بنك الادخار ومحلية بارا وفرص التنمية المستدامة

كتب :الزين كندوة

حسنا فعلت الإدارة العامة لبنك الادخار والتنمية الاجتماعية بالسودان ، عندما وافقت على افتتاح فرع مصرفي بمحلية بارا بولاية شمال كردفان، وأظن محلية بارا الكبرى لها ميز تفضيلية على كثير من المحليات الأخرى بالسودان وليس بشمال كردفان فحسب ، وهذه الميزة اكتسبتها بإنتاجها النوعي والوفير لكل انواع الخضر والفاكهة الخالية من الأسمدة الكيميائية ،وهذا بخلاف إنتاجها للاعلاف الخضراء، التي نحتاج إليها جدا لإدخال الحيوان في الدورة الزراعية سوي كان بمناطق الخيران أو بواحات البشيري، أو في كل اراضيها الأخرى ذات المساحة الواسعة والخالية من النزاع..

لذلك إني أتصور بأن هذا المصرف الهام ، وفي هذا المكان المهم اقتصاديا يعتبر إضافة نوعية، لانه سيكون سببا في خفض الفقر بتمويل الأسر الريفية المنتجة،(المرأة والشباب) وهذا هو التوجه الرسمي للبنك ابتداءً ..
علما بأن محلية بارا موعودة بأن تكون مدينة صناعية عالميا لشرائح الطاقة الشمسية، وكل مكونات الهاتف الجوال والكمبيوتر، حسب عقودات الشركة الألمانية مع حكومة السودان، والان هناك تحرك جدي من المجتمع المحلي، وحكومة الولاية تنسيقا مع وزارة المالية الإتحادية، لتحويل هذا العقد لواقع، بمعنى بأن محلية بارا موعودة بأن تكون اغني محلية على مستوى السودان، بل تنافس دولياً..

لذلك، وحسب اطلاعي على تجربة تمويل مشروع الطاقة الشمسية كطاقة كهربائية بديلة بعد الغلاء الفاحش للجازولين، لبعض المزارعين بمناطق الخيران، أتصور بأن هذا المشروع اذا تم التوسع فيه لكل المزارعين، سوف يكون البنك حقق أرباح طائلة، وفي ذات الوقت قام بمسئوليته المجتمعية تماما اتجاه هذا المجتمع المنتج، ومن الممكن أن يتسوق إنتاج بارا بولاية الخرطوم لقرب المسافة وسهولة الترحيل لوجود طريق الصادرات (بارا ام درمان) ، ومن الممكن أيضا أن يتم تصدير الإنتاج لانه مرغوب لكل دول العالم لانه خالي من الاسمدة والمبيدات السامة، وفي هذا الوقت كل العالم الان يبحث عن مثل هذا الغذاء الآمن ، فضلا عن انه الان كل العالم سوف يواجهه موجة جوع طاحنة بسبب حرب أوكرانيا وروسيا، والتحالفات الإقليمية والدولية الجديدة ، مع بحثه عن الطاقة البديله، لذلك تمويل مشروع الطاقة الشمسية لمزارعي محلية بارا في هذا التوقيت المفصلي ، سيزيد من الإنتاج ويوطن الأمن الغذائي الوفير المتعدد العناصر، لانه حسب الدراسات المتوفرة لمناطق الخيران وأم بالجي هذه المناطق غنية جدا بمواردها من حيث توفر المياه الجوفيه وصلاحية التربة الزراعية ، ولكن للأسف لم تستغل بشكل صحيح فأصبحت من مناطق الهشاشة والفقر المدقع بشمال كردفان، نسبة للتغيرات المناخية التي نتوقع ان يتصدي لها بنك الادخار والتنمية الاجتماعية ،بالانحياز الفوري لصالح المنتجين بمحلية بارا، خصوصا هناك طرح لتوطين إنتاج الفاكهة والخضار والبطاطس ليتم توظيفها لتغذية الطلاب بالتعليم العام والعالي والحرفي، وأعتقد هذا التوجه يعتبر من الأفكار الاستراتيجية التي ترتقي بمفهوم الدولة في حماية مواطنيها، ووقايتهم من الجوع لانه لا تفكير مع الجوع …

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x