فى ذمة الله (محمد) شقيق العقيد شرطة ابراهيم ادريس بقنصلية جدة

فى ذمة الله (محمد) شقيق العقيد شرطة ابراهيم ادريس بقنصلية جدة

كلام بفلوس

تاج السر محمد حامد

وصل الخبر المشؤوم وانغرس كالرمح فى اعماق القلب .. وصغرت هذه الدنيا الفانيه فى الاعين حتى إستحالت سرابا .. والحقيقة وحدها تبقى .. الموت يختصر كل المسافات وكل الاحلام والايمان يستوجب خضوعا لما هو مكتوب فى لوحة الغيب وطأطأة الرأس أمام الاقدار ولسان الحال يقول تلك هى مشيئة السماء إنها إرادتك يارب ولا اعتراض ولاجدال فى حكم الله .. حادث حركة أليم ادى لوفاة ( محمد) شقيق العقيد شرطة ابراهيم ادريس .. ففى هذه اللحظة المؤلمة هل من السهل على احدنا ان يكتب خاطرة فى الموت حين تكون بحجم الجرح وحجم المأساة .. هل من السهل مقاومة العين للمخرز مخرز الموت حين يخطف من بينهم اعز الناس لديهم .. يشع علينا ذلك وأنا لا أريد أن اتصور ما حدث هكذا بسهولة .. لا اجد ما يسعفنى فى التعبير من الكلام وذكرى الفقيد لديهم ماثلة فى السمع والبصر والفؤاد .

وما من فعل يمكن غير التسليم بقضاء الله وقدره على هول الفاجعة غير المنتظرة وشقيقهم الراحل قلبه ظل يتدفق بالأمل حتى لحظاته الأخيرة العسيرة فى وداع هذه الحياة الواهمة .. يصعب على الإنسان أن يسترسل فى البوح والانيين حين تكون الفاجعة ويكون الفراق والموت بهذه السرعة .. فموت الأخ اشد فاجعة من اى موت .. فالموت ذلك السر الرهيب الذى يرفض المساومة والإغراء وحتى الثمن المرتفع .. الموت الذى خطف ( محمد) أخى إبراهيم سيخطفنا جميعا دون تمييز أو حتى مجاملة .. فهو قادم متى شاء الله واراد وهو وحده يحدد المكان والزمان ولقوله تعالى ( إن الله عنده علم الساعة ويعلم مافى الارحام وماتدرى نفس ماذا تكسب غدا وماتدرى نفس بأى أرض تموت إن الله عليم خبير) صدق الله العظيم .

كلما أمسكت بكتاب الله الوذ به من غياهب الحياة الدنيا بغية اغتنام جرعة روحانية بين السطور الجليلة وجدت يدى وعينى تسبقنى لهذه الآية الكريمة التى تختتم سورة لقمان لما فيها من قضية طالما وقفت عندها مدارك البشر الضئيلة أمام قدرات فاطر السموات والارض العلى القدير .. ألا وهى قضية الإنسان كونه مسيرا أم مخيرا .. ففى بعض الاحيان تراودنى فكرة أن الإنسان بطبيعة الحال مسير وفقا لما ترسمه له الإرادة السماوية وتارة اخرى أنه مخير لأن الله سبحانه وتعالى اودع فيه نورين هما اللب والقلب وبهما يتخير مسلكه فى الحياة سواء كان خيرا او شرا .. ويجنى ثمرة ماقدمت يداه ويحاسب على ذلك إما بالاثابة أو الجزاء .. وعندما افتقدوا شقيقهم محمد بذاك الحادث الأليم ملأ ارجاء حياتهم حالة من الذهول ليصبح الحزن عميقا لأنه سيظل مخزونا فى اعمق اعماق قلوبهم .

وهكذا الحياة اجل محسوب بقدرته وسر عظمته لا تعلم مكامن النفس فيما تبطن وفيما تخفى وتظهر إلا بمقدار ما أوتيت من علمه المكنون وحكمه النافذ وقضائه السابق .. اللهم افرغ عليهم صبرا يعبروا به بؤرة أحزانهم وتقبل فقدهم عندك بقبول حسن وانزل عليه شآبيب رحمتك وابدله بأهل أحسن منهم ودار خيرا من دارهم .. اللهم اجزل له العطاء بقدر ما اعطى وبذل .. إنا لله وإنا إليه راجعون ولاحول ولاقوة إلا بالله .

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x