا مع قواته المسلحة، ومؤتمر أركويت جسد هذا التلاحم العظيم، وإعلان جدة يمهد الطريق لسلام عاجل بإذن الله، يبدأ بخروج فوري لمليشيا التمرد من جميع الاعيان المدنية، ثم تبدأ مسيرة إعادة الاعمار والتنمية، وحسنا فعلت جامعة الدول العربية بتشكيلها لجنة تضم مصر والسعودية، عهدت إليها ذلك، ومعلوم أن البلدين الشقيقين قد اعدا العدة لهذا، وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد وجه مؤسسات لتكون علي أهبة الإستعداد لإعادة بناء وتعمير السودان بعد وقف الحرب، وكان السيد أبو عادل قد كشف عن تأسيس شركة مهمتها فقط العمل في مجالات إعادة إعمار وتنمية السودان.ان ما قدمه معالي السفير علي بن حسن جعفر ممثلا لخادم الحرمين، سفيرا لبلده العظيم لبلدنا السُودان، وما ظل يقدمه، وما نرجو أن يقدمه، يستوجب علينا جميعا شعبا وحكومة، أن ننتظم في مسيرة شكر دائم للرجل، والشكر لله من قبل ومن بعد.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x