يوم سعيد

يوم سعيد

تحبير

د.خالد أحمد الحاج

اليوم الذي انتصر فيه عملاقا القمة السودانية الهلال والمريخ في الجولة الثالثة لدوري رابطة الأندية البطلة كان بحق يوم سعيد، أبهج الشعب السوداني، وأدخل له الفرحة من أوسع الأبواب، رغما عن الظروف القاسية التي تمر بها البلاد. أعاد المريخ الأمل لقاعدته الجماهيرية وهو يفوز على شباب بلوزداد الجزائري بهدف نتج عن ضربة جزاء في اللقاء الذي احتضنته الجماهيرية الليبية، وبهذا الفوز جدد المريخ آماله في التأهل لدور الثمانية، وحل بموجبه ثانيا بالمجموعة الرابعة بأربع نقاط خلف الترجي المتصدر بست نقاط، هذا الانتصار ضاعف من مهمة هيرون ريكاردو الذي وضح أنه قد بدأ بالفعل في تحسس مجموعته، وبمزيد من الإعداد الجيد، والاستفادة من الراحة السلبية التي دخل فيها الفريق، بالإمكان معالجة أخطاء التمرير، وسوء ختام الهجمة، علاوة على حاجة بعض اللاعبين حديثي التجربة للتأقلم على أجواء التنافس، وعلى الجهاز الفني متابعة لقاء الزمالك والترجي والبناء على طرق اللعب التي يؤدي بها كل فريق، من واقع أن المنافسة قد دخلت إلى مراحلها الحاسمة. التهنئة القلبية الصادقة لهلال الملايين على فوزه المستحق على القطن الكايمروني بمعقله بقاروا ووسط جماهيره التي منت نفسها بالفوز في جولة الأرض واللحاق بصن داونز والهلال، وبالرغم من تقدم القطن بهدف نتج عن تقدير خاطئ لخط الدفاع الهلال للهجمة والذي انتهى عليه شوط اللعب الأول، إلا أن الهلال عاد للظهور بقوة وشراسة في شوط المدربين. ومن أول ربع ساعة عاد الهلال بعد أن قلب الطاولة على خصمه، بعد أن أحرز له ليليبو ماكابي الفنان هدفين ولا أحلى، الأول مشابه لهدفه في شباك الشناوي الذي تعلل بالسمش، وأردفه بالثاني بطريقة الكبار. الملاحظ أن اداء الهلال في البطولة الأفريقية ظل يرتفع من مباراة لأخرى بوتيرة متسارعة، وبالرغم من الشرود الذهني والتوهان الذي لازم بعض اللاعبين في الحصة الأولى من اللقاء، إلا أن الكادر الفني استدرك الأمر، وغير في طريقة اللعب. كنا نتعشم أن يزيد الهجوم من حصيلة الأهداف، ولو لا سوء الطالع لكان الغربال صاحب نصيب من هذه الأهداف، نقول له (خيرها في غيرها)، عليك بالاجتهاد في قادم المواعيد، وتوغل أكثر في منطقة الخصم، واضغط على حامل الكرة. التهنئة للجماهير الوفية التي ظلت تساند فريقيها هنا في الخرطوم وفي أحراش ومجاهل القارة السمراء. ربما يتم السماح للجماهير في متبقي المباريات إن جدت إدارة نادي الهلال عبر الاتحاد العام لكرة القدم في إقناع الكاف ولو كان الحضور نوعيا. ما يجب أن يقال أن القادم أصعب ما في ذلك شك، وأن الراحة السلبية للفريق ينبغي أن تجعل الجهاز الفني بقيادة فلوران ومساعده خالد بخيت يعدان اللاعبين بالصورة المثالية. يجب أن تكون صحوة القمة فرصة لإذابة جليد الجفوة بين العملاقين لمصلحة الكرة السودانية لا لشيء غير هذا، على أن يستفاد من الراحة السلبية بالتباري مع فرق لها وزنها، وفي الختام التحية لإدراتي الهلال والمريخ على الانتصارين الباهرين، فها هي ثمار التسجيلات والصبر على اللاعبين قد بدأت تؤتي أكلها. البطولة على المحك وبعيدا عن نتيجة الأهلي وصن داونز لابد من الحذر والتعامل مع بقية المباريات بذات التقدير.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x