أتاك رمضان الطلق يختال ضاحكاً

أتاك رمضان الطلق يختال ضاحكاً

ألسنة وأقلام

بابكر إسماعيل

كأن البحتري في قصيدة الربيع يصف مقدم رمضان علينا نحن معشر محبيه والوالهين فيه وجداً فنقرأها:

أتاك رمضان الطلق يختال ضاحكـا

من الحسن حتـى كـاد أن يتكلمـا

وقد نبه المسحراتي في غلس الدجـى

أوائـل وردكن بالأمـس نومـا

ومـن فقير رد رمضان طعامه

عليه كما نشـرت وشيـا منمنمـا

أحـل فأبـدى للعيـون بشـاشـة

وكان قذى للعين إذ كـان مفطراً

كان رسولنا صلَّي الله عليه وسلم جواداً بالخير كل العام ولكنه في رمضان يكون أجود به من الريح المرسلة العاصفة بالخير عصفاً
وبالبذل من كفّ هي من الحرير ألين ..
ذلكم طه القرشي المصطفى المجتبي الطاهر المطهّر وقدم صدّق عند ربّنا:

إن الرسول لنور يستضاء به  
مهند من سيوف الله مسلول

في عصبة من قريش قال قائلهم  
ببطن مكة لما أسلموا زولوا

زالوا فمازال أنكاس و لا كشف  
عند اللقاء و لا ميل معازيل

“فمن شهد منكم الشهر فليصمه”
البقرة – ١٨٥

“إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِحَتْ أبْوَابُ الجَنَّةِ.”
صحيح البخاري

فرمضان هو شهر القرآن والتراحم والقيام والصدقات

تصفّد فيه مردة الشياطين ولا يبقي منها سوي فولكر وأعوانه من مردة العلمانية المتعرمنة ومن ورائهم ثلاثية ورباعية واتحادات زور من أمم متحدة واتحاد وإفريقي وإيقاد وسجم الرماد الذين تقاسموا علي نحر السودان علي نطع التسويات الضيزي ليضيع دمه بين القبائل ثم يقسمون للعالم أنهم ما شهدوا مهلك أهلنا ..

رمضان السودان تتجلي الرحمات في أوله والرحمتات في آخره مع العتق من النار ..

يخرج الناس بطعامهم إلي الشوارع ..
ويجتمع الجيران صغاراً وكباراً حول موائدهم التي يتوسطها قدح عصيدة غاصت حتي منتصفها في ملاح التقلية أو النعيمية ..
ويبرز أعلاها كقباب الصالحين التي بُنيت ضانقيل وتنتشر في نجوعنا وقرانا وحواضرنا.. ..
ومن العصائد المشهورة دبليبة الشيخ حسب الرسول خليفة الشيخ العبيد ود بدر بأم ضوّاً بان المتوفّي في العام 1302 هجرية ..
الكان داكا رجل الأراكا أبوي سيدي
صاحب القدح الممكون الذي لم تنطفيء ناره أو يخبو أواره منذ قرن ونصف
وقيل فيه :

الكان داكا ..
سيد الأراكا ..
سيد الحلقة التكر ..
سيد القدح البجر..
نارو توقد للفجر ..

في سوداننا الجميل وفي شهر الخير من كلّ عام يخاطر الأهالي بأرواحهم إذ يقفون قرب موعد الإفطار في وسط الطرق السريعة لإيقاف السيارات وحافلات الركاب المنطلقة فيها فيجبرونها علي الوقف ليطعم ركابها المسافرون من قراهم فياله من وطن جميل نازف بالخير

وابتدع السودانيون سنة حسنة وبدعة بديعة فيجمعون أموالاً قبيل رمضان لشراء أقوات الأسر الضعيفة والمتعففة تكون مؤنة لشهر الخير .. فتفيض الحقائب الرمضانية بعدسها وبصلها وفومها وغثّائها ..
وسكر وتمر وشاي وزيت ..
ابتدرت هذه السنة قبل عشرين عاماً أو دونها منظمة خيرية تسمّي صدقات لا أدري إن كانت مازالت تقوم بهذا العمل النبيل أم جرفها تيار السياسة العارم فاندفعت نحو كراسي الحكم ..
تقوم كثير من الجمعيات الأهلية والطوعية بهذا العمل الآن ويتدافع السودانيون للمشاركة فيه من حرّ فقرهم وإدقاعهم .. فرمضان الطلق يختال ضاحكاًً ..

كذلك يُخرج كثير من الموسرين زكوات أموالهم في رمضان حتي يتضاعف الأجر بسد أرماق زغب الحواصل في شهر الخير ..

وللمساجد دوي كدوي النّحل في رمضان وتعلو مكبرات الصوت بترانيم قرائنا ..
يتلون قرآن ربنا وآياته الزواهر الزواجر النواضر فيردد النيل صدي
طه ..
وياسين ..
والحواميم ..
وكهيعص ..
وجعلنا بين
“فولكر وأعوانه”
والشعب السوداني
سدّاً فأغشيناهم فهم لا يبصرون ..

اهدنا الصراط المستقيم ..

وَمِنَ النّاسِ مَن يَقولُ آمَنّا بِاللَّهِ وَبِاليَومِ الآخِرِ وَما هُم بِمُؤمِنينَ

مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا

حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ .. فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ

وسلامٌ علي المرسلين والحمد لله ربّ العالمين

وفي العشر الأواخر يعتكف خلق كثير في المساجد إحياءً لسنة الحبيب يصلون التراويح ويتهجدون قبيل الفجر .. ويتسحرون في مساجدهم أرزاً ولبناً لم يتغير طعمه سائغاً للشاربين وتمراً وزبيباً وزبادي ولقيمات حسان ..
وهذه سنة استنها الكوارتة قبل سنين عدداً في مسجد أبي الصديق بشمبات وكان الناس يهاجرون إليه من أطراف العاصمة ..
ولكن بحمد الله الآن تجد صلاة التهجد والاعتكاف في كثير من المساجد ..

فهل هذا شعب يوضع هذا في إطار دستور علماني فولكري برهاني … ؟
أم هل تسيل شوارع خرطوم غطّها الإحسان دماً .. ؟
كلّا وهيهات فصنائع المعروف تقي مصارع السوء
ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله ..
فولكر وعرمان وهامان ومن شايعهم ..

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x