الأزمة الوطنية وأتجاهات البوصلة المصرية وبلطجة الإطاري ومثالية النموذج التشادي

الأزمة الوطنية وأتجاهات البوصلة المصرية وبلطجة الإطاري ومثالية النموذج التشادي

رؤى متجددة

أبشر رفاي

إن حالة السيولة السياسية والدستورية وفوضى التدخل الأجنبي السافر في شئون البلاد بأكثر من قناع وكدمول وتبلم وذلك في اعقاب السقوط الدراماتيكي للنظام السابق والتعقيد والتعثر المستمر الفعلي والمفتعل في مسيرة ومسارات الحلول التي يمسك بزمامها ثنائى المكون العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير المجلس المركزي وآخرين من دونهم الكل يعلمهم ولو من باب ( لابدة وفسيتها برة ) مثل شعبي سوداني ، وفي هذا الأطار فإن مسئولية المكون العسكري تبدو أكثر وضوحا وتفهما لقوى الثورة الموضوعيين وكذلك شرفاء شركاء الوطن ولكن الشئ المحير والمثير للجدل وللدهشة والإحتيار حقا مصادرة المجلس المركزي للحرية والتغيير مصادرته عينك يا تاجر للملكية الفكرية والسياسية للثورة والتغيير ومنع الآخرين من شركاء الكفاح التراكمي من أجل الحرية والسلام والعدالة وشركاء الوطن منعهم حتى من ممارسة حق الحقوق السياسية المجاورة ناهيك عن حقوقها الأساسية المستحقة ، مع العلم وللحقيقة والتاريخ الحرية والتغيير المجلس المركزي منطق الحراك الثوري هو مجرد فصيل من فصائل قوى إعلان الكفاح التراكمي من أجل الحرية والسلام والعدالة إلا أنه بقدرة قادر نصب نفسه وليا وواليا ووصيا على الثورة والأزمة والقضية والرؤية المستقبلية للوطن ، من وين وجد هذا الحق الله أعلم .
فالذي نعلمه ببساطة وبموجب معطيات وحقائق علم الشهادة الشعب السوداني الذي يتم التحدث بإسمه جهارا وليلا ونهارا لم ينتخب أحدا ولم تجر عملية استفتاء دستوري ولم يمنح أحدا شيكا سياسيا وعلى بياض ليحرر وسحب مايروق ويحلو له من رصيد ثورته الشعبية الشبابية .
وفي خضم كثافة الجهود التي سكبت من قبل مكونات الجبهة الداخلية ومن الأشقاء والأصدقاء في الجوار والجوار الجنب وأعالي البحار ومن خلفها من أجل إيجاد حلول موضوعية منطقية لهذه الأزمة المتطاولة ، ظهرت هذه الأيام وبدفع رباعي المبادرة المصرية متزامنة مع دعوة الفريق أول ركن محمد إدريس دبي إتنو رئيس الفترة الأنتقالية رئيس الجمهورية كبير الدول التشادية دعوته التي بعثها عبر مندوبه الخاص السيد إدريس بوي لسعادة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن .
وبالرجوع إلى المبادرة المصرية والتي تأخرت كثيرا عن جهود معالجة الأوضاع في السودان ويعزي اللوم على التأخير تمشيا مع طبيعية المشاعر الفطرية والحضارية السليمة للشخصية المصرية تجاه الأشقاء والأصدقاء والإنسانية وكذلك من منطلق المسؤليات التاريخية المفصلية الفصلية للكبار والتي أشار الى نموذجها الوزير الأسبق والقانوني الضليع المصري مفيد شهاب في حواره المحضور بفضائية القاهرة الإخبارية حول تجربة مصر في تحرير دولة الكويت إبان الغزو العراقي ، لكن في نهاية الأمر تأخر الدور المصري مفهوم وهي على ذلك الموقف محقة بلاشك ، وذلك لجملة من الأسباب من وجهة نظرنا كمراقبين أولها إعمالهم لمبدأ العارف عزو مستريح والمياه وإن طال فيضانها تجري في مجراها ومخلفاته وإن عشعشت وتكاثفت ستذهب جفاء بمعني أن الذي يربط بين السودان ومصر من روابط أزلية إستراتيجية مصيرية ووجودية مشتركة لايقبل المزايدة والمناورة والسمسرة والإتجار السياسي الرخيص والمسترخص ، وقد عددنا ذلك من قبل في عدة سمات ومزايا وميزات عبر الرؤى المتجددة ولا بأس من إعطاء نماذج للتذكير إن نفعت التذكرة ، منها عبقرية وأزلية الجوار وماحوى من محتوى بين الدولتين الشقيقتين ممثلا في الحبلين الحبل السري نهر النيل العظيم وحبل الأسرار السماوية وأراضينها وعروضها ويكفي في ذلك ان الدولتين الشقيقتين الجارتين هما ضمن الإطار الجغرافي الكوني المقدس ، بشهادة كل الرسالات السماوية ورسلها الكرام (أحداث وإحداثيات) وكذلك رابط مقومات البقاء والنهضة والتطور ، فالامن الأطعامي لمصر وشعبها الشقيق عمقه الأستراتيجي الأزلي في السودان وأمنها الأمني بمفهومه الأشمل وإمتداداته الطبيعية والذكية كذلك والعكس ينطبق بالمسطرة على السودان أيضا ، ولكن وللأسف الشديد بعض السودانيين وكثير من المصريين يجهلون ويتجاهلون هذه الحقائق مفضلين التواصل على اساس خطاب الكراهية والتكريه اللامبرر وعلى التخوين والإستعلاء والإستغلال والتخابر والسمسرة السياسية والأجتماعية والنظرة الثنائية الأنكفائية المتبادلة والمتداولة في الفاضي جيل عن جيل ، فكأن القوم لا يستوعبون محتوى الآيات البصرية التي ضربت لهم في الآفاق كالقراءة الصامتة والناطقة لنيل الحياة والحيوية كما أسلفنا الذكر فمالكم يا قومي كيف تتعاونون في الله وفي مبادئ العلاقات بين الشعوب وقيم الأمة وأساسيات العلاقات القطرية الثنائية بين البلدان وأخلاقيات تبادل المنافع والمصالح المشتركة .
ومن الاسباب الجوهرية كذلك لتأخر المبادرة المصرية عن زمانها الأساسي من وجهة نظرنا كمراقبين الهجمة الشرسة والغير مبررة على الدور المصري من قبل بعض قوى الثورة وبأسمها في أيامها الأولى والأيام التالية لها وبالمقابل تغليب الدور الأثيوبي على بقية أدوار الأشقاء والأصدقاء تغليب بلغ في بعض حالاته درجة الاستفزاز والتهميش الشديد ، وكم لاحظ الجميع حرارة الاستقبال والتصفيق الدامي لرئيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد في حفل توقيع الوثيقة الدستورية ٢٠١٩ بين المكون العسكري وقوى الحرية التغيير النسخة الأولى وبالمقابل حالة البرود التام والتهميش السياسي المتعمد الذي بمورس بحق رئيس الوزراء المصري دكتور مدبولي بل تجاوزه الى مفوض الإتحاد الأفريقي الدكتور موسى فكي محمد بل تجاوزه الى بعض الرؤساء الأفارقة الذين شرفوا ذلك الحفل (الحفر) تلك الأشياء والممارسات للأسف الشديد مصدرها ومنصتها الأساسية الناشطون والمنشطين سياسيا وعدائيا ، فهي مواقف وتصرفات ليس لها أدنى علاقة بمفهوم ومقامات رجالات الدولة وشقيقاتهن النساء .
المهم تلك أمة وفئة وسلوكيات قد خلت بشرها وخيرها وبتالي علينا إستقبال المبادرة المصرية بصدر رحب وبقلب وبصيرة مفتوحة كما أستقبلنا من قبل جميع المبادرات بالداخل والخارج بمن فيها مبادرات كل من هب ودب (وتدب) .
نصيحتنا للقائمين على أمر المبادرة المصرية ضرورة الأحاطة بكافة المبادرات السابقة للوقوف على نقاط قوتها وضعفها ، ثانيا الإحاطة التامة بالابعاد الكلية للأزمة الوطنية القائمة على خلفية القضية التاريخية وعلى جدلية صناعة وبناء دولة المستقبل الواعد على أسس دستورية جديدة ينبغي أخذ ذلك من مصادر متنوعة بغرض اعمال روح الشفافية مع الحذر التام من أساليب الوكلاء السياسيين والمقاولون في إطار العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين بجانب حذر أوصياء المشهد السياسي الراهن مع ضرورة احكام الاطار السياسي والتنظيمي للمدعويين حذر الإقصاء والتهميش وتصفية وتسوية الحسابات الداخلية بأسم المبادرة المصرية فضلا عن الحذر كل الحذر من المهددات المحيطة والكامنة والمكنة ضد الدور المصري ومبادرته وبالله التوفيق .
أما فيما يتعلق بالإتفاق الإطاري ثبت وبالتجربة التطبيقية بأنه إتفاق ثنائى إقصائى مشحون بالوصايا الداخلية والأوامر الخارجية وبروح التشفي والإنتقام وبالكراهيتين السياسية الحزبية والأيدلوجية والكراهية الأجتماعية المبطنة كراهية تاريخية وكراهية مؤرخة ، فضلا عن الأتفاق الإطاري هذا يحمل أكثر من تناقض وجدليات رهيبة يدعي الديمقراطية والمدنية والشفافية قولا ويمارس الوصايا والشمولية والدكتاتورية المدنية فعلا ، مثال تصنيفه المجحف لقوى الثورة وشركاء الوطن وكذلك فرض وتبني أساليب بأسم الإطار ليس لها علاقة بتوجه الثورة ولا مبادئ الديمقراطية والمدنية المقتدرة ولا التوجهات الاخلاقية التاريخية البديهية الوجودية للشعب السوداني الأبي أسلوب ( وقع أولا ثم أبدي رأيك ثانيا ) ونعت ورجم الآخرين بباطل مصطلح قوى أغراق الاطار فضلا عن التعمد بترك باب الوطن متركشا متاكا وفاتحا على مصراعية لخشيمي وخشيمات وخشامة التدخل الخارجي السافر في شئون البلاد الداخلية وهي دول ذات سيادة لاينبغي أن تستغل ظروفها وأوضاعها بفرض وصايا سياسية عليها تارة تحت ستار تسهيل المهام وتارة أخرى بالأستهتار وبالتهديد المعلن وبالوعيد وقطع الرقاب والأرزاق والتشهير السياسي المبطن .
الإتفاق الإطاري في سياق المبادرة المصرية لايخرج من كونه بند من بنود الأزمة ينبغي درجه ضمن أجندة الازمة الوطنية وذلك لبحث ماهي الطار وهويته وهواه عبر ثلاثي الإطار ومحتواه وتطبيقاته ( الهياكل ) وخارطة طريق الإنفاذ وجداولها الزمنية وأسس التقويم والمتابعة هذا إن كان إطارا بالمفهوم العلمي الديمقراطي المدني الحضاري المتعارف عليه في البيئات والمجتمعات السياسية المتحضرة لانه أي الإطار قد تحول بالفعل من أداة لحل الازمة الى أزمة فرعية في حد ذاتها .
أما فيما يلي الرسالة التي حملها مندوب الرئيس التشادي ودعوته للرئيس البرهان لزيارة الشقيقة تشاد تؤكد الرؤى بأن ذات الميزات والمزايا المميزة للعلاقات الثنائية بين مصر والسودان هي ذاتها مع الشقيقة تشاد بأختصار شديد نحن مع تشاديبن عبر التاريخ والجغرافية وعلم الأجتماع ومن خلال متابعتنا لأخبارها عبر فضائيتها واعلامها المميز تشعر بأنك تعيش واقع وموقع ووقائع شعب واحد في دولتين مزاج تنوع سحنات ألسن عمق إيماني ثراء ثقافي تراثي جغرافي إجتماعي تاريخي إنسيابي لأبعد حدود السياسة والاجتماع والأنسنة ، دعوة الرئيس دبي لشقيقة البرهان تؤكد بأننا وتشاد كالجسد الواحد اذا إشتكي منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى فالدعوة في هذا التوقيت بالذات تمثل نجاح للدبلوماسيات الثلاث بين البلدين رئاسية ورسمية وشعبية .
وعن النموذج التشادي في محاصرة وتحجيم الفتن والأزمات ووضع خيارات الحلول الموضوعية المناسبة لها ، الكل يعلم من قبل ويشهد اليوم بأن الشقيقة تشاد قد تعرضت لمحنة وفتنة وإبتلاء عظيم والذي بلغ في بعض مراحل تفوقت على الأزمة والإبتلاء والفتنة السودانية ولكن بحكمة وحنكة الشعب التشادي وقواه السياسية الحية المخلصة وحكومته الرشيدة بقيادة ربانها الماهر دكتور صالح كبزابو رئيس وزراء الفترة الأنتقالية وجدارة رئيس الجمهورية رئيس الفترة الإنتقالية كبير الدولة الفريق اول ركن محمد إدريس دبي إتنوى الذي جسد تماما والشعب التشادي محتوى الأمثال السودانية التالية العود برمي جمرايتو ، وعشان الشامتين نموت واقفين ، والولد ولا خراب البلد ، والفشة غبينوا خرب مدينتو . الرئيس حول الفتنة والمصيبة بالصبرين الصبر الجميل وصبر البشارة حولها إلى نعمة سلام ومحبة وتسامح ووئام . في الإسلام (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) ومن قيم المسيح عليه السلام ( الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه ) نعم لقد توجت مساع الشعب التشادي وقيادته الرشيدة في فتح مسارات آمنة للوطن والمواطن ومستقبل البلاد بأنعقاد وتوصيات ومخرجات الحوار الوطني السيادي الشامل الذي طوى صفحة وصحائف الفتن ماظهر منها ومابطن كطي السجل للكتب والبرش والشقة واللحاف عند تمام غرضه ، وتشكيل مؤسسات الدولة وأنطلاقة أعمالها على نحو جيد ثم تواصلت الجهود الميدانية والديوانية رسمية وشعبية وأهلية لشرح مضامين ومحتوي الحوار الوطني والسيادي دون أن يسمع صوت للتشفي والإنتقام بل تجدد العفو والتسامح وإصلاح ذات البين حتي للحالات مابعد أجواء السيادي كل ذلك من اجل وطن يسع الجميع وبهم يعمر ومن اجل الشعب التشادي الكريم والذي بعد الحق تعالي هو الضامن رقم واحد لضمان تنزيل محتوى الحوار واستدامته عبر المحافظة على المؤسسات وهيبة الدولة والقوانين والقيم العليا للدستور ، من جانبنا ندعو مشهدنا الوطني وقواه الحية ومن خلفه الشعب السوداني المعلم أن يحذو حذو النموذج التشادي عملا وطنيا خالصا مخلصا مكملا بنزاهة مشهودة بدور الأشقاء والأصدقاء في صون كرامة وإرادة وعزة الشعب التشادي ودولته العظيمة التحية لهم جميعا .
في خاتمة القراءة نتقدم بعاطر التحايا لأسرة السفارة المصرية ولسفيرها وطاقمه وللجالية المصرية ومجلس الصداقة بين البلدين وكذلك التحية موصولة لأسرة السفارة التشادية بالبلاد سفير وطاقم ومجلس صداقة تحية خاصة لسفيرنا الجديد لدولة تشاد الدكتور الفريق عثمان يونس والذي بدأ وطاقمه بداية موفقة التحية لكبيري الدبلوماسية الرسمية بالبلدان الثلاث السودان السفير الوزير المكلف على الصادق ومصر الدكتور سامح شكري وتشاد كبير الدبلوماسية وزير الدولة للشئون الخارجية الدكتور محمد صالح النضيف التحية لكم جميعا وانتم تعملون بكد وأجتهاد من أجل صناعة السلام والاستقرار وللشراكة من أجل التنمية الشاملة المستدامة ببلداننا وبماما أفريكا .

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x