بدر للطيران .. شكرا جميلا

بدر للطيران .. شكرا جميلا

تأملات
جمال عنقرة

كثيرون يعلمون أن السودان ومصر عندي متداخلان، أعيش في مصر كما أعيش في السودان، ولا يفرق عندي كثيرا أن أكون هنا أو هناك، ولا يستغرب الناس إذا وجدوني هنا أو هناك، فأنا في حالة حراك دائم بين الخرطوم والقاهرة، هذه المرة فقط الأمر اختلف، رغم أنها المرة الأولي التي يشاركني فيها الإقامة في مصر عدد كبير من أفراد أسرتي الصغيرة والكبيرة، وكثيرون جدا من أهلي وأصدقائي، وأصهاري، وجيراني، وزملائي، من الذين شردتهم الحرب اللعينة، الفرق هذه المرة أني مثل مئات الآلاف من السودانيين الذين استقبلتهم مصر أخت بلادي الشقيقة من الذين أتوا بعد الخامس عشر من أبريل هذا العام ٢٠٢٣م، لم يأتوا بمحض ارادتهم، وإنما أتوا مجبرين ومكرهين، بعد أن حول المتمردون معركتهم من الجيش إلى الشعب، فصاروا ينهبون ويسرقون ويعتدون، ويغتصبون، وينتهكون كل الحرمات، ثم احتلوا بعد ذلك دور الناس ومساكنهم، يحتمون بها من ضربات جيش الوطن الذي دمر كل معسكراتهم، فاستوطنوا مساكن المواطنين وبيوتهم، فخرج الناس، وخرجنا مع الخارجين، وكانت مصر وجهتنا، وقديما كتبت مقالا قلت فيه أن السودانيين والمصريين في وادي النيل مثل أشجار الغابة، تميل علي بعضها، وتحمي بعضها بعضا من أن تسقط علي الأرض، وشواهد التاريخ علي ذلك كثيرة.
فلما انفتح خط طيران مباشر بين القاهرة وبورتسودان، فكرت مباشرة في السفر إلى مدينة الثغر الباسقة التي احتضنت كثيرا مما كانت تضمه الخرطوم قبل العدوان الغاشم اللعين، فصار بها حكام علي مستويات عدة، وسياسيون واعلاميون وأهل، وهلم جرا، هذا فضلا عن الالق الذي أضافه لها الناظر المتألق سيد محمد محمد الأمين ترك، بأن جعل منها قبلة للوطنيين السودانيين من كل حدب وصوب، وهذا كله يجعل السفر إلى بورتسودان شهيا، فاتصلت بالأخ حامد التجاني مدير وكالة سعدابي للسفر والسياحة، وطلبت منه أن يحجز لي في أول رحلة إلى بورتسودان، فحجز لي في طائرة بدر المتحركة إلى بورتسودان مساء الخميس الماضي، فأرسلت التذكرة إلى ابني الحبيب الإعلامي الألمعي مصعب محمود، وبعد سبع دقائق فقط أتاني اتصال من شخص قدم نفسه بأنه عثمان من مكتب بدر في القاهرة كلفه السيد أحمد أبو شعيرة المدير العام للشركة لتولي أمر سفري، وطلب مني الإتصال به فور وصولي المطار، ثم اتصل بي أيضا احمد وجيه لذات الغرض، قال إنه كلفه السيد معتصم المدير الإقليمي لمكتب الشركة في القاهرة، ولما وصلت مطار القاهرة، اتصلت بالسيد عثمان، فوجدته في انتظاري ومعه موظف أنجز لي كل إجراءات السفر، في زمن قياسي، وانزلتني بدر في ذاك اليوم منزلة الراكب رقم واحد علي تلك الرحلة، وسعدت بخدمات فوق الممتازة، في تلك الرحلة فوق الممتازة.
مفاجأة بدر الكبري كانت بالنسبة لي في تلك الرحلة هي أن عثمان بدر الذي رعي سفري، هو عثمان الأحمر نجل أخي وصديقي الحبيب الراحل المقيم، الإعلامي والصحفي، والقيادي النقابي العمالي عبد اللطيف الأحمر له الرحمة والمغفرة، وعبد اللطيف الأحمر من أشهر الذين تولوا أمانة الإعلام في الإتحاد العام لنقابات عمال السودان، وصلتي وعلاقتي المباشرة معه تعود إلى أربعة عقود كاملات من الزمان، فكانت فرصة لنجتر ذكريات أيام جميلات، ، وأشخاص أجمل من قيادات الحركة العمالية السودانية، ثم وجدت قواسم وذكريات أخري مع عثمان، عندما كان في جدة، وكانت له وشائج حميمة مع أحبابي وأهلي “ناس ام روابة” اخي عوض عمر والمجموعة، وفي دفاتر ذكريات عثمان أيضا الحفل الفخيم الذي اقامته الجالية السودانية في جدة بقيادة شيخ العرب الهواري والزعيم حاتم السر، تكريما للصحفيين والإعلاميين الذين ذهبوا للعمرة في صحبة مركز عنقرة للخدمات الصحفية، وشرف الإحتفال أخي وصديقي السفير عوض حسين الذي كان قنصلا في جدة فى ذاك الزمان، وقنصل الحج أخي الخليفة أحمد سر الختم، ونائبه أخي الصديق الخليفة عبد الرحيم الصديق.
وأقول ختاما
شكرا جميلا بدر للطيران علي كل ذلك.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x