إلى أين يتجه البرهان هذه المرة …؟

إلى أين يتجه البرهان هذه المرة …؟

بُعْدٌ .. و .. مسَافَة

   مصطفى ابوالعزائم

عودة الفريق أول ركن ، عبدالفتاح البرهان من يوغندا ، التي أجرى فيها محادثات مهمة لا تخرج عن الإطارين السياسي والأمني ، مع الرئيس يوري موسيفيني وكبار المسؤولين هناك عن ملفي الأمن والسياسة ، وهما وجهان لعملة واحدة لا تستطيع أن تقدم أحدهما على الآخر ، وإن كنت شخصيا أرى تقديم الأمن على ما سواه ويكفينا ما شهدته بلادنا من فوضى وقتل وسلب ونهب وجرائم يندى لها الجبين منذ إندلاع الحرب المشؤومة في منتصف أبريل الماضي .
رحلة البرهان الأخيرة إلى يوغندا كانت السادسة منذ أن بدأ سلسلة رحلاته الخارجية لعدد من الدول الشقيقة والصديقة ، والتي بدأت بمصر ، فدولة جنوب السودان ، ودولة قطر ، ثم إريتريا وتركيا ، ولا يخفى على المراقب الحصيف أن يستنتج الغرض من هذه الزيارات ، وأبرزها على الإطلاق التأكيد على عودة الدولة السودانية ومؤسساتها إلى العمل من جديد ، والتحول إلى مسار جديد ، يرمي إلى ترسيخ هذا المعنى ، والبحث وراء ملفات ظاهرة وغير ظاهرة ، مع قيادات هذه الدول التي لا نشك مثلما أشرنا من قبل أنها سياسية وأمنية ، ونستدل على ذلك بأن البرهان حرص كثيرا على أن يضم وفده في هذه الرحلات الست كلا من وزير الخارجية المكلف السفير على الصادق ، و مدير جهاز المخابرات العامة الفريق ركن أحمد إبراهيم مفضل ، وهذا يعني أن الوفد السوداني الرفيع ، حرص في كل زياراته على الكشف عن نتائج التعديات التي قامت بها قوات الدعم السريع في حربها المكشوفة ضد القوات المسلحة السودانية وضد الدولة السودانية نفسها ، والمتلخصة في عمليات القتل والسلب والنهب والتهجير القسري للمواطنين وإرتكاب جرائم ضد الإنسانية جعلت المحكمة الجنائية الدولية تتحرك ويتحرك معها العديد من المؤسسات العدلية الأممية وبعض الدول لوقف هذه الجرائم وإيقاف مرتكبيها .
رحلات البرهان الخارجية ستتوج بوصوله إلى نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة بإسم السودان في جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وهنا سيحدث الإختراق الكبير الذي ربما يغير الموازين ليس في السودان فحسب بل وليس في الإقليم وحده بل ربما ستمتد الآثار إلى كل القارة الأفريقية ، خاصة وإن هناك مؤشرات عن تحالفات جديدة ، هي تحالفات مصالح كبيرة ومشتركة بين عدد من الدول سيكون السودان محورها ، وتمتد برا وبحرا وتنقيبا في باطن الأرض ، وتكون الخطوة الأولى نحو ذلك الهدف الكبير هو الإعلان عن حكومة مدنية خلال الأيام القليلة القادمة .

sagraljidyan@gmail.com

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x