قادة سودانيون عظماء.. الحلقة الثانية

قادة سودانيون عظماء.. الحلقة الثانية

.

بقلم يسرية محمد الحسن

هدأ حصان خيالي الجامح علي صوت باب الطائره يفتح ومجموعه من رجال الامن والحرس الرئاسي يترجلون منها وخلفهم المشير الزبير بذات نفسه وبعض القاده الكبار .بينما بقي الاخرون يبتسمون في وجهي هذه المره فقد اختفت بقدره قادر النظرات المريبه والغريبه لتحل محلها ابتسامات ايضا بدت مريبه .بعض الوقت مضي ليصعد الجميع مره ثانيه الي الطائره وسط ضحكات البعض منهم وابتسامه واسعه للمشير الزبير الذي خاطبني وهم يهم بالجلوس قائلا ..يابتنا التاخير ده كله بسببك انت وقبل ان ارد متسائله ولماذا؟ واحسست بجسدي كله يرتجف…ماهذه المفاجأت !واصل الزبير حديثه لي وهو يضحك حتي بانت نواجزه ..الكابتن حلف. راسو والف سيف ما يسوق لينا الطايره ومرتن. واحدي فيها الا يجيبوا ليهو حجرا غليد الجماعه الزمن ده كله بفتشو ليهم في حجرا كبير في المطار ده. الا اخيرا لقوهو. وسلموهو ياهو …هسي بس. نقول بسم الله مجريها. ومرساها …ومع صوت محركات الطائره تعلو. وهي تجري في مدرج مطار الخرطوم استعداد للحظه التحليق. اردف الزبير قائلا…بسم الله. وعلي الله توكلنا. وطفق. وبصوت عال. عطي علي صوت. ازيز الطائره. انشد بصوت. جميل. دعاء السفر. للرسول صلي الله عليه وسلم….الان فقط هدأ روعي وسكنت نفسي وكنت اظن. وان بعض الظن اثم. ان. نظرات هؤلاء القاده التي اربكتني منذ الوهله الاولي. لدخولي عليهم في غرفه كبار الزوار ولاحقتني في الطائره حتي كدت بسببها ان الغي برنامجي معهم واخسر لمؤسستي التي اراسلها. تقريرا. رائعا. وخبطه. كما تخيلته نزل. ارتاحت وسكنت نفسي. وانزاح همي هبطت طائرتنا بسلام مطار مدينه واو حاضره ولايه بحر الغزال وكانت حكومه الولايه باستقبال المشير ووفده. وبعد انتهاء مراسم الاستقبال الرسمي. اقلتنا السيارات الي مبني امانه حكومه الولايه وبعد الضيافه وتناول طعام الافطار اصطفت سيارات الكونفوي التي ستقلنا حيث مقر اقامه الجنرال كاربينوكوانين. قائد قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان. قطاع بحر الغزال. اصر المشير الزبير علي خلو كل السيارات ولقاده والافراد من قواتنا المسلحه من اي سلاح. قائلا بصوته الجهوري…نزلو كل السلاح حتي عربيه الحمايه. ما داير زول يكون شايل سلاح ولا طلقه واحده ما تبارينا. والعندو سكين في عربيتو. يجدعا لي هنا في الواطه انشوفا. قبال نتحرك…..ثواني. معدوده. وكانت كل السيارات. والقيادات والقوات المرافقه للوفد قد تجردوا من اسلحتهم تماما. ووضعت علي الارض اماموالي الولايه وحكومته. الذين نادوا علي افراد عسكريين ان اجمعوا هذا السلاح دب الزعر والخوف في قلوبنا نحن الذين لا علاقه لنا بالسلاح والحروب ف ربما غدر بنا… مضيفونا . ف الحرب كما نعلمها. خدعه وربما. نصب لنا فخ من قبل. قاده الحركه. فالصيد ثمين للغايه. وربما قلب موازنات. مباحثات السلام. بين طرفي القتال. راسا علي عقب !! هذه الهواجس تزحم راسي والخوف تملكني تماما. ليس من الموت. فكما يقولون. في المثل الشعبي السوداني الموت وسط الجماعه عرس. واي موت هذا ؟ بمعيه. صناديد وبواسل ورجال الرجال في قواتنا السودانيه المسلحه الباسله علي مر تاريخها الطويل. فهو حق علينا. وتتعدد اسبابه.وهو واحد. وحقيقه باقيه فينا حتي فناء الكون لكن خاطري سرح بعيدا باتجاه اخر ماذا. لو وقعت في الاسر؟ وبخاصه وانني المراه الوحيده وسط هذا الوفد الفخيم. وايضا. كوني اقرأ نشرات الاخبار في التلفاز الحكومي واجري المقابلات واقدم مختلف البرامج. اذن انا بنظر الحركه. كوزه. واسلاميه. اسبح بحمد الانقاذ واهله !!….دي. وقعه. شنوو. يارب ؟….قلت في سري. مالي انا. والتحزب والحركه الاسلاميه والانقاذ او حتي غيرها من الاحزاب السودانيه مختلفه ال الوجوه والسحنات والافكار والبرامج والرؤي ؟…نحن اعلاميون…ننتمي لتراب الوطن. نتاذي باذاه. ونفرح لفرحه ونحزن لحزنه….قبيله محايده تماما ….تري. ماذا سيكون مصيري لووقع في اسر الحركه الشعبيه لتحرير السودان ؟ يا للهول….. افكار وتداعي خواطر سوداء زحمت راسي. لانتبهه. لطول المسافه. والسيارات. تنهب الارض نهبا في طريق ضيق ترابي يتوسط ويتغلغل داخل الغابات الكثيفه والمتشابكه اغصانها حتي عنان السماء .. سائق سيارتنا برتبه العقيد يدعي جمعه يوانسنا طول الطريق ويشرح لنا لماذا كل هذا الدمار والجفاف الذي عم تقريبا معظم اشجار الغابات هذه. بل. وحتي. الكثير من اشجاها المثمره. لا تطرح ثمارا ! امرغريب وعجيب يا الهي مسافه طويله حتي بدت لنا من بعيد طلائع قوات الجيش الشعبي وهم بكامل عتادهم الحربي واسلحتهم التي. ما ان اقتربنا من اول مجموعه منهم وهم يجلسون ارضا علي جانبي الطريق الترابي يا للهول. يرمقوننا بنظرات من اعين حمر حقيقه يتطايرمنهاالشرر نظرات تنم عن كرهه شديد وغضب اشد و…و.. كيف لا يكون ذلك وقد غسلت ادمغتهم وعبئت بافكار سوداء عنصريه ممن لايريدون للسودان امنا واستقرارا وتعايشا دينيا. راق وجميل كما كان في عهود ماضيه هكذا نطقت نظراتهم وهم جلوسا علي تراب اجدادهم لا يحركون ساكنا اذن هي تعليمات قادتهم الا يحاول اي منهم رفع سلاح علينا او ابداء اي مظهر من مظاهر العداء. جموع غفيره جدا من قوات الجيش الشعبي علي طول الطريق المؤدي الي مقر قيادتهم في اطراف مريال باي. العقيد جمعه حين تململت من طول الرحله بالسيارات وسط الغابه اخبرنا ان المسافه من مدينه واو حتي مريال باي تقدر ب اثني عشر ميلا…كانت قوات كاربينو هذه اجساد نحيله للغايه لا زي موحد لديهم. كل يرتدي ما اتفق. من ملابس. باليه جدا وممزقه والارجل. بعض بها. نعال. (تموت تخلي ) المعروفه في الشمال. والبعض حافي القدمين والوجوه وهذه الاجساد لم يعرف الماء طريقه اليها منذ عام او يزيد….بؤس. وفقر متقع. بل جوع عظيم تحسه من الاجساد المنهكه حين دققت بصري فيمن كان قريبا من سيارتنا وجدت عظام صدورهم بارزه وعروققهم نافره يابسه…. لعن الله الحروب. ومن يشعلها… كيف لا يكون هذا حالهم وقد عمت الجنوب باسره مجاعات متتاليه لشح الامطار. وتعذر وصول البواخر النيليه من الشمال التي تستجلب المواد التموينيه والغذاء والدواء بسبب استهدافاتها المتكرره من قبل الجيش الشعبي جراء استمرار الحرب والتدخلات الاجنبيه في ملف السلام وعرقلته. ايضا تمترس كل من الطرفين الحكومه والجيش الشعبي وراء اجندته. للوصول الي اتفاق ينهي معاناه ملايين الاسر في الشمال والجنوب كانت النتيجه. الحتميه لذلك التجاذب غيرالحميد الي تفشي المجاعه في كامل الاقليم الجنوبي وتازم الوضع المتازم اصلا وبصوره ماساويه وصلنا في نهايه المطاف الي غابه مريال باي. او بيت البقر بلغه الدينكا كان في استقبال الوفد الرئاسي كبار القاده للجيش الشعبي لتحرير السودان. بينما تاخر في الخروج من مقر اقامته. اللواء كاربينو كوانيين حيث اطل من ق (قطيته)الضخمه التي تتوسط المعسكر بعد دقائق من وصولنا قاده الجيش الشعبي بكامل هندامهم. وبذاتهم العسكريه ذات اللون الزيتي الغامق جدا. والعلامات العسكريه علي الاكتاف. بينما يرفرف اعلي القطيه علم الحركه الشعبيه وايضا وضع ذات العلم ك شارات من قطع قماش صغيره علي البوريها التي علي الرؤوس…. ترجل المشير الزبير ومن خلفه قاده الجيش ادي الطرفان التحيه العسكريه المعهوده لبعضهما البعض وفور الانتهاء منها. ويالروعه المشهد. دخل الخصمان في عناق سوداني اصيل ومقالده ابكت كل من كان حضورا من غي العسكريين وعلت الابتسامات الوجوه وزغردن بعض النسوه المجندات من الجيش الشعبي شقت سكون الغابه الشاسعه زغاريدهن العاليه في وقت تشابكت فيه ايادي القاده الخصمين. وبالاحضان ساروا جنبا الي جنب حتي المكان المعد للاحتفال وبدا لي لحظتها ان حمامات السلام رفرفت فوق رؤوس الجميع وملأ هديل اصواتها. مريال باي وتعداها الي ضفتي نهر الجور وتجاوزها ليصل الي مدن وحلال واصقاع ووديان وسهول وبقاع ارجاء الوطن العزيز كافه……..غدا نواصل……

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x