مافيش تاني مصري سوداني

مافيش تاني مصري سوداني

تأملات
جمال عنقرة

نقل لي أحد الأصدقاء الأحباب مقالا موضوعيا رزينا كتبه مواطن سوداني غيور علي وطنه وبلده وشعبه، تعليقا علي الإحتفال بالذكري ٦٧ لاستقلال السودان المجيد الذي نظمناه في مركز عنقرة للخدمات الصحفية برعاية شركة صن اير للطيران، وشرفه مساعد وزير الخارجية المصري للسودان وجنوب السودان السفير حسام عيسي، وعدد من رموز تعزيز العلاقات السودانية المصرية، واحتضنه فندق سفير الفخيم في ميدان المساحة قبل نحو أسبوع تقريبا، وكان شعار الإحتفالية “ليلة في حب مصر والسودان” وكان المقال المحترم المشار إليه عنوانه “لماذا نجعل حب السودان ثانيا” وهذا تساؤل موضوعي ومشروع، وحب الوطن يجب أن يقدم علي اي حب، والعطاء للوطن يجب أن يقدم علي العطاء لغيره.
وأذكر الكاتب العزيز آيتين كريمتين في القرآن الكريم، وردتا في شأن واحد، وهو ما كان يحدث من قتل للأطفال بسبب الفقر، ففي الآية التي تخاطب الفقراء الذين يقتلون أولادهم بسبب الفقر، طمأنهم المولي سبحانه وتعالي بأنه سوف يرزقهم قبل أولادهم “لا تقتلوا أولادكم من إملاق، نحن نرزقكم وإياهم” أما الذين يقتلون أولادهم خشية الفقر الذي يمكن أن يصيبهم، طمأنهم الرزاق الكريم بتقديم رزق المواليد علي رزقهم، “لا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم”
فسياق الحديث يأتي من موضع الحدث، والأدلة علي ذلك كثيرة، فتقديم ذكر مصر في هذا الموضع وغيره، لا يعني بالطبع تأخير حب السودان في نفوسنا، وحبنا لمصر من حبنا للسودان، ولا نجد هذه الأيام صديقا، ولا قريب، يقف معنا، ويدعم خيارات بلدنا وشعبنا الوطنية، غير مصر أخت بلادنا الشقيقة، وغدا بإذن الله تعالي، يهبط مصر نفر كريم من أهل السودان، لإعلان انطلاق حوار سودانى، يوحد جبهتنا الداخلية، بمن فيها مركزية قوي إعلان الحرية والتغيير، التي اعتزلت هذا اللقاء، ولكنها ستكون أول المستفيدين منه، لأنه سوف يفتح بابا واسعا للم شمل أهل السودان، بكل كتلهم ومكوناتهم وكياناتهم بإذن الله تعالي، ثم أن الحملة الجائرة التي يقودها غير الموضوعيين الذين يروجون لأكاذيب لا يدعمها منطق، مثل الزعم بأن أربع آلاف من الشاحنات محملة بمخدر الآيس دخلت السودان من مصر، فمثل هذه الأكاذيب تفرض علينا، وعلي غيرنا من السودانيين الوطنيين المحبين لشعبهم وبلدهم، أن يقودوا حملات تدعو إلى حب مصر، ولعله لذات السبب يقود مجموعة من الوطنيين السودانيين بقيادة مولانا السيد عبد الله المحجوب الميرغني، برنامج فعالية “شكرا مصر” ولذات السبب جعلنا إحتفالنا بتكريم ووداع القنصل المصري السابق المستشار أحمد عدلي إمام “ليلة في حب” فنحن نحب مصر حبا للسودان، لأنها أعطت، وتعطي السودان، والسودانيين بلا من ولا اذي، وشكرا الكاتب الكريم علي هذه الملاحظة المهمة، التي تلفت نظر السودانيين إلى أهمية حب بلدهم، وحب مصر من حبنا لبلدنا السودان، ودعونا نسعي معا لترجمة هذا الحب، إلى مشروع عمل كبير نحقق به حلم وحدة وادي النيل، ونغني معا “ما فيش تاني مصري سوداني، نحن الكل أولاد النيل”

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x